ماذا يضع الملك في يد بايدن لحماية القدس؟
أخبار البلد-
على رغم الاختلاف على مفهوم العالم لإيجابيات أو/و سلبيات الأحداث التي أدت إلى التصعيد والعنف والتدمير والاعتقالات، فإن ما تم من منع والحد من حرية نشاط الجيش الإسرائيلي، والمنظمات الصهيونية وجماعات التلمود العصابية، وإنتاج احتكاك بين «إسرائيل» والدول المجاورة، التي يوجد لها ممثلون، في القدس، تحديدا الأوقاف الإسلامية والمسيحية، فان مثل هذا التدخل، ليس في جانبه الأمني بل في المراقبة، واستنفار قوى العالم، كشف انهيار الحكومة الإسرائيلية، ورئيس الائتلاف نفتالي بينت، الذي دعم اقتحامات المسجد الأقصى، وصعدت قواته من العنف ومحاولات التهويد المقصود.
من المهم أن يدرك الجميع، أردنيا وفلسطينيا، إسرائيلياً، أَمميا، وأميركيا-تحديدا-، أن المملكة الأردنية، صاحبة الوصاية الهاشمية، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني، هو الوصي الهاشمي، وأن الدولة الأردنية وفق رؤية الملك، بموجب معاهداته وقوانين واتفاقيات مصدقة ومعترف بها، تدير هذه الوصاية وتبعاتها، وتعتبرها، من أساسيات الحكم، والميثاق الناظمة لعلاقة الأخوة والدم مع فلسطين المحتلة، لهذا يذهب الملك إلى الولايات المتحدة الأميركية، ليلتقي الرئيس جو بايدن، وهي القمة الثانية بينهما، وهناك فروق سياسية واقتصادية وأمنية بين القمة والقمة.
الوصي الهاشمي، الملك عبدالله الثاني، يحمل هوا فلسطين، وقبس القدس، وصبر عمان والأردنيين، وعذابات المعتكفين المجاهدين دفاعا عن أوقاف القدس الإسلامية والمسيحية، ضد أفكار رئيس حكومة الاحتلال المأزوم.
.. عمليا، وقبل قمة الملك عبدالله، والرئيس الأميركي بايدن، علينا أن نعرف ان «اسرائيل» ستقوم بكل ما بوسعها من أجل استمرار بطشها واقتحامها الأوقاف الفلسطينية وتشويه الحقائق من أن أمنها، معرض للانهيار، والسبب هو حق الشعب الفلسطيني، في ممارسة العبادات، في أقدس الأماكن الدينية الإسلامية، القدس والحرم القدسي الشريف، والمسجد الأقصى المبارك... الإدارة الأميركية تابعت ما يحدث من انهيار في حكومة بينيت، والواضح، أن الأزمات والصراعات والحرب الروسية الأوكرانية، لم تشغل شرفاء العالم، عن حرب إسرائيل السرية في المسجد الأقصى، عدا عن الأعمال العدوانية التي تستغل «إسرائيل»، الوضع في القدس، لتدير قوات الأمن وتعيث فسادا.
الملك عبدالله، وضع رؤيته والدولة الأردنية، بما في ذلك الحكومة ورئيسها صاحب الولاية العامة د. بشر الخصاونة، وضعا المنطقة والعالم، على حد المصارحة، وبتلك الدبلوماسية الأردنية الهاشمية الواقعية، الواقعية لطبيعة الحدث.
.. لهذا الملك في واشنطن (...)، وفي ذات الوقت، قمة مع رئيس يعي نظرة الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي اليهودي، ويعي أن العالم، بات في كيانات أكثر حرصا على الأمن والسلام،.. والمطلوب الآن وقفة، أميركية واعية تماما، لأن العالم لم يعد يطيق عنجهية إسرائيل المحتلة، وضربها عرض الحائط قرارات مجلس الأمن ونقضها الاتفاقيات ومنها الحقوق والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
الوضع الخطير، ليس على القدس، بل المنطقة والشرق الأوسط، جعل الملك، يسعى ويحرص على قمة مختلفة، وفق مؤشرات، ولنقل الفرصة المتاحة (الإنقاذ)، التي نرى فيها رغبة لدى المجتمع الدولي، وقبل ذلك الإطار العربي الإقليمي، الداعم للدولة الأردنية في دعم الفكرة والمساعدة في نجاحها، بالدور المطلوب أميركا وأوروبيا وامنيا، وأمميا.
.. في واشنطن، بين عبد الله الثاني، والرئيس بايدن، كيمياء نادرة، فالرئيس الأميركي، يثق بحكمة ورصانة وفكر الملك الهاشمي، ويثق بأن الوصاية الهاشمية الأردنية على مقدسات وأوقاف القدس المحتلة، هي الحل لاستدامة الوضع القائم وتأطير ذلك باتفاقيات دولية، بمراقبة ودعم أميركي، يلزم اسرائيل المحتلة، ما يمنع التوترات الميدانية، القائمة الآن في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، ومع استمرار تحركات الوسطاء في المخاطر الإقليمية والقانونية، ليس للإبقاء على هذه الحالة المأسوية بقدر ما يؤدي لمنعها
.. في المنظور الجيوسياسي الأمني، يضع الملك الوصي الهاشمي، رؤية ملكية، تعمل جديا على حقن التصعيد العسكري، وبالتالي حقن الدماء، وذلك مهمة، تعقدها حكومة بينيت، التي أعلنت، عبر قيادة جيش الاحتلال، والشاباك، والموساد، في ختام جلسة خصصت لتقييم الأوضاع الأمنية، استدعاء ست كتائب احتياط خلال الأسابيع المقبلة، لتعزيز تواجد وحدات قيادة المنطقة الوسطى على خلفية التوتر الأمني، الذي لا يزال يسود الضفة الغربية.
وهذه القوات الإضافية والكتائب ستضاف إلى 14 كتيبة أخرى جرى نشرها خلال الشهر الجاري في مناطق الضفة الغربية وعلى منطقة حدودها الفاصلة مع إسرائيل وفي مدينة القدس وكذلك على حدود قطاع غزة، ومن بينها أفراد من وحدات القناصة.
.. ماذا في يد الملك من رؤى وحلول؟.
.. تأتي قمة بايدن-عبدالله الثاني، في وقت، وضمن رؤى وملفات ساخنة:
*أولا:
تتواصل الجهود التي تبذل من عدة جهات، بينها عربية وأجنبية، من أجل المحافظة على حالة الهدوء القائمة حاليا، وذلك بدعم من الإدارة الأميركية، التي أعلنت مساندة تحركات التهدئة.
*ثانيا:
تستمر الاتصالات التي يقودها الأردن بقيادة الملك، مع القيادة الفلسطينية في رام الله، من أجل الحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وهي اتصالات تترافق مع أخرى تقوم بها جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وخصوصية الوسيط المصري مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لضمان عدم تصعيد عسكري، اذا ما استمرت اقتحامات واعتقالات المسجد الأقصى.
*ثالثا:
الأردن يقدم ما يبحث مع الحكومة الإسرائيلية، عن إمكانية تعزيز التنسيق بين الجانبين حول الأحداث والتطورات في مدينة القدس المحتلة، ومن أجل التوصل إلى تفاهمات على إجراءات من شأنها أن تساعد على تخفيف التوترات ومنع "حوادث العنف”، وذلك بإيعاز من البيت الأبيض الذي يدفع في هذا الاتجاه.
*رابعا:
هناك محادثات أردنية إسرائيلية، يجري الترتيب لإجرائها بعد العيد، إذ من المقرر أن يبحث الجانبان المقترح الأردني بزيادة عدد حراس المسجد الأقصى التابعين لمجلس الأوقاف الإسلامية في القدس والتابع بدوره لوزارة الأوقاف الأردنية، بهدف تعزيز مكانة ودور مجلس الأوقاف.
*خامسا:
التقارير الأممية ومجلس الأمن والإدارة الأميركية، اعدت تقارير، ملتبسة، أشارت إلى وجود رغبة إسرائيلية بالحفاظ على حالة من الهدوء والاستقرار في المسجد الأقصى، في ظل التقديرات الأمنية الإسرائيلية بأن المواجهات العنيفة التي تندلع بين المصلين وقوات الاحتلال في باحات الأقصى قد تتحول إلى مواجهات واسعة في الضفة وقطاع غزة، علاوة على تأثير أوضاع القدس الميدانية على العلاقة الأردنية الإسرائيلية، وعلى الشارع الأردني والحكومة الأردنية والسلطات الدستورية المؤيدة لخطوات ورؤى الملك عبد الله الثاني.
*سادسا:
الحكومة الأردنية تتابع مسار الإدارة الأميركية، التي هي من يدفع باتجاه تعزيز التنسيق بين الأطراف المعنية فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، بما في ذلك السلطات الأردنية والحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، منعا لتصعيد محتمل قد يتحول إلى مواجهات واسعة.
*سابعا:
الإدارة الأميركية، بدعم وزير خارجيتها، ارسلت الموفدين الأميركيين اللذين زارا المنطقة قبل أيام، عقب موجة التوتر الخطيرة، أكدا أن التفسير المختلف لمصطلح "الوضع القائم” الستاتسكو بين إسرائيل من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، أدى إلى تراجع فاعلية التنسيق بين هذه الأطراف.
*ثامنا:
تنص التفاهمات السابقة بين الجانبين الأردني والإسرائيلي على أنه بموجب "الوضع القائم” في القدس، يسمح للمسلمين فقط بالصلاة في الأقصى، فيما يمكن لغير المسلمين زيارة المكان دون الصلاة فيه.
*تاسعا:
الأردن، يعيد تقديم وثيقة للإدارة الأميركية حول المسجد الأقصى، طالب فيها بالعودة "للوضع التاريخي الراهن” للمسجد، والذي قال إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنتهكه منذ العام 2000، حيث طالب بتحويل المسؤولية عن المسجد الأقصى خاصة ما يتعلق بالشأن الأمني، والنظر في زيارات غير المسلمين لباحاته، إلى سلطة مديرية المسجد الأقصى الأردنية.
*عاشرا:
طلبت الوثيقة الأردنية، منع انتشار القوات المسلحة في ساحة الأقصى، والمقصود بها قوات الاحتلال، وتحويل المسؤولية الأمنية للأوقاف، وكذلك تحويل مسؤولية تنظيم الدخول إلى باحات الأقصى لغير المسلمين للأوقاف، والتقيد الصارم بنوعية لباس الزائرين، ومنع إدخال متعلقات بصلاة غير المسلمين وغير ذلك. كما تطلب بأن يتم إيكال مهمة تحديد مسارات الزيارة ومدتها للأوقاف، وكذلك حجم المجموعة على ألا يزيد عن خمسة أشخاص.
*حادي عشر:
الملك، والحكومة، ممثلة برئيس الوزراء د. بشر الخصاونة، والوزارات المعنية سيبحث في كيفية تنفيذ الكثير من مشاريع الإعمار الخاصة بالمسجد الأقصى، واوقاف القدس والحرم القدسي، والأوقاف المسيحية، ضمن خطط الأعمار الهاشمي، التي يمنع الاحتلال تنفيذها منذ فترات طويلة، ووضع آلية تحول دون تكرار الاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال ضد موظفي وحراس المسجد الأقصى.
*ثاني عشر:
طرح ملف التنسيقات الفلسطينية الأردنية، الدائمة للتعامل مع ملف القدس والحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى، ومن المهم ان تعي الإدارة الأميركية انه كان الرئيس محمود عباس قد التقى الملك عبدالله الثاني، في العاصمة عمان، وركز اللقاء على بحث آخر المستجدات على صعيد الوضع السياسي، والتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وسبل الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتعزيز التنسيق المشترك بين القيادتين الفلسطينية والأردنية في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
.. الأردن، ملكا وحكومة، ومن قوة الحق الهاشمي الابلج في الوصاية الهاشمية، يقف مع الإدارة الأميركية، والرئيس بايدن، لوعي ما يحدث في دولة الاحتلال التي تريد خلق أزمات للمنطقة وربما مواجهات وتصعيدا عسكريا، ربما يمتد إلى أبعد من احتمالات الواقع الذي يعيشه العالم جراء الأزمات والصراعات والحروب، في العقد الاخير، ما قبل تفشي جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وظهور أفق صعب لازمة اقتصادية وتضخم عالمي.
.. هي قمة الحب والقوة والعزم الهاشمي، ذلك أن الأردن وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، "يواصل جهوده مع الأطراف الإقليمية والدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي والحفاظ على الوضع التاريخي للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية”، وهي وصاية لها قيمتها الشرعية والفقهية، ندافع عنها في إعلامنا الأردني الوطني، الصحف اليومية، والفضائيات ووكالة الانباء، دفاعا عن ذلك النور الإلهي الممتد من الرسول محمد، سيد الهاشميين والرسل، الذي صلى في وسط المسجد الأقصى، متمما رحلة الاسراء والمعراج،.. فمن غير عترة النبي المصطفوي القرشي الهاشمي، من يحمي القدس.
.. قمة تعيد صياغة الحق في الوصاية الهاشمية، بالدلالة والمنطق، والحفاظ على الوضع القائم، بل تطويره لصالح قوة القدس وحمايته من التهويد.