رمضان.. بين خطوط الطول والعرض

أخبار البلد-

اللهم اجعل كلامي هذا برداً وسلاماً على السامعين والقارئين..

استيقظنا صباح يوم الجمعة 1 نيسان لنجد أن الموبايلات والآيبادات تقدمت ساعة اخرى زيادة على توقيتنا الصيفي الذي عملنا به «محلياً» مبكرين هذا العام.. ليصبح الفرق ساعتيْن بدلاً من ساعة واحدة فبدلاً من الخيْر خيْرين! فكأن الأقمار الصناعية تمزح معنا بكذبة نيسان أو أنها لا تستوعب برمجتنا للتوقيت الصيفي المتقلبة عبر السنين..

بالمناسبة موقع الأردن على خطوط الطول والعرض الثابتيْن المقسمة وفقهما الكرة الأرضية يقع بين خطّي الطول والعرض التاليين: فخط عرض الأردن = 963158، 31 وخط طوله= 930359، 35 بينما خط عرض مكة المكرمة/ السعودية/ = 21,422510 وخط طولها = 168 826، 39 فهنالك فرق حسابي واضح بينهما ولهذا تسبقنا مكة بساعة واحدة بفصل الشتاء لكننا نتساوى معاً صيفياً.. فتوقيتها ثابت طيلة العام..

فإذا ثبّتنا توقيتنا الصيفي طيلة العام فنكون كأننا انتقلنا من خط طول لآخر مخالفين بذلك ساعة الزمن الحقيقية..

بالمناسبة نحن نثمّن كل الجهود التي يبذلها المسؤولون.. فالمسؤولية ثقيلة لا يشعر بها سوى حاملها بين متغيرات عالمية وإقليمية ومحلية تتغير على مدار الساعة بل على مدار الثانية..

وكان الله بعونهم! بالمناسبة أذكر أنني اقترحت على المعنيين بالأمر أن يثبت الأردن على التوقيت الشتوي كما كنا بالماضي ولا داعي للتوقيت الصيفي ففوائده لا تضاهي محاذيره.. علاوة على مخالفته لإحداثيات موقع الأردن..

كيف؟ فخطوط الطول تقسم الكرة الأرضية شرقاً وغرباً متخذة من خط «غرينتش» وهو خط افتراضي لحساب التوقيت حيث سُمي بذلك لانه يمر بمدينة غرينتش البريطانية ويقسم الكرة الأرضية إلى قسمين شرقيّ وغربيّ عبر 360 خط طولي، منها 180شرقيّ غرينتش و 180 خط غربيّ غريتش.. فالأردن وفق التوقيت الصيفي يسبق توقيت غرينتش بـ 3 ساعات.. وطبيعياً يصبح الفرق ساعتيْن فقط بينهما بفصل الشتاء..

فخطوط الطول ثابتة وكذلك خطوط العرض الموازية لخط الاستواء فهل يعقل أن ننقل الأردن من الموقع الحالي ليصبح بموقع آخر عبر توقيت صيفي دائم؟ عذراً أثقلنا عليكم.. فلنغيّر الموْجة وننتقل إلى محطة أخرى لها.. محطة رمضانية..

فكم شاهدنا الكم الهائل من التعليقات والصور والأقوال المتمحورة حول اقتراب الشهر الكريم والمتشوقة لقدومه والمرحبة باقترابه: بقي ستون يوماً.. بقي أربعون على الطلّة الرائعة.. بقي كذا وكذا على قدوم الشهر الكريم.. اللهم بلّغنا شهر رمضان.. وهكذا.. ناثرة بالأجواء عبقاً مميزاً..! نداءات بغاية الروحانية نتمنى أن ينعكس بعضها على أفعالنا وسلوكياتنا اثناء هذا الشهر بخاصة وقبلِه وبعده.. مكّررين ومذكّرين بأن الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب بينما الصوم هو الامتناع عن قول الزور والعمل به، ولهذا هنالك فرق بين الصوم والصيام.. ولا صيام مقبول بلا صوْم..

فالمفروض اننا نلتزم بالصوم بحياتنا العادية اثناء وخارج حدود الشهر الفضيل طيلة العام، هذا الصوم المتمثل بالمعاملة الحسنة والقول الحسَن والفعل الحسَن مستشهدين بقول ستنا مريم: «اني نذرت للرحمن صوما».. أي الصمت عن الكلام..

علماً بأن الصمت عن الكلام الفظّ هو «الصوم».. أما الصيام: فهو الانقطاع عن الطعام والشراب، وعلى ما يبدو أن البعض يجهل أهمية الربط بين الصوم والصيام.. فيمارسون صياماً بلا صوم.. غير مدركين الفرق بينهما..

متسائلين ما فائدة كل هذا الشوق ومناجاة الشهر الكريم إن لم نطبّق مضامينه لتبقى مجرّد عبادات دون الامتثال بأبعادها؟ هل شوقُنا لرمضان يتمحور حول سهراته والمغالاة بلعب «الشدّة» ومشاهدة المسلسلات والتحلّق حول أراجيله بعد قضاء نهار طويل بالنفخ والطبخ والعزائم؟ أم ترانا نحنّ للحزازير الرمضانية؟ قد نحزرها..

ولكن للأسف لم نحزرْ معنى مضامينه وأبعاد عباداته..

كيف؟ فلو فعلاً حزرْناها.. لكُنّا طبّقناها..

ام نعلم ولا نعمل؟/البعض وليس الكل