المعارضة والموالاة .. عندما تتقاطع المصالح .


غالبا ما تتقاطع مصالح بعض المعارضة و الموالاة ، هي اذا كعكة يريد بعض الموالين اقتطاع اكبر ما يمكن منها ، تماما كما الطرف الآخر . الفرق الوحيد، الموالاة تريدها عاجلا والمعارضة آجلا.وهنالك أمثلة كثيرة على ذلك ، في بلدنا وفي دول "أمطرها" الربيع بالصواريخ " العراق ، ليبيا مثالا " أو أمطرها "بالمخلِّصين" ثم ما لبث آخرون أن امتطوها تحت أسماء براقة تأخذ البصر والبصيرة .


باختصار هذه هي اللعبة ! أنا أريد لابني وضيفة اليوم، وهو يريد الوزارة بكاملها،ولكن بعد حين .!

هي إذا المعادلة. فأين يقع في هذه المعادلة الشعب الذي ليس لديه انترنت ؟ والمسحوق من الظلم والقهر، الذي تاه بين هذا البرّاق وبين ذلك الأكثر لمعانا ؟ ولكن عندما تقرأ السياسة الدولية ، تجد حكومة ومعارضة ، هذا في كل العالم غير العربي اللسان .

وتراه يتقدم ولا يُنهب ، يسير ليس كما نسير نحن " خطوة للامام... خطوتين للخلف " مع الاعتذار لفلاديمير ايليتش . بالإضافة الى المعنى المختلف ، والى عدم وجود موالاة بمعناها المشوّه لدينا . الحكومة تعمل من اجل مصلحة المواطن والوطن – من وجهة نظرها - ... المعارضة تعارض وأيضا لمصلحة المواطن والوطن – اقصد في الغرب - ! والمساكين لا يوجد لديهم " موالاة " !!!!!!!! والشعب يثق بالحكومة والمعارضة لانه يرى ان الاختلاف بينهم هو : الوسائل والأدوات وطرق العمل ، إلا أنهم جميعا يريدون للمواطن خيرا .

فالحمير والفيلة في بلاد العم سام يريدون النفط ، ويسعون لمصلحة إسرائيل ، لكن منهم من نعت الفلسطينيين بأنهم شعب مخترع، ومنافسه بأنه مع إقامة الدولة اليهودية وليس " إسرائيل " ! ولم نشهد تحركا للشعب باسم الموالاة ، فالتحركات الشعبية في الغرب تكون لاخذ حقوق يعتقد المواطن انه جدير بها ، ولم تُشتَمُّ منها يوما رائحة السياسة .


أما ما يحدث لدينا وهو الأمر الأخطر والذي ربما سيستثمر من الأيام فهو تجييش سياسي للعشائر ، وأحيانا تجييش عرقي وأحيانا تجييش ميليشياوي .

المحصلة ان من يفعل هذا هو من كلا الطرفين في عنوان مقالتي ، وهذا يؤجج الفتن ويعتبر تربة خصبة للإرهاب السياسي " العراق الآن مثالا " ، خرج المحتل، لكن ميليشيات السياسة تعمل على إراقة الدم العراقي العزيز على قلوبنا . من الناحية التحليلية في علم النفس ، الموالاة – بالمسيرات غير العفوية - هي طريقة في اللاوعي الإنساني يعبر الإنسان عن طريقها محاولا إثبات انه يحب الوطن وهذه مشكلة بحد ذاتها .

فمن المضحك ان اكتب في الصحف وفي الملصقات " انا احب ابنائي " !!!! اذا لماذا ليس مضحكا ان تكتب بديهية وهي انني احب وطني الا اذا كان في داخلك واحدة من ثلاث

: الاولى – تريد مصلحة انيّّة .

الثانية – تريد ان تثبت للمعارضة انك الاقوى – صراع مقيت - . الثالثة – محبة الوطن ليست في داخلك الواعي . لقد نسي البعض ان الاردن تتكون من ملايين لا يستخدمون الانترنت بسبب الفقر تارة وكونهم "الصامتون" تارة أخرى – والصمت نابع عن الفقر الذي أسسته "قوننة" نهب البلاد والعباد .

فماذا نفعل لهؤلاء ؟ اقابلهم كل يوم ، اتحدث معهم وهم لا يحللون ولا يشغلون انفسهم بمن دبر هجمات 11 ايلول القاعدة ام امريكا ، ابدا ابدا لا يعنيهم هذا ، واريد ان اهمس في اذن كل من يعنيه الامر من الباب والى المحراب ماذا يقول الصامتون عندما يتكلمون : والله البلد خربانه ! يزلمه المره بتموت وما معي اعالجها ؟ وين صارت هاي ؟ والله صاروا مغييرينلي الدوا مية مرّه ، قال ما فيش دوا ؟ومصاري اشتري والله ما فيه ! كلهم كذابين ! بهالبلد معك قرش بتسوى قرش. وين يزلمه رايح ، اذا ما معك واسطه لا تروح ؟ اندعس الولد واتكسر ، أي قانون ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل .

والله بالاردن يا رجل المطبات اطول من الشوارع اولاد هال... انكسر الاكس! وبالمناسبة انا اكتب ما يقوله الصامتون عندما يقولون ، وهذا غيض من فيض فهل سمعتم به يا اصحاب المعالي والسعادة ؟ هؤلاء هم الوطن والمواطن ، هؤلاء هم الاغلبية التي لا يصدح باسمها احد ، فهي غلّبت الوطن على قوتها ، الا ان مشكلتها انها لم تشكل " قطيعا" يمتطيه فارس الاوهام والكذب والنفاق والعمالة ليتحدث باسمها .

حمى الله الوطن من وطني يلبس ثوبا كتب عليه " انا احب الاردن" كي لا ينسى هذه الكذبة التي يسوِّقها لنا ، ومن خفافيش تعيش في سفارات تُملي عليها كيف يكون سفك دم الوطن عنوانا لحبِّه !.