لماذا خص الله شهر رمضان بنزول القرآن وما حكاية ليلة القدر ؟
اخبار البلد -
لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟.. تحتفي الأمة الإسلامية مع دخول شهر رمضان 2022، بذكرى نزول القرآن، لكن يتبادر إلى ذهن البعض سؤالاً حول لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟
ومن خلال التقرير التالي نسلط على ما ورد في شأن لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟ وحكم ختمة القرآن الكريم خلال الشهر المبارك.
لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟
شهر رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم كما أخبرت بذلك الآيات القرآنية من سورة البقرة، حيث يقول المولى تبارك وتعالى:"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، ولعل فيما حوته الآيات بيان بأن القرآن قد نزل في شهر رمضان المبارك، كما جاءت في آيات أخرى ما يدلل على أن نزوله كان في ليلة القدر وهى إحدى ليالي شهر رمضان، لكن هل نزل القرآن جملة واحدة في هذه الليلة أم أنه كان في ليالي متفرقة وعلى عدد من شهور رمضان التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ ما أوحي إليه من ربه.
وتقول دار الإفتاء، إنه قد بدأ نـزول القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر في شهر رمضان، موضحة أن القرآن الكريم نـزل فيي ليلة القدر جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نـزل بعد ذلك مُنَجمًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسب الظروف ومقتضيات الأحوال على مدى فترة رسالته صلى الله عليه وسلم.
وتابعت دار الإفتاء المصرية أن الله تعالى خص الله شهر رمضان بأداء الصوم فيه تشريفًا لشهر رمضان وتعظيمًا له.
وبين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، أن هذا الشهر الكريم الذي اختصه الله بكثير من الخصال أولى تلك الخصال نزول القرآن الكريم فيه قال تعالى : ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة :185]، وقال تعالى : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾ [الدخان :3]. وقال سبحانه : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ [ القدر :1].
وأوضح أن هناك عدة تفسيرات في معنى نزول القرآن في شهر رمضان وتحديداً في ليلة القدر، منها التالي:
التفسير الأول : هو أن الله أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، واستند هذا التفسير لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «أُنزل القرآنُ في ليلة القَدْرِ جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعضه في إثر بعض» [الحاكم في المستدرك، والبيهقي في سننه].
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أنزل القرآن في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القَدْرِ، ثم أُنْزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ : ﴿وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلًّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [سورة الفرقان : 33] ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاه لِتَقَرَأه عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاه تَنْزِيلًا﴾ [سورة الإسراء : 106]» [النسائي، والحاكم في المستدرك].
وقال القرطبي: «ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر على ما بيناه جملة واحدة وضع في بيت العزة في سماه الدنيا ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجما نجما في الأوامر والنواهي والأسباب وذلك في عشرين سنة» [تفسير القرطبي 2/297].
التفسير الثاني: أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قَدْر، أو ثَلاث وعشرين أو خمس وعشرين ـ حسب الاختلافات في مدة مكث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة بعد البعثة ـ في كل ليلة قدر ينزل ما يقدِّر الله إنزاله في كل السنة، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في جميع السنة، وقد حكى الفخر الرازي هذا القول، وتوقف في الأخذ به، هل هو أولى أو القول الأول.
التفسير الثالث: أنه ابتُدِئ نزوله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة . وهذا القول مروي عن الشعبي.
التفسير الرابع: أنه أنزل من اللَّوْح المحفوظ جملة واحدة، وأن الحفظة نجَّمته على جبريل في عشرين ليلة، وأن جبريل نجَّمه على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عشرين سنة .
وشدد على أن المعتمد هو أن جبريل عليه السلام كان يعارضه في رمضان بما ينزل به عليه طول السنة، وهو مروي عن ابن عباس. وقد حكاه الماوردي.
وأكد أن رمضان شهر القرآن وهذه أهم خصائصه، فعلى المسلم أن يخص رمضان بالإكثار من تلاوة القرآن كما أن ربه خصه بإنزال القرآن فيه، وكما كان حال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وكان ذلك في شهر رمضان، وقد شعر النبي صلى الله عليه وسلم بقرب أجله في العام الأخير لأن جبريل قد عارضه القرآن مرتين.