ميليشيا الحركة الإسلامية!
أستغرب أشد الاستغراب إصرار البعض على إضفاء طابع من العسكرة على حراك الشارع الأردني، رغم أن هذا الحراك ضُرب وطورد في الأزقة، وناله ما ناله من الحجارة والعصي، والدفش والرفش، ولم يرد إلا بنحبك يا أردن، وسلمية، وإصلاح النظام، وبقية الشعارات المسالمة، ولو كان ثمة أدنى نية لدى الحراكات أن ترد لردت في حينه، فلم الإصرار على تصوير مسيرة الجمعة الإسلامية وكأنها استعراض قوة، وإيحاء بالعسكرة، والرد على القوة بالقوة؟.
الذين ينحون هذا المنحى واحد من اثنين: إما أنه لم يقرأ تاريخ الأردن، ولم يعرف أن الحركة الإسلامية كانت تدير الخد الأيسر إن تلقت لطمة على الخد الأيمن، وأنها كلما تعرضت لتعسف أو ظلم أو اضطهاد احتسبت ذلك عند الله، أما الطرف الثاني، من أصحاب هذا المنحى، فله نوايا مبيتة بتبرير خطوات قادمة، ربما تأخذ شكل عنيفا في قمع الحراك، وكلا الطرفين عليهما أن يصححا من نظرتيهما للأمور!.
ولمزيد من الإضاءات لمن لا يريدون رؤية الحقائق، نذكّر بأن الإخوان المسلمين نأوا بأنفسهم حين اندلعت فتنة أيلول، وانتحت "كتائب الشيوخ" المنضوية تحت لواء العمل الفدائي ركنا قصيا، وخرجت من الفتنة الداخلية، فلم تشارك بها، وحينما اشتدت الأزمة فيما بعد بين الدولة والإخوان أيام مذابح حماه، ولوحق الإخوان في رغيف خبزهم، عضّوا على الجراح، واحتملوا الملاحقة، ولم يصدر منهم ما يشي ولو بإيماءة خجولة بأنهم في صدد الرد على المضايقات والملاحقات، ويشهد سجل هؤلاء على مدار أكثر من ستة عقود أنهم لم يفكروا ولو في أحلامهم بعسكرة نشاطهم، بل كانوا سندا للنظام حينما انقلب عليه اليساريون وحملوا في وجهه السلاح، ومن سموا أنفسهم "الضباط الأحرار" وانحازوا للعرش في الخمسينيات، وأخذ كثيرون عليهم هذا الموقف باعتبارهم "عملاء" للوطن وللنظام(!)، فما الذي تغير في نهج الإسلاميين، ولم كل هذا التحشيد والتحريض والتسخين، في "أربعينية الشتاء" حيث البرد القارص، ونيران الفتن تأكل الأخضر واليابس في دول الجوار؟.
نؤمن أشد الإيمان بحكمة الإسلاميين، وسعة صدرهم، وقدرتهم غير المحدودة على امتصاص الصدمات، لأنهم يؤمنون بأن كل ما يجري لهم هو ابتلاء مر به حَمَلة الدعوات وأصحاب الرسالات، ونؤمن أشد الإيمان أنهم لن ينجروا إلى مربع الفتنة، حتى ولو نالهم ما نالهم في السابق!.
ميليشيات الإسلاميين، كما سموها، و"حزب الله الأردني" و"استعراضات القوة" مجرد أوصاف لا معنى لها، لشباب مؤمن، أياديه متوضئة، تعف عن الولوغ في الفتن، وتحتسب ما يصيبها من أذى عند الله، فليبحث العض عن أسلوب آخر من أساليب التشويش على واحة الأمن الأردنية، التي يحميها الاردنيون وفي مقدمتهم أبناء الحركة الإسلامية برموش العين، ويعتبرون الحفاظ عليها عبادة يتقربون فيها إلى الله عز وجل!.
الذين ينحون هذا المنحى واحد من اثنين: إما أنه لم يقرأ تاريخ الأردن، ولم يعرف أن الحركة الإسلامية كانت تدير الخد الأيسر إن تلقت لطمة على الخد الأيمن، وأنها كلما تعرضت لتعسف أو ظلم أو اضطهاد احتسبت ذلك عند الله، أما الطرف الثاني، من أصحاب هذا المنحى، فله نوايا مبيتة بتبرير خطوات قادمة، ربما تأخذ شكل عنيفا في قمع الحراك، وكلا الطرفين عليهما أن يصححا من نظرتيهما للأمور!.
ولمزيد من الإضاءات لمن لا يريدون رؤية الحقائق، نذكّر بأن الإخوان المسلمين نأوا بأنفسهم حين اندلعت فتنة أيلول، وانتحت "كتائب الشيوخ" المنضوية تحت لواء العمل الفدائي ركنا قصيا، وخرجت من الفتنة الداخلية، فلم تشارك بها، وحينما اشتدت الأزمة فيما بعد بين الدولة والإخوان أيام مذابح حماه، ولوحق الإخوان في رغيف خبزهم، عضّوا على الجراح، واحتملوا الملاحقة، ولم يصدر منهم ما يشي ولو بإيماءة خجولة بأنهم في صدد الرد على المضايقات والملاحقات، ويشهد سجل هؤلاء على مدار أكثر من ستة عقود أنهم لم يفكروا ولو في أحلامهم بعسكرة نشاطهم، بل كانوا سندا للنظام حينما انقلب عليه اليساريون وحملوا في وجهه السلاح، ومن سموا أنفسهم "الضباط الأحرار" وانحازوا للعرش في الخمسينيات، وأخذ كثيرون عليهم هذا الموقف باعتبارهم "عملاء" للوطن وللنظام(!)، فما الذي تغير في نهج الإسلاميين، ولم كل هذا التحشيد والتحريض والتسخين، في "أربعينية الشتاء" حيث البرد القارص، ونيران الفتن تأكل الأخضر واليابس في دول الجوار؟.
نؤمن أشد الإيمان بحكمة الإسلاميين، وسعة صدرهم، وقدرتهم غير المحدودة على امتصاص الصدمات، لأنهم يؤمنون بأن كل ما يجري لهم هو ابتلاء مر به حَمَلة الدعوات وأصحاب الرسالات، ونؤمن أشد الإيمان أنهم لن ينجروا إلى مربع الفتنة، حتى ولو نالهم ما نالهم في السابق!.
ميليشيات الإسلاميين، كما سموها، و"حزب الله الأردني" و"استعراضات القوة" مجرد أوصاف لا معنى لها، لشباب مؤمن، أياديه متوضئة، تعف عن الولوغ في الفتن، وتحتسب ما يصيبها من أذى عند الله، فليبحث العض عن أسلوب آخر من أساليب التشويش على واحة الأمن الأردنية، التي يحميها الاردنيون وفي مقدمتهم أبناء الحركة الإسلامية برموش العين، ويعتبرون الحفاظ عليها عبادة يتقربون فيها إلى الله عز وجل!.