تعرف على أسباب “تعاسة” الأردنيين!

أخبار البلد - احتل الأردن المرتبة الثانية في قائمة الدول الأقل سعادة على مستوى الوطن العربي في تقرير السعادة العالمي لعام 2022، وجاءت المملكة في المرتبة 134 من بين 146 دولة، قبل لبنان صاحب المركز الأخير عربيا.

التقرير هو أحد إصدارات شبكة حلول التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة، وتم نشره في 18 مارس، بمناسبة اليوم العالمي للسعادة، الذي يصادف 20 مارس.

البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت من بين أسعد 50 دولة في العالم. وجاءت البحرين، التي احتلت المرتبة الأولى بين الدول العربية الأكثر سعادة، في المرتبة 21 من بين 146 دولة، تليها الإمارات والسعودية في المرتبة 24 و 25 على التوالي.

حدد الخبراء في التقرير العالمي مستوى السعادة وفقًا لمؤشرات مختلفة: متوسط العمر المتوقع للسكان، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والدعم الاجتماعي، وحرية اتخاذ خيارات الحياة، والكرم، وتصورات الفساد.

أسعد 10 دول في العالم هي فنلندا والدنمارك وأيسلندا وسويسرا وهولندا ولوكسمبورغ والسويد والنرويج و”إسرائيل” ونيوزيلندا. وكانت أفغانستان أقل البلدان سعادة على مستوى العالم.

وقال أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي إن التقرير لم يصدمه لأنه تمثيل واقعي لمكانة المجتمع الأردني.

وأضاف الخزاعي أن "ترتيب الأردن (في تقرير السعادة العالمي) في تراجع مستمر” ، بسبب "العديد من القضايا المهمة التي تواجه المجتمع الأردني” ، مستشهداً بأرقام صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية، والتي تظهر أن 80 بالمائة من الأردنيين يعيشون تحت خط الفقر، وتبلغ نسبة البطالة 23.2٪، ويريد 45٪ من الشباب الهجرة.

وأشار الخزاعي إلى مشاكل أخرى، مثل تراجع العدالة الاجتماعية، وتدهور حاد في حرية التعبير وحرية الصحافة، ونقص الدعم الاجتماعي.

وقال الخزاعي: "هناك ارتياب عام تجاه المؤسسات الحكومية والنظام القانوني ورجال الدين والنقابات العمالية والأحزاب السياسية، وهناك نقص في الدعم الاجتماعي والفرص الاقتصادية”.

ويعتقد الخزاعي أنه على الحكومة أن تضع خطة استراتيجية لمكافحة الفقر والبطالة في البلاد.

بدورها قالت الدكتورة رولا بزادوغ، أخصائية الهندسة البشرية والإنسانيات الرقمية، إن التقرير كان بشكل عام عادلاً ويعكس المشاعر الحقيقية للأردنيين. لكنها أشارت إلى أن المضاعفات التي فرضها جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية والحرب الأوكرانية الروسية كان يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أيضًا.

وأضافت بزادوغ أنه "في الآونة الأخيرة، أصبح العالم بأسره متوترا وقلقا بشأن الوضع السياسي و (إمكانية) قيام حرب عالمية ثالثة، والتي ربما أثرت على البلدان بشكل مختلف”.

وسردت عدة أسباب أخرى وراء تصنيف الأردن المتدني، مثل تصور الأردنيين للحياة السعيدة وقلة الوعي بأهمية الصحة النفسية، وهو "وصمة عار”.

وقالت: "كيف يتفاعل ويشعر الأردنيون تجاه الأشياء”، وحقيقة أن الأردن ليس لديه الكثير من الموارد، و "النظام الاقتصادي العالمي الحالي لا يمكن أن يساعدنا على أن نكون أكثر سعادة”.

لمعالجة العديد من المشاكل، اقترحت بزادوغ "استراتيجيات وطنية مختلفة تمامًا تعتمد على الاقتصاد التشاركي وتحسين الأخلاق الاجتماعية، بالإضافة إلى تطبيق علوم جديدة، مثل الهندسة البشرية، والعلوم الإنسانية الرقمية، ومنهجيات تطوير التعليم للعمل على أهداف التنمية المستدامة”.