راس العبد


صدر تصريح رسمي حول مصنع (راس العبد) في الزرقاء يؤكد أن الحكومة قامت بإغلاقه لمخالفته شروط ومقاييس الصحة، واصدرت غرفة الصناعة والتجارة بيانا...كما وضحت دائرة البيئة الأمر ويقال أن هناك جملة من التوضيحات الحكومية ستصدر بهذا الشأن.
أشكك في الأمر وأظن أن (رأس العبد) مستهدف...وقد يصل الاستهداف الى راس منيف....ومن الممكن أن يتطور الأمر وتندلع مسيرة ترفع شعار (الشعب يريد أصلاح راس العبد).
التصريحات التي أحصيتها حول رأس العبد صدرت من (7) جهات أغلبها حكومية بالمقابل لم يصدر للان أي تصريح حول أعادة جمعية المركز الإسلامي الخيرية...يا الهي كم اشعر بالصدمة والاستغراب حين يأخذ راس العبد هذا الكم الهائل من الجدل والتصريحات...وتطغى أخباره على أخبار أزمات حقيقية يعيشها الشارع .
لدي اقتراح تشكيل لجنة من دائرة البيئة ومن وزارة الصحة وغرفة صناعة وتجارة الزرقاء...ويتم تسميتها لجنة تقصي الحقائق حول (راس العبد) وعلى اللجنة أن تجتمع بحضور مدير الشرطة...وبعد مداولات عديدة تصل لنتيجة مفادها أن الأزمة ليست غذائية بل عنصرية ويتم توجيه رسائل إلى الإعلام يتم المطالبة فيها بتغيير المسمى من راس العبد إلى (راس أبو سمرة)...وقد تصدر الحركة الإسلامية بيانا تؤكد فيه أن هناك فسادا..في الأمر...ويحتاج لفتوى شرعية...وتصدر فتوى تؤكد أن تشبيه الحلوى براس الإنسان هو أمر محرم...وبالتالي يجب أن يتم إغلاق المصنع لمخالفته أمور الشرع...
ومن الممكن أن يشكل مجلس النواب هو الآخر لجنة تقصي حقائق وتزور المصنع...وتقوم بعقد جلسة خاصة لمناقشة الأمر....ويحتدم الخلاف وربما يتطور إلى مشاجرة بالأكواب والمكتات ويصرخ أحدهم على زميل له قائلا:- (والله لألعن راس أبوك )....
أصلاً لكل حكومة في الأردن تسمية...ملتصقة بها :- حكومة نادر الذهبي ارتبطت بفضيحة بالمصفاة...حكومة الدكتور عبدالسلام المجالي بالماء فقد اثيرت قصة تلوث محطة زي، حكومة معروف البخيت الأولى ارتبطت بفضيحة الشاورما وتسممها وانتشار السالمونيلا...من الممكن أن ترتبط بهذه الحكومة فضيحة راس العبد....ويقال عنها حكومة راس العبد...ومن قبيل النكاية تقوم الحكومة باستضافة النجمة العالمية (أوبرا) وتجعلها تفتتح مصنعا جديدا يشيد على أنقاض المصنع القديم ويطلق على المنتج الخاص به (راس العبدة)....
سؤالي الذي أود طرحه هل نحن باحثون عن أزمات...أم أن أي مشكلة صغيرة في الأردن قابلة لأن تكون أزمة...المشكلة أن تكلفة البث والأخبار وما أنفقته الصحف من أحبار وورق وطباعة...وما استهلكته المواقع من مساحات قابلة لأن تكون إعلانية....وما صرفته الدولة من ديزل وبنزين في زيارات للمصنع عبر طواقمها...كله بكلفته أعلى من كلفة أنشاء المصنع بكثير وأظن أن أخبار المصنع وصلت للأردنيين أكثر من وصول المنتج نفسه لهم...إذا لماذا كل هذا ا(الشطح) الإعلامي.
هذه الجمعة سأقود مسيرة تضامن مع راس أبو العبد...وسأرفع شعار رأس الحكمة مخافة الله...وعلى الحكومة والأعلام أن يخافا الله قليلا.