العينْ بين الرمشين.. وبين الرجلينْ!!

خرجت علينا مؤخراً إحدى العيون " المختارة " فغمزت.. فحيرتنا بغمزتها تلك! ثم لمزت فحركت مشاعرنا تلك _مشاعر الدهشة_ ! ثم تحدثت ويا ليتها ما تحدثت ! فاللسان دائم الحديث وقد يخطىء ..أما العين فقليل حديثها ولاتخطىء.. ولهذا نقول فلان فضحته عينه, أي "العين", ولم نقل فلان فضحه لسانه ؛ لأنه قد يتدارك زلات لسانه فيعتذر عن خطأه ذلك او قد يتبرؤ منه اوحتى ينسبه الى شخص اخر _ان شا الله أكون أنا_ . يا لهذه الدنيا ! كثيرا ما تقدمت فيها رجال فتحدثوا فأرجعت.. وكثيرا ما صمت بحضرتها رجال فتحدثت هي عنهموا وقدمت! أفبتنا لا نبدي فصاحة في قولنا.. أم أن الفصاحة لا تخرج من أفواهنا.
عجباً.. .يخرج علينا وزيراً لأي شيء لا يفهم بأي شيء..ونائبا لا يسكن بيننا ليتحدث عن حينا.. وجاهلاً بالدنيا كلها ليحدث العالم عن علمنا..! فيسعفنا طبيبا لا يداوي جراحنا.. ويتحدث عنا فقيه لا يدين بديننا.. وندقق في مستقبل ابناءنا بأعين فارغة.. ونزرع زرعنا فنرويه الماء من تلك العين الفارغة ..فما بال قومي أمسوا على غير ما أصبحوا عليه! فيا ليتهم غداً يصبحون على ما مات اباؤنا عليه..
وأخيراً ليس كل العيون نخشاها.. وليس كل العيون نحميها..وليست كل العيون منا.. فهنالك عيون بين السحاب شهدناها..وعيون بين الأرجل عرفناها..ومن لا يصدق فليسأل البابور(البريمس).. !! فهذه العين لا يجوز ان نبردها او ان نصب الماء لنغسلها.. بل بالكازغسلها و بالنار عملها و بالضغط الأكثر يحسن أداؤها، وبها جميعا (الضغط والكاز والنار) يطول عمرها !! وهنا لا يسعنا الا ان نقول لهذا العين : " الله يطول بعمرك" !!
بقلم عابد أبونواس.