أعلن وفاتي
اخبار البلاد -
قبل ذلك كان اليوم عابساً والسماء ذات حراره شديده وكنت أسير بإتجاه مستشفي الحسين بالسلط الجديد لزياره مريضاً صديقاً عزيزاً أحبه ويحبني والافعال تدل على أثر ذلك لا الأقوال كنت قبل ذلك خارجاً من ديوان عشيرتي معزياً بأحد الشباب من اقاربي توفاه الله في بدايه الشهر الفضيل عند ذلك وبعد صلاه العشاء وأداء صلاه التراويح دلفت إلى المستشفي للأطمئنان على ذلك الصديق الحبيب استقبلني نجله الوفي الصديق الصدوق ولم تكن هذه الزياره الأولى بل سبقها زيارات قبل ذلك كنت أشعر برهبه الموت على باب المستشفي وازداد حدسي أكثر عندما شاهدت أجهزه التنفس تغطي وجه الراحل العزيز سلمت عليه وكان سلامي بمثابه الوداع بدون ترتيب فرد علي ووضع يده على رأسه مرحباً بي حيث ان الجهاز كان يحجب النطق بعض الشي واتبع ذلك بإشاره بواسطه كلتا يداه بإن كل شئ قد انتهي ثم اشار بيده طالباً قلم للكتابه عندها ايقنت ان ساعه الفراق دنت دون أدني شك فغادرت المكان مصدوماً مما حدث شخصاً يتكلم معك ويعرفك ويرحب بك بالاشاره وتشعر أنه يغادر الدنيا بكل رضاء وطمأنينه لا يبالي من سكرات الموت بل يريد الرحيل . وفي ساعه متأخره من الليل سألت الرفيق بلال هل كتب شيئاً أجاب بنعم وسأخبرك صباحاً بذلك قراءت خبر الوفاه صباحاً مرسل إلي من نجله بلال ازداد حزني وألمي على صديقاً أبيض القلب عفيف اللسان كريم النفس وازداد حزني عندما قرأت ما كتبه لبلال وبالحرف الواحد (أعلن وفاتي ولا حول ولا قوه إلا بالله) .
رحلت أبا عمر وكنت تودعنا بتلك العباره وكنت على عجل من أمرك أجزم بأنك رأيت مقعدك في الأخره وكنت راضياً وتستعجل الرحيل أبا عمر تذكرني الايام عندما زرتك معزياً بولدك موسي في رمضان العام الماضي وعلمت أنك لم تبكي دمعه واحده لكنني كنت اشاهد حزنك العميق والالم الذي يعتصر كبدك واسيتك بكلام الصائم العابد المحب وبعد لحظات انفجرت باكياً وبكينا سوياً حتى ابتلت وجنتينا وكنا في حاله عناق صادره من شغاف القلوب . كيف لا وانت يا حسنٌ حسن المعشر والمجلس والتواصل والوفاء فقدت صديقاً وأخاً شاعراً بالحكمه ومدون لتراث السلط والأردن وجامع لأهازيج السلط في الافراح وتراويد الاتراح التى تعبر عن الحزن كنت تنعي نفسك حياً بعد فقدك لموسي وتراجعت همتك وصحتك حتى ان ضحكتك أفلت شيئاً فشيئاً الكتابه عنك يا ابا عمر غصه في القلب والامرصعباً على ان اكتب وأنعي اخا وفياً لكنك سبقتني ونعيت نفسك حياً فأحسب ذلك من علامات الصلاح والتقي أنت مؤرخ لتاريخ السلط الاجتماعي والتربوي خرجت الأجيال وصنعت الرجال في مدارس المدينه وقراها وها أنت الأن ترقد في الجهه الجنوبيه الشرقيه للمدينه تشرف على عين حزير التى يحتوي ترابها دم الشهداء من الأهالي والرجال الذين سقطوا في ربيع عام 1968 أثر غاره صهيونيه .أبا عمر الكتابه عنك تطول لكنك ستبقي في الذاكره والقلب طيب الذكر والمعشر . طوبي للاتقياء الانقياء أصحاب القلوب البيضاء .