هكذا ينتهي المجرمون ....الطغاة والفاسدون واسكوبار مثالا

فتلك بيوت بيوتهم خاوية بما ظلموا ....هكذا بدأت طلائع المجرمين والفاسدين تصل إلى السجون الأردنية والبقية تأتي .وطالما ان لكل مقام مقال فجدير بنا ونحن نري الإجرام والفساد والظلم يتهاوي أن نسوق قصة النهاية المأساوية لأكثر مجرمي العصر خطورة وذكاء وجمعا للمال وقدرة على الإفلات بالرشوة والتهديد والقتل والظلم ورغم ذلك وقع صريعا لان الله يمهل ولا يهمل وتبقى الجريمة هي الجريمة مهما تعددت وتنوعت صورها وأشكالها ويستوي فيها المرتشي والمختلس ومستثمر الوظيفة وسارق المال العام مع اللص ومهرب المخدرات ولا فرق فيما بينهم إلا في التصنيف وغالبا من ينتهي بهم المطاف إلى السجن او القتل .
جمع المجرم الكولومبي اسكوبار مليارات الدولارات كرئيس لمنظمة تهريب مخدرات يعادل دخلها عائدات مؤسسات متعددة الجنسيات وقاد حرب مخدرات دموية ضد الدولة في 1989و1990 قتل فيها ثلاثة مرشحين لرئاسة الجمهورية ومئات من رجال الشرطة والقضاة والمسئولين والمواطنين في موجات من تفجير القنابل وإطلاق الرصاص .
كان دائم الاختباء ومن اعتى الهاربين وتطارده السلطات في كولومبيا والولايات المتحدة لمحاكمته بتهم الاتجار في المخدرات والقتل وغيرها .
وفي حزيران 1991 قبل عرضا مثيرا للجدل من رئيس الجمهورية بتسليم نفسه مقابل تخفيض حكم السجن عليه وعدم تسليمه لأمريكا ،وتم احتجازه مع14 مهربا آخر في سجن تتوفر به كل وسائل الراحة لدرجة أن صحفا أجنبية وصفته ساخرة بأنه( فندق اسكوبار ) .حقق وكلاء النائب العام في عشرات الاتهامات الموجهة إليهم من قتل وتهريب واتجار في المخدرات لكن اسكوبار لم يقدم إلى المحاكمة على الإطلاق ولم يبقى في السجن طويلا .
في تموز 1992 شنت الحكومة عملية عسكرية لنقله إلى سجن أكثر إحكاما بعد تلقيها معلومات تفيد باستمرار نشاطه الإجرامي وهو في السجن لكن اسكوبار وتسعة من معاونيه هربوا بعد أن وعد جنديا في الجيش بمكافأة كبيرة وأساء الهرب إلى صورة كولومبيا وأضر بسياسة الرئيس جافيريا في محاربة المخدرات وأمر بمطاردة اسكوبار والقبض عليه وطلب مساعدة الولايات المتحدة بإرسال طائرات لملاحقته وقال ان القبض عليه وإعادته إلى خلف القضبان واجب على كل كولومبي .
لم تكن المرة الأولى التي يشتهر فيها اسكوبار بأنه فنان الهروب الأعظم لأنه كان أثناء فترات اختفائه ينجح في الهرب قبل وصول البوليس والجيش بدقائق بفضل شبكة واسعة من المخبرين .اظهر اسكوبار الخفيض الصوت والذي بلغ 44عاما قبل مقتله بيوم تصميما قويا في بناء منظمة كارتل مدياين التي يرأسها .
كان يتقاضى 20 دولارا في الشهر كمندوب مبيعات سيارات وبعد 16 عاما جمع ثلاثة مليارات دولارا وكان يخفي نشاطه خلف واجهات من بالأعمال المشروعة وكان عضوا بديلا في مجلس الشيوخ يحل محل العضو الأصلي إذا غاب واكتسب شهرة بأنة يساعد الفقراء ويبني لهم البيوت وغير ذلك من المساعدات وكون اسكوبار ثروة ضخمة تشمل أسطولا من الطائرات و200 شقة وفنادق .
وأخيرا طوق 500 جندي من الشرطة والدرك المنطقة التي كان يتواجد فيها وقتل اثنا محاولته الفرار وعرض التلفزيون جثة اسكوبار غارقا في الدماء.fayz.shbikat@yahoo.com
رئيس الشبكة الأردنية للأمن الاجتماعي