إطلاق النار في العتمة!

مع كل الاحترام للجهد الديبلوماسي الأردني، فإننا نتمنى أن لا يكون انعقاد الرباعية الدولية، واجتماعات الفلسطينيين والإسرائيليين.. في العاصمة عمَّان!!.
فكل هذا الكلام الذي سمعناه من غزة، ومن هنا، لا يليق بمن يريد السلام لفلسطين، والوحدة للفلسطينيين!!.
تقلب حماس ظهر المجن لكل سياساتها الجهادية، فتبحث عن مكان غير دمشق، وعن حليف غير إيران، وتقبل مبدأ العمل السياسي، وتعترف بحدود الدولة الفلسطينية، كما كانت عام 1967.. وليس من البحر إلى النهر، وتستعد لتكون جزءاً من منظمة التحرير، فلماذا هذه المزايدة؟!. ولماذا لا يوجه علماء الكلام في حماس كلامهم إلى قياداتهم التي مارست الانقلاب على نفسها، كما انقلبت على نفسها حين كانت الحكومة، وكانت السلطة وكانت أكثرية المجلس التشريعي؟!.
إن مشكلة حماس، هي اعتقادها أن الكلام الذي يمسنا، ويتنمر على العدو، هو الغطاء الذي يمر من ورائه كل المتغيرات، وقنابل الدخان التي تستر تبديل المواقف. وهي ذاتها مشكل الإخوان المسلمين في الأردن، فبعد أن غيّرت حماس هويتها وأصبحت إخوان مسلمي فلسطين، وأصبحت جزءاً من التنظيم الدولي بصفتها الجديدة، فإنّ العناصر المتطرفة التي تعارض فك الارتباط، وتلوّح للقوى الدولية بالوطن البديل.. صارت بحاجة إلى خلق وضع يضمن لها استمرار السيطرة على الحزب وتأمين صدام مع النظام، ومع بني حسن، ومع كل منطق يفرض على الحزب السياسي أن لا يهدد بالميليشيا التي تؤمن لمظاهراته الأمن، وتقف في وجه «البلطجية»، وتحمّل الأطفال ليس رشاشات البلاستيك.. وإنما رشاشات الكلاشن وتخلق في النهاية من الشعب الأردني قوة معادية!!.
لقد مرّت على بلدنا ظروف كانت فيها عمان محتلة بسبعين ألف مسلح، .. لكن عمان بقيت عصيّة. وكان الذين رفعوا شعار «كل ا لسلطة للمقاومة».. يواجهون الناس وليس إسرائيل.. فخسروا السلطة والمقاومة معاً!!. وإذا كان الإخوان قد «طفح كيلهم» فإن صبر الناس في البلد قد بدأ.. فالناس عندهم صبر كثير!!.