الملك يحذر من تبعات غياب حل الدولتين على اندلاع العنف خاصة في القدس

أخبار البلد - بحث الملك عبدالله الثاني، والملك هارالد الخامس، ملك مملكة النرويج، اليوم الاثنين، العلاقات بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.

وأكد الملك، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الملكي في أوسلو، بحضور الملكة سونيا، وولي عهد مملكة النرويج الأمير هاكون، متانة العلاقات الثنائية، والحرص على البناء عليها، لا سيما بعد الزيارة التي قام بها الملك هارالد الخامس والملكة سونيا إلى الأردن على رأس وفد وزاري رسمي في عام 2020.

كما اجتمع الملك، اليوم الاثنين، برئيس البرلمان النرويجي مسعود قره خاني، في لقاء تناول سبل تعزيز التعاون في المجالات كافة، لا سيما الاقتصادية والتنموية منها.

وأعرب الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه النرويج للبرامج التنموية في الأردن، وللاجئين والمجتمعات المستضيفة.

وأكد الملك حرص الأردن على تعزيز آليات التعاون مع النرويج في التصدي للتحديات العالمية المتعلقة بالتغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي، ومواجهة آثار جائحة "كورونا" الإنسانية والاقتصادية.

وعلى صعيد القضية الفلسطينية، جدد الملك التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، والتهدئة الشاملة، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، مشددا على أهمية مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

بدوره، رحب رئيس البرلمان النرويجي مسعود قره خاني بزيارة الملك، معتبرا أنها فرصة للتواصل وبحث سبل تعزيز التعاون، خصوصا في الفرص التجارية والاستثمارية، لافتا إلى اهتمام الشركات النرويجية الكبرى بالاستثمار في الأردن.

وثمن قره خاني الدور المحوري للأردن بقيادة الملك في المنطقة، وجهود المملكة في استقبال اللاجئين ورعايتهم، مشيرا إلى أن هناك أربع دول أوروبية ستستضيف أربعة ملايين لاجئ بسبب الأزمة في أوكرانيا.

كما جرى بحث أهمية تبادل الزيارات بين البرلمان الأردني والبرلمان النرويجي، إذ أشار رئيس البرلمان النرويجي إلى أنه سيزور المنطقة، بما في ذلك الأردن، خلال الفترة المقبلة.

وحضر الاجتماع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك، الدكتور جعفر حسان، والسفير الأردني لدى النرويج مهيب النمرات.

وخلال الزيارة، التقى الملك، اليوم الاثنين، ممثلين عن مراكز دراسات نرويجية، من معهد أبحاث السلام أوسلو، والمعهد النرويجي للشؤون الدولية.

وتناول اللقاء مجمل التطورات الإقليمية والدولية، ومواقف الأردن تجاه مختلف القضايا والأزمات في المنطقة، إضافة إلى علاقة الشراكة بين المملكة والنرويج.

وفي الحديث عن الوضع في الأراضي الفلسطينية، جدد الملك التأكيد على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى سلام شامل ودائم على أساس حل الدولتين.

وحذر الملك من تبعات استمرار غياب حل الدولتين، على اندلاع العنف مجددا في الأراضي الفلسطينية، بخاصة في القدس.

كما تطرق اللقاء للجهود المبذولة لضمان استمرار تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتمكينها من أداء مهامها، والتي يعتبرها الأردن أساسية، ضمن تكليفها الأممي.

وفي معرض الحديث عن المستجدات بالمنطقة وانعكاساتها على الأردن، أكد الملك ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، مشيرا إلى التحديات المستمرة التي تواجهها المملكة على حدودها الشمالية، من ناحية تهريب المخدرات وغيرها من التحديات الأمنية التي يتعامل معها الجيش العربي الباسل منذ مدة طويلة.

كما لفت الملك إلى مركزية العراق ودوره في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.

وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأزمة اللبنانية وتداعياتها.

وأكد الملك أهمية إيلاء الأولوية للنواحي الإنسانية في الأزمات التي تواجهها المنطقة.

كما تناول اللقاء آثار الأزمة الأوكرانية، وانعكاساتها على ملف الأمن الغذائي العالمي، إضافة إلى الضغوطات الهيكلية الناجمة عن استقبال اللاجئين، وآثارها بعيدة المدى، خاصة الاقتصادية منها، وتفاقمها في ظل الظروف الحالية.

وأشار الملك إلى التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والعلاقات التي تركز على الجوانب الاقتصادية بالتوازي مع التحديات السياسية.

وتطرق اللقاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2250 حول "الشباب والسلم والأمن"، والذي قُدم بمبادرة من الأردن عام 2015، وحظي على دعم النرويج لأهميته في تعزيز مشاركة الشباب الذين يمثلون الأغلبية العظمى في المنطقة، وحمايتهم من التطرف.

من جهتهم، ثمن الحضور الدور المحوري للأردن بقيادة الملك في السعي لإيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة، وجهوده لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار إقليميا وعالميا.