صحابي مستجاب الدعاء ومن العشرة المبشرين بالجنة

اخبار البلد - 
 

يتميز صحابة رسول الله بالخلق الحميد والمواقف النبيلة والجهاد في سبيل الله، ومن بينهم كان هناك صحابي مستجاب الدعاء فمن هو؟.

الصحابي المستجاب الدعاء هو سعد بن أبي وقاص، الذي رافق النبي في الكثير من الغزوات وجاهد في سبيل انتشار الإسلام، وقدم أعمالا جليلة للإسلام وأصبح من المبشرين بدخول الجنة.

الاسم الكامل للصحابي الجليل هو سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو إسحاق، كان يقطن في بني زهرة وهم أهل السيدة آمنة بنت وهب والدة الرسول الكريم.

سعد بن أبي وقاص من الأوائل السابقين في دخول الإسلام، حيث أنه أسلم وهو عنده 17 عاماً، ويأخذ الترتيب الرابع فيمن دخلوا الإسلام بعد دخول سيدنا أبي بكر الصديق، يليه سيدنا زيد، ثم علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم وأرضاهم، وهو أحد العشرة الذين بشروا بالجنة.

عرف سعد بين أصحابه بالشجاعة والفروسية، حيث ينسب إليه أنه أول من قام برمي سهم في سبيل الله، وكان يتميز بمهارته في رمي السهام، وشارك في غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يتميز سعد بن أبي وقاص بكونه مستجاب الدعاء، إذ تناقلت الأخبار عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه دعا لسعد بأن تكون جميع دعواته مستجابة عند الله عز وجل، قائلا: "اللهم سدد رميته وأجب دعوته"، كما حذر رسول الله المسلمين من ذلك، وقال: "اتقوا دعوات سعد".

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "لما جال الناس عن رسول الله تلك الجولة يوم أحد تنحيت فقلت: أذود عن نفسي، فإما أن استشهد وإما أن أنجو حتى ألقى رسول الله، فبينا أنا كذلك إذا برجل مخمر وجهه ما أدري من هو فأقبل المشركون حتى قلت: قد ركبوه، ملأ يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فنكبوا على أعقابهم القهقرى حتى يأتوا الجبل، ففعل ذلك مراراً ولا أدري من هو وبيني وبينه المقداد بن الأسود، فبينا أنا أريد أن أسال المقداد عنه إذ قال المقداد: يا سعد هذا رسول الله يدعوك فقلت: وأين هو؟ فأشار لي المقداد إليه، فقمت ولكأنه لم يصبني شيء من الأذى فقال رسول الله : أين كنت اليوم يا سعد؟ فقلت: حيث رأيت رسول الله فأجلسني أمامه فجعلت أرمي وأقول: اللهم سهمك فارم به عدوك ورسول الله يقول: اللهم استجب لسعد، اللهم سدِّد لسعد رميته، إيها سعد فداك أبي وأمي".

من أفضل مواقف سعد البارزة في تاريخنا الإسلامي أنه نجح في اعتزال الفتنة التي نشبت بين المسلمين، وعندما ذهب إليه الناس ليسألوه عن الأسباب الأساسية وراء امتناعه عن القتال، رد عليهم قائلاً: "حتى تأتوني بسيف يعرف المؤمن من الكافر".

العقيق مكان وفاة سعد بن أبي وقاص وذلك في الخامس والخمسون من الهجرة، وكان حينها يبلغ من العمر ثمانون عاماً، وهو آخر من توفى من المهاجرين.