أخضر وأزرق فضحونا في فلسطين
اخبار البلد - مهند الجوابرة
في بطولة ودية لا ناقة فيها ولا جمل ولن تضيف لخزائن أي مشارك فيها سوى رمزية البطولة واسمها الجميل الذي جمع بين عاصمة الدولة العربية الإسلامية فلسطين وبين المعركة الجبارة التي خاضها الجيش العربي الأردني ضد جيش الإحتلال الصهيوني ، وبعيداً عن متابعة المشجعين والمناصرين وصراخهم في المدرجات ، أبى لاعبو قطبي العاصمة إلا أن يعطوا الصورة النمطية السلبية التي انرسمت عن كلاسيكو الكرة الأردنية بين الوحدات والفيصلي والمتمثلة بالاصطدامات والالتحامات المؤلمة في كل مرة تطلق فيها صافرة لقاء يجمع بينهما .
وتوالت المشاهد المؤسفة في تلك البطولة فيما بين لاعبي الفريقين والتي تبين للمتابع الرياضي بأن العلاقة فيما بين الخصمين في الملعب استمرت لعداوة خارج المربع الأخضر من خلال الإساءات والإيماءات والتصرفات الفردية والجماعية التي تطبع في ذاكرة جميع من تابعوا المباراة أن هؤلاء أعداء وليسوا أخوة قدموا سوياً لتلك البطولة ، وأنهم في حالة انتظار وشغف وحماس مستمر لأي لقاء قادم بين القطبين لطلب الثأر والانتقام وتبادل الاعتداءات من جديد .
مشاهد اعتداء اللاعبين على بعضهم البعض في مباراة الأمس يجب أن لا يمر مرور الكرام ، ويجب أيضاً أن يتم النظر مرة أخرى في لوائح العقوبات بحق من يقوم بمثل هذه التصرفات كونه يمثل وطناً بأكمله ويحمل على أكتافه مسؤولية تمثيله بالشكل المطلوب ، إذ إن الظهور بمثل هذا المظهر خارجياً لا يعطي انطباعاً بأن الرياضة الأردنية مبنية على أسس سليمة على رأسها احترام الخصم وإدراك أنها مجرد كرة لا تستدعي الضرب بالأيدي أو ما شابه من المناظر التي اعتدنا على رؤيتها في كل مرة يتواجه فيها الوحدات والفيصلي .
ستنتهي البطولة في غضون ساعات وسيترسخ في العقول ذلك المشهد المؤسف الذي تابعناه ورأيناه والذي يدفع فيه لاعب أردني بيديه لاعب أردني آخر ليسقطه أرضاً بدلاً من أن يكونوا مثالاً حسناً للأجيال الحالية والقادمة وضرب أمثلة التسامح والمحبة داخل الملعب وخارجه .