مقال بعنوان ..(مهنة الكتابه.. والادب .. ساخر )

(ديستوفسكي وشكسبير) وغيرهم من الكتاب الغريين العالميين الذين ابهروا العالم بكتباتهم .. لم تكن رواياتهم وقصصهم ومؤلفاتهم مجرد نزوه عابره لحقبه من الزمن .. او مجرد لغو حكي وكلام فاضي للتسليه فقط .. فقد كانت مؤلفاتهم مدارس وانبثق منها الكثير من النظريات والتحليلات وركزت على العمق الانساني والبشري والبيئه المحيطه بهما .. انا حقيقه من المعجبين والقارئ الجيد للاب الغربي طبعا هذا قديما اما حديثا والله ما اني فاضي احك راسي .. مش لاني مشغول والشغل مقطع بعضه .. لا . ولكن لأني لم اجد جديد ومليت من التكرار .. لا جديد اليوم من المؤلفات ما يشدك او يبهرك .. ومع احترامي للادب العربي اكون صادقا معكم لم اقرأ لأي كاتب ومؤلف عربي قصه او روايه قطعيا .. ولكن من باب الصدق قرأت مره كتاب يمكن قبل 15 سنه لغاده السمان ( لا بحر ببيروت ) ولم اكمله وانما قرأت منه مقتطفات وقد وقع الكتاب تحت يدي بالصدفه .. لقد وجدته مدثور بين مجموعه كتب قديمه ممزقه كان والدي قد وضعهما بخزانه قديمه عندنا بالبيت بين كتب اخرى باليه قليله العدد وكان قد نسيهما .. ومن باب الفضول فتحت الخزانه ( وبعبشت ) فيها وجدت كتاب جذبني غلافه الملون لا اقل ولا اكثر وبدأت اتصفحه وأقرأه وما ان قرأت منه بضعه صفحات عشوائيه الا وشعرت بملل وثقاله دم فرميته ( على طول ايدي ) على ظهر الخزانه ونهضت سريعا خارج البيت لالعب ( فطبول ) مع ولاد حارتي ...
الادب العربي انا ممكن ظلمته او اظلمه الان .. لكن هذا رأي الشخصي .. انا لم اعجب بالادب العربي لاني بلاقي فيه (جك حكي ) قصص معته وباليه وتفصيلات للحياه العاديه .. - صفيه بتحب مرسي .. ومرسي من عائله فقيره بوكل كل يوم صحن فول .. وام صفيه امرأه عصبيه وبتحبش مرسي .. وبتروح الروايه كلها على الحكي الفاضي هاذ .. اللي بطعميش خبز .. وملل فظيع .. وغيرو وغيراته من القصص اللي ما الها طعمه .. يا عمي صدقا الادب العربي وفي جميع مجالاته حتى الشعر اقسم بالله ما اني حافظ بيت شعر عربي على بعضو .. ولا شعر اجنبي .. انا اصلا ما بحب الشعر .. واذا بدنا نيجي على المقالات العربيه حدث ولا حرج .. كلو تنظير وفوضى ونقد وباهت ... لم نصل الى الكتابات الجاده الى ذروتها وقيمتها ولا وصلنا بكتاباتنا الساخره او اللاذعه الى ذروتها .. نحن نصطنع كل شيء اصطناع .. القيود المفروضه على الكتابات العربيه وفقدان الموهبه الفطريه والمكتسبه والمطالعه وتقيم النفس تجعل من الكاتب كالاداه .. ففقدانه لعوامل الكتابه تجعله لا يضع لمساته ورأيه الصريح بها بأتقان... محكوم بالعادات والتقاليد واشياء كثيره تجعل من روايته وقصصه ومقالاته (قزم ) وباليه وعديمه الفائده والقيمه .. لا تستخلص منها عبره او نظريه او فكره او مفهوم او حتى مقوله او نظره فلسفيه تعكس رأي الكاتب تخدم به الانسانيه او المجتمع ..
تسعون بالمائه من الكتاب العرب (بفاعطو) مفاعطه بكتاباتهم .. عباره عن جك حكي يركضون وراء الحدث ليجد ماده يكتبها .. وتجدها ذات مساريين اما مسح جوخ او ضد .. من باب خالف تعرف .. نبث سمومنا واحقادنا وكرهنا ومحبتنا بكتاباتنا .. نستغل الكتابه والتاليف للتنفيس والتعبير عما يجول بقلوبنا وعقولنا بناءا على مواقف وحساسيات وحزازيات ومواقف انيه او للدعايه الانتخابيه او تسويق منتوج ( شامبو) للشعر الدهني .... تصبح الكتابه بجميع اشكالها أداه من أدوات الانتقام او التمجيد .. ليس هكذا الادب ..
نجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل .. والله العظيم لست مقتنع بهذا . هو قد يكون يستحق حسب رأي العالم والادباء ولجان التحكيم .. لكن انا اقول عن نفسي لست معجب بكتاباته لا هو ولا غيره من كتاب العرب .. لأنني أجد الكتاب العرب بجميع اصنافهم .. كتاب .. شعراء .. يتعاملون مع المواقف الانيه سرعان ما تنتهي وتختفي بانتهاء الموقف .. والدليل على ذلك كثير من المؤلفات العربيه تحولت الى مسلسلات وافلام وبعض الاغاني وعندما رأيناها تلك القصص او الروايات فسرت وطرحت كمسلسل خرج العمل باهت وعادي ويتحدث عن تفاصيل الحياه العاديه متمثله بنزعه شر او خير وينتهي ..
الادب الغربي تجد فيه حس واقعي .. مشاكل اجتماعيه ونفسيه وقصص تخرجك من قوقعتك وعالمك المغلق الى عالم اكثر تنوير .. انا لا اشير هنا لا سمح الله الى الكتابات الغربيه التي تدعو الى الالحاد او التعرض الى الدين بأي شكل .. انا اتحدث عن قصص وروايات وحتى المقالات والاشعار والادب بجميع انواعه التي تدور احداثها ضمن نطاق الانسان وتأثير العوامل الخارجيه والنفسيه على احداث القصه وخلقها والى اين تسير الامور بالنهايه .. مجموعه احداث داخل الروايه تربط بين الحدث والشخوص والمكان والزمان بطريقه تجعلك بحاله من الانبهار .. كثير من الاوقات وقد شاهدت افلام او مسلسلات اجنبيه او قرأت ادب غربي من روايات وقصص وحتى مقالات تجدني اياما كثيره ابقى افكر بهما وقد تأثرت بهما كثيرا ... واحيانا كثيره وللعلم الادب الغربي يعلمك ويحفزك ويمرر لك الكثير الكثير من دروس وعبر تستفيد منها بحياتك .. طبعا عليك ان تختار ما يناسبك من معلومات وعبر بما يتناسب مع دينك ومعتقداتك وعاداتك وتقاليدك .. هو يطرح عليك قصه كامله بها جميع الصور .. وعليك ان تختار .. انت تقرر بعدها وليس هو .. العمل يكون عمل ناجح اذا كان عمل متقن وكامل وشامل وليس محصور بقريه او مدينه او دوله معينه او حضاره .. العمل الناجح هو من يشمل كامل البشريه ويخاطبهما بدون حدود .. وذلك تجده بالادب الغربي اكثر بكثير من الادب العربي ...
القصص والروايات ومنها قصص الاطفال الغربيه ايضا تصنع بشكل مدروس ومؤثر ونابع من فطره وموهبه واحتراف والخيال يكون بهما حاضر .. وتعلم وتحفز ... وتدخل بها عوامل نفسيه وتربويه تشارك وتساهم بصناعتها .. اما نحن وهذا ممكن ان يعتبر من باب النقد وانا اتوقع انا القى نقد وهجوم علي بطريقه عنيفه .. ولكن انا هنا ابدي رأي الشخصي المقتنع به تماما حسب ما قرأت .. نحن العرب ادبنا ( خذني أجيتك ) .. نشجع بعضنا بعض بدون نقد او منع .. ما ان يؤلف شخص روايه او قصه او قصيده شعر او يكتب مقال او يغني اغنيه الا ويلاقي تشجيع لتحفيزه على ان يأتي بالافضل بالمستقبل .. ولكن للاسف الشديد (بسوق فيها ) وبفكر حالو الواحد صار ابو العريف وانو وصل وخلص .. وانه اصبح كاتب كامل .. يا اخي كتاباتك ركيكه .. ضعيفه .. مخزيه .. ولاديه .. منقوله .. جك حكي .. مزعجه .. ممله .. مكرره .. سطحيه .. باهته .. مصدر رزق .. لقط رزقك .. هذا هي كتاباته .. لماذا لا نواجه الكاتب بهذا الامر ..لئلا ( يسوق فيها ) ويشوه الادب العربي ويبهدل اللغه العربيه ويعكس عنا اطباع نحن العرب بأننا أمه لا يخرج منها كاتب او اديب عليه العين.. واجه الشخص بالحقيقه .. كن ناقد حازم معه .. استثنيه من العمل الادبي وقل له انت لا تصلح ان تكون اديب .. اذهب وامتهن مهنه اخرى .. ماذا سيضرنا ذلك .. نحن ننفعه وننفع انفسنا ... الغرب لا يوجد عندهم مجاملات بهذه المسائل ابدا .. لا ينجح منهم من الكتاب الكبار الا بشهادة الجميع ولا يخرج منهم الا الندره فقط لانهم يمثلون بلادهم وحضاراتهم من خلال تقديمهم للكتاب العمالقه والفذ منهم فقط .. والمغمور منهم يبقى مغمور ويختفي .. لا يسمح لمن هب ودب عندهم ان يمتهن مهنة الكتابه على الفاضي والمليان .. ولا يسمحوا ان يمثلهم اي كاتب مغمور او مبتدئ .. نحن العرب نكرم انفسنا بأنفسنا ضمن الاطار العربي .. نجامل بعض على الكذب .. او عشان خاطر فلان وبلد فلان .. وحرام خليها البلد فلانيه توخذ جائزه من باب التشجيع ... هذا اللي دمرنا .. شو يعني كاتب عربي مرموق وفذ وفهمان خليه كل سنه يوخذ نفس الجائزه وبكل المهرجانات اذا فش واحد احسن منو .. ولا ما بصير اعطي الجائزه مرتين لنفس الكاتب .ولا شعارنا خلينا نعطي فرصه لكاتب اخر بعرفش يكتب اصلا حرام اعطوا فرصه ... ما بنفع هذا الحكي ابدا .. هذا الحكي جابنا 55 الف سنه لورا .. .. ادبنا ليس عالمي .. وان ترجمت بعض الروايات والمؤلفات والمقالات العربيه وغيره الى عده لغات اجنبيه ولكن هذا لا يعني ان احدا يقرأها من الغرب .. لان بها فراغات وعيوب وركاكه ويكتشفها المواطن الغربي من اول سطر .. اذا مش من العنوان .. ... يوجد بها سرد لاحداث ممله محليه وليست عالميه ... انا لم اقرأ او أشاهد ان هناك مسلسل او فيلم اجنبي ترجم عن روايه عربيه .. بدنا احنا نستثني الاحداث والقصص التاريخيه العربيه لانها احداث واقعيه حدثت وليست من خيالات وكتابات البشر .. مثل فيلم الرساله وعمر المختار .. هذه افلام ناجحه لانها قصص تاريخيه واقعيه وليست من خيال مؤلف عربي ... هناك احدهم قد يسألني كيف قيمت الادب العربي وانت لم تقرأ منه شيء .. ولا تحفظ حتى بيت شعر .. والاجابه .. يا أخي الكريم .. كل ما احمل كتاب عربي روايه كانت او قصيده شعر او غيره وابدأ بقراءته وما ان اقطع شوط جيد نوعا ما فيه الا وتظهر معي عيوب الروايه والكتابه والخيال الضيق وجك الحكي .. اشعر بملل وقصص تكتب يعيشها كل انسان لا تمييز بها ابدا .. وقد رأيت مسلسلات كثيره اخذت عن روايات عربيه ظهرت قمة تفاهتها وضعف مضمونها وطرحها .. وعندما كنت اقرأ مؤلفات غربيه متنوعه اجد الفرق شاسع بالمضمون والخيال والسرد والشخصيات والاحداث وكأنك بعالم اخر.. وكثير الكثير من الكتب الغربيه مترجمه للعربيه وعليها اقبال اكثر من المؤلفات العربيه وانا اراهن على ذلك وخذني عينه فاشله مثلا .. اذا احببت.
لا رقابه او تقيم لدينا للانتاج الادبي بالشكل الحازم والصارم .. حتى كتاب الصحف يتعاملون مع الحدث .. ما ان يحصل انفجار از زلزال ببلد .. ( اخبط ) الا وثاني يوم كل مقالات الصحف تتحدث عن هذا الانفجار او الزلزال .. ثلاثين الف مقال على نفس الموضوع .. الكل بحلل وبفسر بطريقته .. نفس الكلمات لان الحدث واحد اللهم الجميع اعاد ترتيب الكلمات والجمل بطريقته .. تشعر بالضجر والملل .. لذا احيانا وكثيرا اقرأ مقال او نص مقال او سطر من مقال بالنسبه لي يكون كافي واستثني كل المقالات الاخرى لان جميعها متشابه ونفس الموضوع .. لا يوجد افق مفتوح وتنوع بالكتابات .. جميعنا نحن العرب نعيش ونعايش انفسنا بدائرة مغلقه بالاحداث والاقوال والافعال .. كنت دائما اتمنى ان افتح صحيفه او موقع الكتروني واجد تنوع بالكتابات .. ذاك يتكلم مثلا عن انجاز علمي .. او ذاك يسرد قصة تاريخيه او دينيه باسلوب سهل ممتع مشوق خفيف دم .. وذاك يتحدث عن موضوع اخر مثلا عن قصه بالصين .. وذاك عن قصه قديمه ممتعه مفيده عن بغداد .. وذاك يطرح نظريه او فكره فلسفسه مثلا عن الكون تشد القارئ اليه تدفعه للتفكير والخيال الواسع .. وذاك يتكلم عن بعض المعجزات الكونيه تحفز لديك قدره التفكير والتساؤل .. وغيره وغيره من التنوع بالكتابات .. لا تجد ذلك ابدا ..
حتى الروايات يجب على الكتاب ان يخرجوا من قمقم الانغلاقيه بالفكر والحدث والشخوص والانطلاق الى روايه منفتحه غريبه جديده شامله .. سيبك من صراع الخير والشر وابصر شو .. سيبك من فلان طخ فلان والبحث عن الجاني .. وسيبك من (ابو رباب ) بقضيها بالمسلسل من اولو لاخرو بسوق تراكتور .. اكتب قصص وروايات عميقه ومعقده وفيها نوع من الخيال والمستحيل .. ليت الكاتب العربي والادب العربي يصل الى مرحله الكتاب العالميين بقوة كتاباته وتنوعها وعمقها وفلسفتها وابهارها .
اتطلع الى كتاب عرب من فئه الشباب القادمون لاحداث مسيره ادبيه ونقله نوعيه وفكريه وفلسفيه والانخراط بالادب العالمي بجميع اشكاله الى مرحله ( التميز ) بالقفز على موروثنا الادبي الحالي لانه لا يوجد به سوى خمسه بالمائه فقط قد يستغل للادب الجديد بالمرحله القادمه ... لعل وعسى تتغير اليه فهمنا للكتابه والابداع .
ملاحظه : انا شخصيا لو ترجمت كتاباتي ومقالاتي الى الاجانب لكان زمان رموها بالزباله وقالك شو هالكاتب التافه هاذ .. شو قاعد بكتب وبخبص بفكر حالو كاتب .. بس احمد الله اني انا عند العرب .. وعند العرب (كلوا مع الغسيل بسيل ) .. ماخذ مجدي هون والناس بتنشرلي .. لانو مش لاقي حدا يردعني ويوقفني عند حدي ويقولي يا زلمه بينك وبين الكتابه زي بعد السما عن الارض . سيبك من هالشغله وشوفلك شغله غيرها احسلك .. هاي مش كارك .. وهيني راح اظل اكتب واتبرطع بالكتابه لما اشوف شو اخرتها .. يا كلنا بنوقف نكتب وبنعاد تقيمنا وانشوف من هم الكتاب الحقيقين واللي بستاهلوا يكتبوا ..ويروح اللي بعرفش يكتب ... يا اما هينا قاعدين كلنا نكتب .. وجعلوا الادب العربي ما اتقدم سنتيمتر واحد ولا كيلوا غرام حتى.. وبلا ديستوفسكي بلا شكسبير بلا برهانير .. مع احنا عارفين شو نهاية ادبنا العربي كلو اخرتوا يصفي مسلسل يا (كتكوت ) يا (غاده وازواجها الخمسه ) يا ( مرايا ) يا مسلسل (باب الحاره ) .. حاره .. حاره .. عادي .. والله عادي.

والسلام عليكم
Burhan_jazi@yahoo.com