شبح الإفلاس والسيناريو اللبناني
أخبار البلد - قال الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة، عامر الشوبكي، إن شبح الافلاس يحوم حول الكثير من الدول بعد مؤشرات على خروج ازمة الديون عن السيطرة، واتجاه اغلب الانفاق العام لسداد فوائد الديون بدل تدوير عجلة الاقتصاد وتحقيق المنفعة العامة، وازمة ودائع تقود دول عديدة الى السيناريو اللبناني، مما يدفع بعض البنوك في الدول المتعثرة الى التخلف عن تسييل ودائع عملائها، خاصة الودائع بالعملات الاجنبية.
ولفت الشوبكي إلى تقرير خطير لوكالة S&p ينذر بتضاعف وتضخم مديونية دول عديدة مع نهاية 2022، خاصة في اقتصادات غير منتجة وتعالج الديون بالديون (تلبيس طواقي)، مع عجز في الميزان التجاري وحاجة للعملة الصعبة، مما يعني الاتجاه الى الافلاس الحتمي، يتزامن مع حرب روسيا واوكرانيا و ارتفاع عالمي في اسعار النفط والقمح، وهي سلع يتم استيرادها بالدولار الامريكي، اضافة لامتداد تأثير ازمة كورونا وتداعياتها على جميع القطاعات وتراجع التعافي الهش.
وأضاف الشوبكي أن عدم الاستقرار السياسي وسوء الإدارة المالية أصبحا محفزين متكررين بشكل متزايد للتخلف عن سداد الديون السيادية، ويمكن للحكومات غير الديمقراطية والفاسدة التي تنهب بلدا ما أن تتركه في نهاية المطاف بدون وسائل لخدمة الديون، مما يؤدي إلى التخلف عن السداد. بيد أن الديمقراطيات ليست محصنة، وقد ارتبط الدوران المتكرر للقيادة ونظام الحكم الرئاسي الشكلي مع نظام برلماني ضعيف بارتفاع معدل التخلف عن سداد الديون السيادية، الديون الفاسدة والتي لا توجه لمصلحة اقتصاد الدولة وابنائها والتخلي عن مصادر الدخل من المؤسسات المحلية واعتماد برامج صندوق النقد، والاعتماد المفرط على الضرائب والمنح والمساعدات، دائما تقود لنتائج مشابهة.