"بين التربع على القمة وسنوات البحث عنها".. الفنان القدير محمد العبادي في حقبتين
أخبـار البلـد - رامي المعـادات
الفنان الأردني القدير محمد العبادي من مواليد الأردن في عام 1945، وهو من أبرز فناني الأردن في فترة السبعينات من القرن الماضي حتى الان، أثرى الدراما الأردنية بالعديد من المسلسلات المهمة والمتميزة.
وكانت نقطة انطلاق العبادي إلى عالم البطولة هو دوره في مسلسل باب العامود في عام 1969، قدم بعدها العديد من الأعمال المتلفزة الناجحة للتلفزيون الأردني منها الحطب والنار، الدرب الطويل، نمر العدوان، دروب الحنة، ام الكروم، خلف بن دعيجة ومسلسل طرفة بن العبد الذي يحكي قصة حياة الشاعر الجاهلي طرفة، والكثير من الاعمال الاردنية والسورية التي لاقت جماهرية كبيرة ورغبة لدى المشاهد في الوطن العربي.
وعلى الرغم من نجاحه الكبير في الدراما التلفزيونية، إلا أن الحظ لم يحالفه في مجال السينما، حيث لم يقدم للسينما إلا عدة أدوار محدودة، أشهرها دوره في فيلم الشراكسة في عام ٢٠١٠.
وفي لقاء صحفي لـ"أخبار البلد" مع النجم والممثل القدير محمد العبادي، تم تسليط الضوء على تردي وتراجع الفن الاردني في الالفية الجديدة والسنوات القليلة الماضية، وهل تتنافس الدراما الاردنية مع الدراما العربية، وما مدى ربط الواقع بالاعمال الفنية.
اكد العبادي ان لا تنافسية فعلية ولا يوجد وجه مقارنة بين الدراما الاردنية والدراما العربية، قائلا؛ "في الحقيقة لا يوجد دراما محلية حتى يتم الحديث عنها، ومن غير العدل ان يقارن بين الانتاج المحلي الذي لا يتجاوز العمل او العملين على افضل تقدير، بدول الجوار والدول العربية التي تنتج في الموسم الرمضاني قرابة الـ40 عمل، مما يعني ان الدراما الاردنية خرجت من المنافسة منذ سنوات طويلة بعد ان كانت الرائدة والمطمع للأشقاء العرب للأنتشار فنيا من بوابة الاردن".
وأضاف، غابت الدراما الاردنية عن العرب بعد عام الـ1990، بسبب حرب الخليج الاولى، وفي هذه السنوات بدأت الدراما السورية والمصرية بالسيطرة على المشهد العربي، وقدمت كلتا الدولتين كما هائلا من الاعمال الفنية الرائعة والمميزة بكوادر فنية تمثيلية بارزة ومعدات اخراج متطورة، مما جعل الدراما المصرية تستحوذ على جميع الاذواق، تليها الدراما السورية، وبعد انتهاء تداعيات الحرب لم تجد الدراما الاردنية الطريق معبد فواجهت العديد من التحديات كالضعف الانتاجي والنظرة التجارية في الانتاج وربط الارباح بالعمل، مما جعل الفن لاردني في مكانة سيئة ولا تليق بمستوى الطاقات الفنية المحلية التي اسهمت بتجسيد البيئة الاردنية في اذهان الاشقاء العرب.
وعن العقبات التي تمنع وجود دراما أردنية حقيقية منافسة بوجود إنتاج عالي الجودة، يقول العبادي؛ "ليست هناك أي موانع تمنع كون الدراما العربية هويتها عربية أكثر من كونها محلية كالمصرية مثلاً أو السورية التي بدأت تحاول فرض هويتها”، لافتا الى أن الدراما الأردنية حصرت نفسها بكونها دراما بدوية فقط، و”هذا قد يضعف فرصها التنافسية، هناك التاريخي والاجتماعي والريفي، وهو التنوع الذي يحتاج إلى سقف حرية عال وقوة إنتاجية ضخمة، فلا مجال للتنافس بإنتاج متواضع".
وحول ما إذا كانت عوامل نجاح الفنان الأردني هي لجوؤه إلى تجارب عربية بحثا عن النجومية، يرى العبادي أن هناك العديد من الفنانين الذين حصلت نجوميتهم في بلدهم كالفنانة صبا مبارك التي (نجّمت) داخل الأردن وليس خارجه، بالإضافة إلى عديد من الفنانين الذين نالوا نجوميتهم من خلال الساحة الأردنية كالفنان المتميز الراحل ياسر المصري من خلال مسلسل "نمر بن عدوان”.
وبالسؤال عن اعماله الفنية المرتقبة خلال السباق الرمضاني، بين انه سيشارك في الدارما الرمضانية من خلال المسلسل العربي التلفزيوني البدوي (هباب الريح) والذي سيبث على القنوات الخليجية، وأيضاً من خلال المسلسل البدوي (ثمن الجديلة) والذي سيبث حصرياً أيضاً على تلفزيون الكويت.
وعن الاعمال الفنية الحديثة والكوميدية التي تقدم من خلال بعض القنوات الخاصة، قال؛ "للأسف ما يقدم على هذه القنوات لا يرقى الى ان يقال عنه عمل فني، كما لا يمكن ان يقال عن التفوه بالافاظ السوقية المبتذلة بسخرية من اجل اضحاك المشاهد عمل كوميدي، مؤكدا ان لا اعمال كوميدية تقدم في الاردن منذ سنوات، وما نراه الان هو اسفاف فني واستغرب من الجهات الداعمة والمروجة لهذه الاعمال التي وضعت الفن الاردني على حافة الهاوية".
وحول مجلس نقابة الفنانين المنتخب قبل ايام، قال؛ "نستشعر ان المجلس الجديد سيكون له بصمة مميزة تسهم في تنسيق العمل النقابي بصورة مخالفة لما كانت عليه في السنوات السابقة، حيث كانت النقابة مغيبة بشكل كلي، املين ان يعيد المجلس الجديد النقابة على السكة الصحيحة، ويشكل نهضة في تنمية الدور النقابي لدى الفنان الاردني".