وجه أوروبا هل سقط القناع!
هذا العنوان بات يتكرر يومياً فوق صفيح الحرب الروسية الاوكرانية.
مع كل عبارات التعاطف مع الانسان في مواجهة آلة الحرب في كل مكان ونحن من اكتوى ولا يزال بها الا انه يحق لنا ان نرصد هنا علامات موجودة لكنها مخبأة للوجه القبيح لازدواجية المعايير والعنصرية السافرة الساكنة في اعماق اوروبا التي طفحنا منها شعارات حقوق الانسان والتي منحتها حق التدخل في سياسات الدول بالتنديد مرة والتدخل العسكري مرات تحت هذه الحجة التي كشفت الحرب الاوروبية الاوروبية كم هي هشة وكاذبة.
لا تزال صورة المراسلة التليفزيونية وهي تركل مهاجرا سوريا على حدود المجر وتعترض طريق آخر كان يحمل طفلا كانا يفران عبر الحدود ماثلة وكنا نظن ان تصرفا كهذا كان فرديا اذ ان عنصرية الافراد قد تختبئ احيانا خلف المبادئ الاساسية حتى داهمنا هذا السلوك من دول وحكومات بذات الصيغة البشعة.
لا شك ان تعامل الاوروبيين في المطارات وعلى الحدود مع غير الاوروبيين والغربيين يختلف جوهريا مع اولئك القادمين من بلدان الشرق الاوسط وآسيا وافريقيا ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح وهو ما كان الارهاب ذريعته لكنه ليس كذلك.
ليس هذا فحسب بل ان السياسة الاعلامية الاوروبية تدعم هذه العنصرية عندما اطلقت الفضاء لصحفيين ومراسلين لتعبير عنصري صارخ وتبدو هذه الصورة واضحة عندما قال أحد مراسلي شبكة «CBS» الأميركية، إنَّ مقارنة غزو أوكرانيا بالحرب في العراق أو أفغانستان غير ممكنة، لأنَّ حرب أوكرانيا «أكثر تحضراً، وشعبها أوروبي».. «أوكرانيا متحضرة نسبياً وأوروبية، وهي دولة لا تتوقع فيها حدوث الحرب أو تأمل ألا يحدث ذلك».
هذه المواقف الاعلامية وجدت مسارا متوازيا معها لساسة كبار. مثل رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف، الذي قال: «اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم. لذلك سنرحب بهم. هؤلاء أوروبيون وأذكياء ومتعلمون، ولا يملكون ماضياً غامضاً، كأن يكونوا إرهابيين».
ستحتاج اوروبا بسبب هذه الحرب لمراجعة جوهرية لازدواجية مفاهيم حقوق الإنسان العالمية بازالة القناع التي يبدو انها تخصها وحدها وهي اكبر من ان تنحصر في مفهوم الانتقائية الى سياسة ومبادئ اصيلة في الثقافة والسلوك.
عنصرية عارية وسافرة كانت على ما يبدو متخفية لكنها ظهرت بوضوح مع او شعلة لعود كبريت اصاب اوروبا التي ما زالت تشعر بالدهشة من حرب اندلعت في عمقها وبالقرب منها وهي التي اعتادت لعقود طويلة على ان تكون الحروب والدمار والدماء والابادة في ديارنا وفي آسيا وافريقيا.
ملاحظة: بقدر ما تضخ بعض القنوات الاخبارية العربية شحنات هائلة من التعاطف مع اللاجئين الاوكران بانحياز يتعين عليها اخلاقيا وقوميا ان تنحاز لابناء جلدتهم لاجئين وغير لاجئين في مواجهة هذه العنصرية البغيضة وتعريتها.