الأغلبية الإسرائيلية في الجامعة العربية!

أخبار البلد-

 
هل بلغ نفوذ الكيان الإسرائيلي في العالم العربي حداً يمنحه القدرة على ان يقرر من يكون عضو في الجامعة العربية، ومن لا يحق له أن يكون.
هذا هو مضمون تقرير صحيفة "إسرائيل هيوم العبرية"، فالصحيفة تدعي ان رئيس وزراء الاحتلال الاسبق بنيامين نتنياهو قدم مبادرة تسمح بعودة سوريا الى الجامعة العربية مقابل دعوة الأسد للقوات الاجنبية إلى مغادرة سوريا.
فهل امتلك نتنياهو أغلبية الأصوات في الجامعة، أم امتلك حق النقض في مجلسها لتقرير مصير عضوية سوريا؟
ملف الرئيس السوري الأسد ومصيره ومستقبل عضوية سوريا في الجامعة العربية -بحسب زعم الصحيفة العبرية- ناقشه مستشار نتنياهو للأمن القومي مئير بن شبات خلال الاجتماع مع نظيريه الأمريكي جون بولتون والروسي نيقولاي باتروشيف في العام 2019، موحياً بأن مصير المنطقة ومستقبلها يحسم في الكواليس التي يشرف عليه الكيان وقادته.
لم يمنع تمرير هذه المبادرة بحسب الصحيفة سوى الانتخابات المتتابعة في الكيان الاسرائيلي، ورفض حكومة بينت فيما بعد المضي قدمًا لعدم قناعتها بقدرة الأسد على إخراج القوات الإيرانية من سوريا.
الادعاءات الواردة في التقرير مثيرة للاهتمام فهي تظهر الكيان الاسرائيلي باعتباره الآمر الناهي في المنطقة العربية؛ فإلى جانب كونه قادراً على إعادة سوريا للجامعة العربية، فإنه قادر على إقناع الدول الخليجية، وعلى رأسها الامارات، بتفعيل استثماراتها في سوريا لإعادة الإعمار، بحسب زعم الصحيفة.
بينت خلافًا لأركان حكومته اتخذ موقفاً حيادياً من الأسد -بحسب زعم الصحيفة- إذ ناقش مقترح عودة سوريا إلى الجامعة العربية خلال قمة شرم الشيخ الاخيرة، بحضور الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، علمًا بأن الرئيس السوري كان زار الامارات قبل أسابيع قليلة من لقاء شرم الشيخ.
الدور ذاته حاول قادة الكيان الاسرائيلي تكريسه خلال قمة النقب السداسية (مصر والمغرب والإمارات والبحرين وأمريكا والكيان الإسرائيلي) لقيادة الإقليم، وطرح المبادرات والحلول والوساطات للإشكالات المتولدة عن الازمة الاوكرانية، والاتفاق النووي الايراني، والعلاقة بين العرب والولايات المتحدة الامريكية وروسيا.
بين الحقيقة والخيال يظهر الكيان الاسرائيلي باعتباره القوة الإقليمية التي تقرر مصير الدول والشعوب؛ فالكيان الإسرائيلي يمثل المنطقة في المحافل الدولية، واللقاءات التي تجمع الكبار، ويقدم المقترحات التي تفرض على القوى الإقليمية والعربية.
دورٌ لا يخدم مصالح الدول العربية من المحيط الى الخليج، بل يزيدها تعقيدا واضطرابا؛ فسرعان ما تتحول هذه الفقاعات السياسية الى مادة إعلامية يستغلها الكيان كما هو واضح لإدارة أزماته في فلسطين على حساب الشركاء الإقليميين دون مردود حقيقي متوقع.