ردود فعل متباينة على استحواذ إيلون ماسك على تويتر

أخبار البلد-

 
دائما ما يعد اليوم التالي لأي حدث جلل بمثابة الاستيقاظ من حلم جميل أو كابوس مرعب، فبعد أن تذهب سكرة المفاجأة تبدأ الآراء التي تتفاوت بين التفاؤل والتشاؤم.

فما حدث أمس الاثنين 25 أبريل/نيسان من شراء الملياردير وصانع "تسلا" (Tesla) إيلون ماسك للطائر المغرد "تويتر" (Twitter) بمبلغ يصل إلى 44 مليار دولار، نزل كالصاعقة على جمهور الطائر الأزرق والعاملين فيه، كما أنه شكل صدمة للمتابعين الذين وجدوا في سرعة إنهاء الاستحواذ والمبلغ المدفوع به علامات تثير التساؤلات.

الحالة داخل القفص
وقد بدأت ردود الفعل من "داخل القفص"، حيث غرد صاحب تويتر السابق جاك دروسي، على صفقة بيع الشركة رسميا للملياردير الأميركي إيلون ماسك مقابل 44 مليار دولار.

وقال دروسي في سلسلة تغريدات له عبر حسابه "أنا أحب تويتر.. تويتر هو أقرب شيء لدينا إلى الوعي العالمي".

وأضاف "الفكرة والخدمة هي كل ما يهمني، وسأفعل كل ما يلزم لحماية كليهما. لطالما كان موقع تويتر كشركة مشكلتي الوحيدة وأكبر أسفي.. إن استعادتها من وول ستريت هي الخطوة الأولى الصحيحة".

وأوضح دروسي "من حيث المبدأ، لا أعتقد أنه يجب على أي شخص امتلاك تويتر أو إدارته.. نريد أن تكون سلعة عامة على مستوى البروتوكول، وليس شركة".

واستدرك "ومع ذلك، لحل مشكلة كونها شركة، فإن إيلون ماسك هو الحل الوحيد الذي أثق به. أنا على ثقة من أن مهمته هي تمديد نور الوعي، إن هدفه المتمثل في إنشاء نظام أساسي (موثوق به إلى أقصى حد وشامل على نطاق واسع) هو الهدف الصحيح".

وتابع دروسي "هذا أيضا هدف باراغ أغراوال وسبب اختياري له.. شكرا لكليكما على إخراج الشركة من موقف مستحيل.. هذا هو الطريق الصحيح.. أعتقد ذلك من كل قلبي".

أما أغراوال الرئيس التنفيذي الجديد -الذي صرح قبل أيام أمام موظفيه بأن تويتر لن تكون رهينة لأحد- يبدو أنه يحاول الآن أن يهدأ من مخاوف الموظفين الذين تفاجؤوا بهذه الصفقة.

ففي اجتماع لجميع الموظفين أمس الاثنين، قال الرئيس التنفيذي باراغ أغراوال إنه لا توجد عمليات تسريح مخططة للعمال وإن أولويات الشركة ليست كذلك.

وقال أغراوال إنه بمجرد أن يتولى السيد ماسك منصبه، "لا نعرف الاتجاه الذي قد تسلكه الشركة"، كما قال الموظفون الذين حضروا الاجتماع.

أما الموظفون فقد تراوحت تعليقاتهم بين السخرية والخوف والغضب وبعض التفاؤل، حيث يحاول الأشخاص الذين يعملون في شبكة التواصل الاجتماعي توقع مستقبلهم في شركة يملكها الملياردير الذي لا يمكن التنبؤ بما قد يقوم به.

وقال إدوارد بيريز، مدير إدارة المنتجات للصحة المجتمعية في تويتر، في تغريدة أمس الاثنين بعد الإعلان عن الصفقة "إنه وقت عدم ارتياح حقيقي وعدم يقين"، وتابع "يعتقد معظمنا اعتقادا راسخا أن تويتر هو أكثر بكثير من مجرد منصة تقنية، لدينا مسؤولية عميقة تجاه المجتمع. آمل أن يعرف مالكنا الجديد ذلك".

وفي غضون دقائق من الإعلان عن استحواذ ماسك على تويتر، بدأ الموظفون في قناة الرسائل على تطبيق "سلاك" (Slack) الداخلية للشركة يقولون إنهم يخططون للاستقالة، وفقا لبعض الموظفين.

وقال أحد الموظفين إن العديد سألوا علنا في قنوات سلاك الداخلية عما يعنيه الاستحواذ للموظفين الذين لديهم اختلافات في وجهات النظر مع إيلون ماسك وخطط التنوع في الشركة.

الأعداء والأحباب غردوا
وكان يُعتقد سابقا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هو الشخص الذي سيكون الأكثر سعادة باستحواذ إيلون ماسك على تويتر منصة ترامب المفضلة، فهذا كان سيعني أنه قد يعود للتغريد بحرية على المنصة، خصوصا أن المالك الجديد يدعو لرفع سقف حرية التعبير على المنصة، ولكن المفاجأة كانت أن الرئيس الأميركي السابق أعلن بشكل صريح في مقابلة لقناة "فوكس نيوز" (Fox news) أنه قد لا يعود للمنصة في حالة استحوذ عليها مالك تسلا ولا يعرف لماذا اتخذ ترامب هذا الموقف الهجومي.

ومن جهة أخرى، فقد غرد منافس إيلون ماسك اللدود جيف بيزوس بتغريدة خبيثة في وقت متأخر من يوم (أمس) الاثنين كان يهدف منها لاختبار سعة صدر مالك تويتر الجديد بخصوص حرية التعبير، فقد أشار بيزوس إلى أن الصين قد تكتسب نفوذا على تويتر بمجرد اكتمال عملية الاستحواذ.

وقال بيزوس في التغريدة "هل اكتسبت الحكومة الصينية بعض النفوذ على ساحة البلدة؟" وهو يلمح إلى علاقات ماسك التجارية مع الصين، حيث أنشأ الرئيس التنفيذي لشركة تسلا مصنعا في شنغهاي في عام 2018 وتعتمد الشركة بشكل كبير على الشركات الصينية لتوريد المواد التي تدخل في بطارياتها.

ولا يخفى التنافس الكبير بين الرجلين؛ فمن المنافسة على أغنى رجل في العالم إلى المنافسة على غزو الفضاء والآن المنافسة في مجال الإعلام والتأثير، كل هذا جعل العلاقة التي تجمع الرجلين علاقة تنافس.

أما الشخص الآخر الذي التزم السكوت حتى الآن فهو بيل غيتس، ويجمع الملياردير مؤسس "مايكروسوفت" (Microsoft) مع المالك الجديد لتويتر تاريخ طويل من الجدال على صفحات المنصة وخارجها، وربما آخرها ما ذكره إيلون ماسك قبل يومين.

فقد سخر إيلون ماسك من بيل غيتس على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تشبيهه برمز تعبيري يصور رجلا حاملا بعد اتهامه مؤسس مايكروسوفت بمحاولته الإضرار بسهم شركة تسلا لبيعه كمية من الأسهم بما يسمى البيع على الكشوف.

وزعم ماسك أنه تبادل الرسائل النصية مع غيتس، الذي قال إنه يريد "مناقشة إمكانيات العمل الخيري" مع رئيس تيسلا و"سبيس إكس" (SpaceX). وأضاف ماسك أنه لم يكن في حالة مزاجية للتعاون مع غيتس بعد أن قام رائد البرمجيات باستغلال أسهمه في تسلا الذي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار للإضرار بسهم الشركة وفق ماسك.
 

وبعد كل هذا الجدال تأتي تغريدة المالك الجديد لتويتر إيلون ماسك ليطلب من أكثر المنتقدين له سوءا بالبقاء على المنصة وأن هذا ما تعنيه حرية التعبير.