الأردن للجميع وقبل الجميع
يسود الشارع الأردني هذه الأيام كحال كل الدول من حولنا أو حتى معظم دول العالم حالة من الترقب والخوف من قادم الأيام، فالأوضاع الإقتصادية العالمية لا تبشر بخير أبدا لهذا العام، والإضطرابات السياسية والأزمة المالية في أمريكا وأوروبا، والثورات العربية وعدم الإستقرار في عدة دول عربية والتهديدات الدولية لإيران والصراع المستمر مع العدو الأول للأمة الكيان الصهيوني ... كل هذه هواجس مقلقة بل وحقائق تدور معظم النقاشات والحوارات والبرامج التلفزيونية حولها، ونحن في الأردن وقد بدأ حراك الشارع عندنا قبل كل الدول تقريبا ومع هذا سارت الأمور على ما يرام إلا من بعض الحالات التي أزعجت المواطن الأردني ونرجو الله ألا تتكرر، ويتمنى أحرار الأردن ويرجون من الجميع في بلدنا الغالي أن يضعوا الأردن فوق كل حساب وأعلى من كل صفقة وأكبر من أي منصب وأغلى من أي ثمن وأسمى من أي مساومة وأعصى من أي مؤامرة... وأن تكون الخلافات فيما بينهم حول السياسات والتوجهات والحلول والأفكار أو القوانين والتشريعات والتطبيق العملي لها لا أن يكون أمن الأردن ووحدته وإستقراره هو المستهدف بالحديث، فلا يخرج مسؤولا ويقول إن الحراك يهدد أمن الأردن دون طرح رؤية صحيحة وأسباب حقيقية ودلائل دامغة وثابتة وفي نفس الوقت لا يخرج علينا معارض ويقول إن سياسة الحكومة أو النظام تقود بإتجاه زعزعة أمن البلد ونهب ثرواته وتسليم المسؤولية لغير أهلها دون أدلة أو دون رؤية واضحة تحدد ما هو المطلوب ومتى سترضى هذه الجهة أو غيرها، يجب أن يكون عمل الجميع وسعيهم منصب وموجه نحو خدمة البلد بإخلاص وتفاني حتى يرتقي ويزدهر ونفاخر به الدنيا وأن يكون هناك سعي لوقف أي عمل يسيء له والوقوف بوجه أي مسؤول يحاول إستغلال منصبه وهذا ما كان مطلوبا على مر السنين وليس الآن وقد حدث ما حدث فلو كان هناك رقابة حقيقية وأصوات بالحق قوية وآذان مصغية لتجنبنا الكثير مما حصل، وعلينا الوقوف أيضا بوجه كل من يريد تخريب البلد عبثيا أو من أجل مصالحه الضيقة والدنيئة أو لإبعاد شبه أو إدانات بالفساد ولفت الأنظار عنه، الأردن بلد الأحرار أرض الحشد والرباط كان وسيبقى قويا وآمنا ومستقرا بعزيمة أبنائه الأحرار من مختلف المشارب والأصول والمنابت والذين كانوا وما زالوا كمكعبات فنية شكلت لوحة فسيفسائية جميلة ومتناغمة ومتناسقة ومتفاهمة إن نقص جزء منها تشوهت اللوحة كلها، هكذ نريد الأردن دائما بلدا لجميع أبنائه لا يحتكره مسؤول ولا يتحدث بإسمه إلا كل غيور ومحب له وخائف عليه بعيدا عن المزايدات وعن التشنج والتكفير والتخوين، أرجو من الله جل جلاله أن يلهم الرشد والصواب لأبناء الأردن ولسائر بلاد العرب والمسلمين بالتأكيد، وأدعوه جل وعلا أن يرزق أبناء البلد الحلم والتروي وتقبل الآخر بصدر رحب، وأتامل وأتمنى أن يتحمل كل واحد منا مسؤولية المرحلة القادمة التي تمر على العالم ككل وعلى إقليمنا ودولنا بشكل خاص، لتبقى المصلحة الوطنية هي الهم الأول والمبتغى من كل تحرك وعمل بغض النظر عن مصدره سواء أكان من المعارضة شأم من الحكومة ليبقى الأردن قويا وعندما يكون الأردن آمنا وقويا يكون خير سند ومعين لأهلنا في فلسطين وفي كل الدول العربية والإسلامية ولكن الأردن الضعيف المتصارع لا قدر الله لا يكون سندا لنفسه ولا لغيره، حفظ الله الأردن وأهله وأرشد جميع النشامى والنشميات فيه ليجعلوا من شعار " الأردن بلدا لجميع أبنائه ومصلحته قبل الجميع" إنه ولي ذلك والقادر عليه.
Abomer_os@yahoo.com