تعرّف على المتلازمة الكلوية عند الأطفال
أخبار البلد-
- تقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الخميس، معلومات مهمة عن المتلازمة الكلوية، التي عادة ما يتم تشخيصها لأول مرة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام.
وتوضح نشرة المعهد، التي جاءت بمناسبة اليوم العالمي للكلى، أعراض هذه المتلازمة، وأسبابها، وطرق وإجراءات تشخيصها، إضافة إلى أنواع الأدوية التي يقررها الطبيب لعلاج مثل هذه الحالة.
المتلازمة الكلوية هي حالة تؤدي إلى تسريب الكلى لكميات كبيرة من البروتين إلى البول مع مزيج من البيلة البروتينية الكلوية (فقدان 3 جرامات أو أكثر يوميًا من البروتين في البول) مع وذمة وانخفاض مستوى الألبومين في الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل، بما في ذلك تورم أنسجة الجسم وفرصة أكبر للإصابة بالعدوى.
على الرغم من أن المتلازمة الكلوية يمكن أن تصيب الأشخاص في أي عمر، إلا أنه عادةً ما يتم تشخيصها لأول مرة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات. كما تصيب هذه المتلازمة الأولاد أكثر من البنات.
تميل المتلازمة إلى أن تكون أكثر شيوعًا في العائلات التي لديها تاريخ من الحساسية أو من أصول آسيوية، على الرغم من عدم وضوح سبب ذلك. يمكن السيطرة على أعراض المتلازمة الكلوية عادةً باستخدام الأدوية الستيرويدية.
يستجيب معظم الأطفال المصابين بالمتلازمة الكلوية جيدًا للستيرويدات ولا يتعرضون لخطر الإصابة بالفشل الكلوي.
لكن عددًا قليلاً من الأطفال ممن ورثوا المتلازمة الكلوية (الخلقية) قد يصابون في النهاية بالفشل الكلوي ويحتاجون إلى زرع الكلى.
الأعراض:
يمر معظم الأطفال المصابين بالمتلازمة الكلوية بأوقات تكون فيها الأعراض تحت السيطرة، تليها أوقات تعود فيها الأعراض (الانتكاس).
في معظم الحالات، تصبح الانتكاسات أقل تكرارًا مع تقدمهم في السن وغالبًا ما تتوقف عند سن المراهقة المتأخرة.
تتضمن بعض الأعراض الرئيسية المرتبطة بالمتلازمة الكلوية ما يلي:
- التورم: حيث أن انخفاض مستوى البروتين في الدم يقلل من تدفق الماء من أنسجة الجسم إلى الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى التورم (الوذمة). عادة ما يُلاحظ التورم أولاً حول العينين، ثم حول أسفل الساقين وبقية الجسم.
- الالتهابات.
- تأثر إنتاج الأجسام المضادة (مجموعة متخصصة من البروتينات في الدم والتي تساعد على مكافحة العدوى)، فعندما يقل إنتاجها يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- تغيرات في البول: في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي المستويات العالية من البروتين التي يتم تمريرها إلى البول إلى جعله رغويًا. قد يمر بعض الأطفال المصابين بالمتلازمة الكلوية أيضًا بكمية أقل من التبول عن المعتاد أثناء الانتكاسات.
- جلطات الدم: حيث يقل انتاج البروتينات التي تساعد على منع تجلط الدم، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بتجلط الدم.
أسباب المتلازمة الكلوية:
يعاني معظم الأطفال المصابين بالمتلازمة الكلوية من "مرض التغير الطفيف (Minimal Change disease)، هذا يعني أن كلاهم تبدو طبيعية أو شبه طبيعية إذا تم فحص عينة من الأنسجة تحت المجهر.
ولكن يمكن ملاحظة التغييرات التي تطرأ على عينة الأنسجة إذا تمت دراستها تحت مجهر إلكتروني قوي للغاية. سبب مرض التغيير البسيط غير معروف. يمكن أن تحدث المتلازمة الكلوية أحيانًا نتيجة لمشكلة في الكلى أو حالة أخرى، مثل:
- تصلب الكبيبات - عندما يحدث تندب داخل الكلية.
- التهاب كبيبات الكلى - التهاب داخل الكلى.
- عدوى - مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد.
- الذئبة الحمامية.
- داء السكري.
- فقر الدم المنجلي.
- في حالات نادرة جدًا، أنواع معينة من السرطان - مثل اللوكيميا أو الورم النقوي المتعدد أو الأورام اللمفاوية.
- تميل هذه المشكلات إلى أن تكون أكثر شيوعًا عند البالغين المصابين بالمتلازمة الكلوية.
تشخيص المتلازمة الكلوية:
يمكن تشخيص المتلازمة الكلوية عادةً بعد إجراء الفحوصات التالية:
1) فحص البول: البيلة البروتينية الكلوية (فقدان 3 جرامات أو أكثر يوميًا من البروتين في البول).
2) فحص الدم: الذي يظهر مستوى منخفض من بروتين يسمى الألبومين.
3) خزعة الكلى: في بعض الحالات، عندما لا يكون هناك فائدة من العلاج الأولي، قد يحتاج الطفل إلى إجراء خزعة، أي أخذ عينة صغيرة جدًا من أنسجة الكلى باستخدام إبرة لدراسة الأنسجة تحت المجهر.
العلاج:
1) البريدنيزولون:
عادة ما يتم إعطاء هذا العلاج للأطفال الذين تم تشخيصهم بالمتلازمة الكلوية لأول مرة على الأقل لمدة 4 أسابيع تليها جرعة أصغر كل يوم لمدة 4 أسابيع أخرى. هذا يوقف تسرب البروتين من كليتي طفلك إلى البول.
عندما يتم وصف بريدنيزولون لفترات قصيرة، لا توجد عادة آثار جانبية خطيرة أو طويلة الأمد، على الرغم من أن بعض الأطفال قد يعانون من:
- زيادة الشهية.
- زيادة الوزن.
- خدود حمراء.
- تغيرات في المزاج.
يستجيب معظم الأطفال جيدًا للعلاج بالبريدنيزولون، حيث يختفي البروتين غالبًا من البول ويقل التورم في غضون أسابيع قليلة.
2) مدرات البول:
يمكن أيضًا إعطاء الأقراص التي تساعد على التبول بكثرة (مدرات البول) للمساعدة في تقليل تراكم السوائل في الأنسجة. وهي تعمل عن طريق زيادة كمية البول المنتجة.
3) المضادات الحيوية كدواء (Penicillin):
حيث يتم وصف المضادات الحيوية أثناء الانتكاسات لتقليل فرص الإصابة بالعدوى.
4) التغييرات الغذائية:
قد يُنصح بتقليل كمية الملح في نظام طفلك الغذائي لمنع المزيد من احتباس الماء والوذمة. هذا يعني تجنب الأطعمة المصنعة وعدم إضافة الملح لما يأكله الطفل .