الاشاعات اذ تحرق وجوه كبار المسؤولين

 
الاشاعات تغزو البلد،ولم تعد المعلومات في أغلب الحالات،سيدة الموقف؛لأن الاشاعة أسهل في الانتاج،واكثر دوياً من المعلومات التي بحاجة الى مصادر وأدلة في حالات كثيرة.

لم يبق مسؤول الا وناله كم هائل من الاشاعات الشخصية والسياسية،والمسؤول يدخل الى موقعه وقد تتفق معه وقد تختلف،لكنك لاتؤلف حوله الاشاعات للنيل منه بسبب خصومة،والفرق كبير بين النقد السياسي او المعلومات،والاشاعات من جهة ثانية.

رئيس الوزراء الحالي تم انتاج بضع اشاعات ضده ابرزها: انه لم يستقل من محكمة العدل الدولية في لاهاي،وانه يشتغل في بيته ساعات طويلة لاتمام ملفات اودعتها المحكمة بين يديه،والكلام غير دقيق ابداً،لان المحكمة لاتقبل بمبدأ الاجازات الطويلة،ولاننا لايمكن ان نصل الى مرحلة "رئيس الحكومة" الذي يعمل "بارت تايم" او بشكل غير متفرغ.

رئيس الوزراء الاسبق علي ابوالراغب اضطر ان يخرج ليوضح بشأن ماقيل عنه من انه هرب الى سويسرا،وانه طلب اللجوء السياسي،وانه لن يعود الى البلد،مكذباً كل الكلام،مؤكداً انه في اجازة وانه عائد خلال ايام،مستنكراً مااشيع حوله من انه هرّب وثائق خارج الاردن،تدين آخرين بالفساد،ولاتعرف كيف تم اتهامه بهكذا قصة،خصوصاً،انه ليس احد الاثنين المقصودين بتهريب الوثائق.

معروف البخيت رئيس الوزراء السابق،تعرض لنقد هائل،وهذا لايعني السماح لاحد بتشويه سمعته ايضاً،وتحميله فوق مايحتمل،فقد قيل انه استلم شيكاً بأربعة ملايين دينار اذ استقال من موقعه،وهذا كلام غير صحيح،ومحض اشاعة يراد عبرها حرق سمعة الرجل،والفرق ايضاً كبير بين تعّمد الاساءة للناس أونقدهم على قرارات خاطئة،وبين المعلومات أوتأليف الحكايات.

رئيس الديوان الملكي السابق د.باسم عوض الله قيل حوله انه هرب الى جدة او دبي،خوفاً من الفساد،وانه لن يعود الى الاردن،هذا على الرغم من كلامه انه لم يتهم بقضايا فساد،وانه ايضاً لم يهرب،وهو يأتي الى عمان ويغادر بشكل طبيعي جداً،دون اي ملاحقات او تهم موجّهه له،وبرغم ذلك لايقتنع احدٌ الا بالرواية الأسوأ.

العين محمد الرقاد،مدير المخابرات السابق،ناله كم آخر من الاشاعات والاساءات،وتم تأليف مئات الحكايات حوله،وهذا تشاطر يأتي بعد خروج الرجل من موقعه،ولم نسمع همساً لمن يزأرون اليوم،حين كان في موقعه،وتفنن كثيرون بنسج الحكايات حول المال والثراء،فيما يحتار المسؤول بكيفية الرد.هل يرد.او يسكت.خياران احلاهما مر؟!.

ايضا كبار المسؤولين السابقين الذين تم طلبهم الى القضاء،بصفتهم شهوداً في قضية الكازينو،قيل انه تم طلبهم باعتبارهم متهمين،وانه تم منعهم من السفر،وهذه اشاعات،لانهم يسافرون بشكل طبيعي وادلوا بشهاداتهم احتراماً للقضاء.

الاشاعات لم تترك احداً في حاله،لا على المستوى العائلي،ولا على المستوى السياسي والمهني،والاصل ان يبحث المرء عن معلومات دقيقة لينشرها،بدلا من الحملات التي تقول لكل مسؤول ان كلفة موقعه لايحتملها احد،في بلد تعكس فيه النخب رأيها الشخصي ومشاعرها على مواقفها السياسية.

كبار المسؤولين ليسوا ملائكة،وقد يحاكمون على قرارات خاطئة،وفي حالات على فساد وغير ذلك،غير ان مانقوله اليوم،يتعلق بالفرق الكبير بين المعلومات والاشاعات،والفرق ايضاً بين كلفة الموقع السياسي المعروفة والمقبولة،وتلك الكلفة التي يتم انتاجها بعد خروج المسؤول من موقعه والتشاطر عليه.

الاحتكام الى المعلومات الدقيقة هو الفيصل في هكذا قصة،لان الاستناد الى الاشاعات وتأليفها،امر هدم الروح المعنوية في البلد،وقطع الحل السري بين الدولة والناس،وترك مهمة حرق الناس في بيوتهم،للهواة والمحترفين على حد سواء.

فرق كبير بين المعلومات وسواليف الحصيدة!!.