عام 2011 عام الثورة والثورة المضادة فهل سيكون عام 2012 عام التصحيح




ودعنا عام المفاجآت 2011 الذي يعتبر من أهم وأبرز الأعوام في العقد الأول من الألفية الثالثة وهو عام الثورة العربية بامتياز كما هو عام الثورة المضادة بكل امتياز .
العام الماضي الذي ودعناه لم يكن عاما عاديا في تاريخ أمتنا العربية سقطت آخر يوم من أيامه في 31 من ديسمبر الماضي ، لقد كان عاما فاصلا في تاريخ ألأمة والعالم أجمع ودليل مكتوب بالدم الطاهر أن إرادة هذه الأمة العظيمة لم تقهر أبدا حيث راهن الاستعمار وأعوانه المحنطين على مقاعدهم من عرب الاعتلال وغيرهم ، أن هذه الأمة لن تقوم لها قائمة بعد أن سلب منها كل مفاصل القوة والمقاومة واستنزفت إرادتها وأصبحت كالدمى يحركها وكلاء الاستعمار من عرب الاعتلال كما هو في الخليج العربي الذي لم يعد عربيا بعد أن أصبح قواعد للامبريالية والصهيونية الأمريكية كما يشاءون ، ولكن ومن حيث لا يحتسب الاستعمار ووكلاءه انتفض الشعب العربي في أكثر الأقطار العربية أمنا وآمانا لما يسمى بلقاءات وزراء الداخلية العرب الناجحة دائما ، وانطلقت الثورة العربية من ذلك المعقل أي من تونس وصولا لمصر أهم الأقطار العربية وأكبرها ، وهنا انتبه الاستعمار وأعوانه في الخليج المحتل وغيره من عرب الاعتلال ولم يكن أمامهم إلا العمل بالقوة الامبريالية الأمريكية ونجحوا في ذلك لأبعد مدى حيث أفرغت الثورة المصرية من مضمونها الوطني والقومي وكما تم احتواء الثورة في البحرين والجزيرة العربية وسلطنة عمان والأردن والمغرب وغيرهم وقامت الامبريالية بنقل الثورة لمعسكر المقاومة والممانعة ورأينا كيف تم إسقاط الدولة في ليبيا وقتل قيادتها الشرعية وعلى رأسهم العقيد معمر ألقذافي بطريقة بربرية سجلها التاريخ بالخزي والعار لأولئك المتشدقين بالديمقراطية والقيم الإنسانية وكما هي العادة كان الفاعل الرئيسي الاستعمار الصهيو أمريكي الأوروبي وخلفه الكومبارس مجموعات من الخونة والمرتزقة سواء في ليبيا الذين جاءوا مع الاحتلال أو من البنادق الجاهزة للإيجار حتى ولو كانت على شكل جيوش ولكنهم عبيدا مأمورين لسيدهم الأمريكي الصهيوني ، وطبق في ليبيا نفس سيناريو العراق وحاولوا ولا يزالوا عمل نفس السيناريو الإجرامي في سوريا العروبة ولكن الشعب السوري البطل كان لهم بالمرصاد وفشلت وستفشل مخططاتهم الإجرامية التي كلفتهم حتى الآن مئات الملايين من الدولارات في سوريا وحدها من غير ليبيا التي كلفتهم مليارات ، دفعها في الجانبين وكلاء الصهيونية العالمية آل سعود في الجزيرة العربية وآل ثاني في محمية قطر ولا ننسى العمل ألمخابراتي التآمري لباقي دول الاعتلال العربي المجاورة لسوريا باستثناء العراق المحتل وهذه من عجائب الصدف .
ورغم كل المآسي والأوجاع التي رأيناها في نهاية العام الماضي ونزيف دماء الأبرياء وهي في عنق الخونة في الخليج المحتل ومن ورائهم ، إلا أن قيمة ما حدث هو بداية الثورة التي أرعبت الخونة والعملاء وأثبتت بالدماء الطاهرة أنه لا عودة للوراء ، والشعب الذي أسقط طاغية كامب ديفيد في مصر الحاكم بأمره منذ 40 عاما قادرا أن يسقط أصحاب الشعارات المزيفة ولا أقصد هنا إلا من يخالف فعله قوله .
اليوم لا عودة لعبادة الأصنام مجددا فقد سقطت لمزبلة التاريخ بسقوط نظام كامب ديفيد وزين العابدين ، وان كان لا يزال الكثير من الأصنام متواجدة خاصة في الخليج العربي المحتل وسيأتي اليوم الذي يسقط هؤلاء الخونة وغيرهم ويحاسب هؤلاء الخونة الذين رهنوا إرادة شعبهم ومصير ألأقطار التي يحكمونها وسرقوا ثروات الأمة لمصلحة الاستعمار مقابل الفتات وبقاءهم محنطين .
وسيكون عام 2012 عام الحركة التصحيحية لمسار الثورة العربية وقد بدأت المقدمات لذلك الإصلاح في أكبر بلد عربي مصر التي هي بيضة القبّان وسيتم إعادة الاعتبار والتقييم الموضوعي لهذه الثورة المباركة وبراءتها من الثورة المضادة كالتي حدثت في ليبيا المحتلة وسوريا المقاومة وهي أحداث صغيرة صنعها الاستعمار الصهيو أمريكي ونجح في ليبيا بعد إعطاءه شرعية من جامعة إيدن الفاقدة للشرعية والتي لا تعمل إلا وفق القرارات المترجمة من رأس الصهيونية أمريكا لدويلات الخليج المحتل من عملائها الذين يمثلون لجانب الأنظمة المعتلة الثورة المضادة ولكن ستسقط المؤامرة في سوريا بوعي شعبنا العربي السوري البطل .
ونأمل أن يكون العام الجديد هو ثورة التصحيح بعد أن كان العام الماضي نجاح الثورة والثورة المضادة وكل عام وأمتنا وشعبنا والعالم بألف خير .
عبد الهادي الراجح
alrajeh66@yahoo.com