ابتكار جديد يمكّن صبياً مصاباً بشلل دماغي من المشي واللعب.. يعطي أملاً لملايين الأطفال المرضى

أخبار البلد-

 
تمكَّن صبي مصاب بالشلل الدماغي من تحقيق أكبر طموحاته، خلال أعوامه التي لم تتجاوز الـ12 بالوقوف، من خلال الوقوف على قدميه، والسير باتجاه زملائه في الصف المدرسي واللعب معهم، وذلك بحضور رئيس وزراء إسبانيا.

وقد تمكن خورخي الذي يعاني من شللٍ دماغي ويستخدم كرسياً متحركاً منذ ولادته، من تحقيق حلمه، وذلك بعد أن ارتكز على هيكلٍ خارجي مُبتكر نجح في تغيير حياته بعد عامين من التدريبات.

بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022، فإن الهيكل الخارجي يمكنه أن يمنح ملايين الأطفال مستويات من الحركة لم يحلموا بها من قبل.

من جانبها، قالت إيفا مونوز توريرو، والدة خورخي، إنها لن تنسى مطلقاً أول مرةٍ ارتدى خلالها الهيكل الخارجي قبل عامين: "قال لي حينها: يمكنك الاحتفاظ بالكرسي المتحرك، لأنني ارتديت هذا الهيكل الآن وسأعود به إلى المنزل".

استمر خورخي على مدار عامين، في زيارة غرفة العلاج مرتين أسبوعياً، بعد أن يذهب به إلى مدرسته التي تقع على مشارف مدريد، حتى تحققت أمنيته أخيراً في عيد ميلاده الـ12، إذ دخل إلى غرفة العلاج، حيث كان الأصدقاء في انتظاره ليقابلوه بالهتاف والتصفيق.

هيكل مرن يناسب كل طفل

تصف شركة Marsi Bionics، التي صمّمت الهيكل الخارجي، هذه المجموعة بأنها "هيكل الأطفال الخارجي الوحيد في العالم الذي يُمكّن الطفل من التحرك بحرية"، وتقول إن تفرّدها يكمن في التقنية المرنة التي تسمح لها بالتكيف مع جسم المستخدم.

تقول الشركة، التي تجري تجاربها السريرية داخل مستشفى "لا باز" بمدريد والمجلس الوطني الإسباني للبحوث: "إن هذه المعدات يمكنها أن تساعد 17 مليون طفل حول العالم ممن تمنعهم الإعاقات العصبية عن المشي".

فيما قالت الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية، إلينا غارسيا أرمادا: "ليس هناك ما هو أجمل من رؤية طفل في مدرسته يلعب مع أصدقائه".

لكن الإمكانات الضخمة التي يتيحها الهيكل الخارجي لا تأتي بثمنٍ بخس. وربما تمكنت عائلة خورخي من تغطية نفقات العلاج، التي قد تصل إلى 32 ألف دولار سنوياً، عبر التبرعات الجماعية، لكن الجميع ليسوا محظوظين بالقدر نفسه.

أوضحت إيفا: "يمكن القول إن هذا الهيكل الخارجي حلمٌ يتحقق، ولكن ليس من الصائب أن يتوافر فقط للعائلات التي تستطيع ترتيب حملة تبرع جماعي أو تخصيص استثمارات طائلة ليتمكن طفلها من المشي مرةً أخرى".

تتمنى إيفا أن تتمكن عائلاتٌ أكثر من معايشة التغييرات التي طرأت على حياة ابنها. ولم يكن خورخي يفتقر مطلقاً إلى الانضباط، أو العزيمة، أو حس الفكاهة القوي. لكن الهيكل الخارجي منحه هو وعائلته دفعةً تحفيزية هائلة.

إذ قالت إيفا: "لقد زاد الهيكل الخارجي من اعتزازه الشديد بنفسه أيضاً. ولم يعد راغباً في الجلوس على كرسيه بإحدى الزوايا، بل أصبح يرغب في الانخراط مع أقرانه أكثر. لقد كانت هذه خطوةً شديدة الأهمية، لأننا أظهرنا مدى أهمية توصيل التقنية للأشخاص ذوي الإعاقة. ولكن من الناحية الشخصية، يمكن القول إن هذا هو ما أراده خورخي منذ اليوم الأول: حيث أراد أن يكون أصدقاؤه بجواره حين ينهض ليمشي. وقد تحقق حلمه أخيراً".