درء المفاسد أولى من جلب المنافع .. حديث إلى الإخوان

في الصيف الماضي اعتصم بضع عشرات من المواطنين في أحد شوارع غرب عمان أحتجاجا على ترخيص عدة نوادي ليلية في شارعهم، لم يستمع اليهم أحد ولم نشاهد نشطاء (الحركة الاسلامية) وشيوخها الذين يتقدمون كل مسيرة يدعمون أولئك المواطنين بكلمة، ولا سمعنا منهم نهيا عن ذلك المنكر الذي غمر شوارع عمان ويؤرق ساكنيها كل ليلة. 
سمعنا مطالبات بحكومة أنقاذ وطني وقانون انتخاب كقانون (1989) وتعديلات دستورية أضافية،, وكلها مطالب سياسية تؤدي بالنتيجة الى المناصب،, أما المنكر الذي يوشك أن يمنع عنا مطر السماء ورحمة رب العالمين فلا أحد أضافه سطرا في برنامج المطالبة بالاصلاحات . 
عدد النوادي الليلية في عمان يقترب شيئا فشيئا من عدد المساجد الكبرى، وعلى سبيل المثال فان مسجدا واحدا في شارع وصفي التل جرت أحاطته بسوار كامل من الملاهي الليلية (خمسة نواد ليلية) أما شارع مكة وشارع المدينة فلا يمتان الى الاسم بصلة وما زلت أقترح تغيير أسم شارع مكة الى شارع (فيفي ع). 
معظم محلات (الكوفي شوب) تحولت الى نواد ليلية (غناء ورقص) فمن رخص لهم بذلك؟؟ 
حوادث أطلاق النار في النوادي الليلية تتكرر باستمرار والمناظر المؤذية بعد منتصف الليل حدث ولا حرج.
محلات بيع الخمور تكاثرت بصورة غير مسبوقة ثم تجرأت فعرضت لافتاتها ودعاياتها خارج المحلات، ولا رقابة !! 
السؤال الذي أطرحه على فضيلة المفتي الشرعي للحركة : هل نؤجل المطالبة بازالة المنكر الى حين أن نتمكن من تشكيل الحكومة أو الى اليوم الذي تكون فيه الاغلبية البرلمانية في صفنا؟؟ 
المطالبة بجمعية المركز الاسلامي أكثر الحاحا وأهمية من الفساد الاخلاقي الذي يدمر المجتمع ويفتك بالشباب !! 
ومنكر أخر يفتك بجسد المجتمع بهدوء ألا وهو تلك المجموعات الغريبة التي تنشأ بداية عبر (فيس بوك) ثم تنتهي باجتماعات في عدد من مقاهي غرب عمان تحت مسميات (محاربة الفساد) و(حقوق الانسان) تتزعمها أسماء مجهولة وتنفق بسخاء، ويمشي في ركابها شباب وفتيات دون أن يعلموا ما وراءها،،, نفس الخطة والاسلوب الذي أتبع في تخريب الثورة المصرية يجري عندنا الان بهدوء . 
الحكومة مسؤولة نعم،, ولكن المعارضة مسؤولة أيضا وبالذات الحركة الاسلامية فأين أنتم من  هؤلاء؟