الخلايا النائمة
هاهي الخلايا النائمة تصحو في شوارع عمان الحبيبة مرتدية الزي الموحد وعصبة حسن نصر الله وحزب الله في لبنان فقد شاهدت الصور في ساحة المسجد الحسيني وقرأت العنوان فتوقعت أن المحرر قد أخطا في نقل الخبر وانه ينقل مسيرة لحزب الله في لبنان أو حماس في فلسطين فصعقت عندما عرفت أن هذه الطوابير المنظمة هي شبيبة الإخوان المسلمين في الأردن خرجوا لحماية مسيرة طفح الكيل في شوارع الوطن الحبيب.
الطوابير التي شاهدتها كانت منظمة تنظيما كبيرا وكأنها تلقت تدريباتها على يد المارينز الأمريكي في العراق أو أفغانستان ولم يكن ينقصها إلا الكلاشنكوف الروسي وإطلاق مخزن تحذيري من كل عنصر في هذا التنظيم ليقول لنا أننا موجودين وان من يتعرض لنا سيكون مصيره طلقة طائشة تستقر في صدره وان من يتعرض للزوايا والمقار التي تخصنا فمصيره الموت لا محالة فنحن نشكل دولة صغيرة داخل هذه الدولة الكبيرة لنا تنظيمنا ولنا علم ونشيد وطني خاص ومحكمة خاصة وتدريب خاص ومصادر تمويل تعادل ميزانيتكم ولنا قادة شرسون يجيدون الزحف والجهاد وحرب الشوارع وحتى مقاومة الطائرات والدبابات والحكومات.
نعم أحسنتم فقد طفح الكيل وبانت النوايا وانطفأت شعارات الإصلاح التي تنادون بها فبعد هذه القوات الباسلة التي رافقتكم في مسيرتكم والتي لم نراها على أبواب القدس أو في غزة، أصبح إصلاحكم مكشوفا لا يختلف عليه اثنان، إصلاح سبعيني بنكهة ايلولية جديدة تجعل من شاهد هذه الدروع المجنزرة وسلاح المشاة المنظم والاستعراض الإيراني الحمساوي يحس انه يستعرض فيلم صور في السبعينات ولكنه هذه المرة ملون وليس ابيض واسود، ملون بألوانكم التي تدعوا للفضيلة تارة وللإصلاح تارة ولاستعراض القوة والعضلات تارة أخرى مستعينين بمن رافقكم من قلة قليلة من أبناء العشائر الأردنية لتثبتوا للعالم أنكم لستم وحدكم بالساحة وان هناك عشائر أردنية ترافقكم وتقف خلفكم وتحمل الطبل والمزمار لتطبل وتزمر في مسيرتكم.
لكن فلتعلموا أن الحكومات التي (تطبب) على أكتافكم والتي عجزت أن تقود هذا الوطن قيادة صحيحة وعجزت على أن تسير في الإصلاح المنشود والذي رسم طريقه قائد هذا الوطن لن تستطيع حمايتكم إذا طفح الكيل لأن في هذا البلد قبائله التي تمتد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ولم يتبقى لها بعد أن نهبت وسلبت خيرات بلادها إلا هذه الحفنة من التراب لتدافع عنها واعلموا واخبروا من يدفع لكم اجوركم لتثيروا الفتنة أن هذا الوطن به أشاوس قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية درع هذا الوطن وحصنه الحصين وانه لن يتكرر أيلول أخر ولن تنفذ أجنداتكم القذرة إلا على جثثنا، انصرفوا وابحثوا عن وطن آخر لتخربوه أو وطن مغتصب لتحرروه.
هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com