عام مضى..وعام أتى



في هذه اللحظات ندخل ميلاد عام جديد يحمل الرقم 2012 وعسى لأن يكون عام فرج على الأمة ، بعد عام انصرم بالأمس كان من أثقل الأعوام عبئا ً على كواهل الحكومات الأردنية ، كما هو على باقي الدول العربية .
عام قحط ومحط عام حراكات وقلة بركات قل فيه الماء، وذل فيه الدينار وتغول التجار إرتفعت الأسعار وأصاب الناس سعار، وأصبح العاقل حيران بل أكثر من حيران ،أصبح أبله لا يدري ما العمل فيما بعد يكون بعد كل الذي شاهدنا نتاجه .
من حراكات في دول جوار عربية وفي دول أصبحت بلا سلاطين تحكمها ، والحكم للبلاطجة والزعران الحكومات ضعفت أمام الشعوب التائه ، والقلة الضالة التي تعيق الحراكات المقصودة بتغيير واقع عربي ملموس .
فساده أستشرى ونخرالعظم بعد ما أكل اللحم ، وظلمه باد بعدما كان في مضى قد ساد المفسد وحكم فسائت الإدارة ، وأصبح في حكومات هزيل الوزارة من أزلام غير ذو كفاءة ،بل يمثلون بعض الجهات وهم بغير جدارة .
أفرجت أمريكا على الحرية وأطلقت عنانها ، بعد ذل للشعوب كان مطلوب كتم أنفاسها ، وبسم العدالة المفقودة على وجه الأرض بدئت الحراكات ، وبدعوى الإصلاحات أطلق عنان الحراكات ، فمنها من أستجيب له في بعض المناطق والبلدات.
فشارك فيها من هم أوعى من غيرهم وساروا مع المظاهرات مطالبين العدل والمساواة ، بين المواطنين وقطع دابرا لمفسدين وكف أيادي المتسلطين ، على قوت الشعب من المواطنين الذين عاثوا في الأرض على مدى السنوات الماضيات الأربعين.
غرروا الأجيال على أنهم هم الذين أحرص على الوطن وقد ثبت أنهم هم الكذابين والمختلسين ، وهم أعوان الشياطين ومنهم براء شريعة المسلمين ، وهم سبب مديونية الأردن وسرقوا مئات الملايين.
وإأبعدوا غالبية الشعب عن الوظائف والمواقع الأمنية والحساسة وأستحوذوا عليها بحجة غيرهم غير موالي ، وهم المخلصين وثبت أيضا ً كذبهم وهم من نهبوا الوطن وكانوا له من المدمرين، في إقتصاده وسوء الإدارة في كل المواقع حتى بتعاملهم مع ممنوعي تعاطي السياسة والمسجونيين.
فالحراكات شكرا ً لأمريكا عليها ، التي أعطت الحصانه للمتحركين وأن يكون طلباتهم تلبى ولو بعد حين ، المهم حاجز الخوف بين المواطن وأبن الحكومة تلاشى ، ولم يعد موجود وأصبح في خبر كان هناك خوف بين المواطن وبعض الأجهزة التسلطية.
المبنية على بناء تقارير أخبارية جلها مبنية على الكذب والزور والبهتان من قبل مخبر ، أصلا ً هو منبوذ من أبناء مجتمعه ولكن لدى أصحاب الآذان الصاغية مسموع كلامه ومرغوب سلامه ، ولو أن الأمر مكشوف ولكن على أمل التغييير في المستقبل .
يبقى طويل العمر مع مقصوف العمر شابك حباله ، ولا يوجد على باله أي مسافة تسامح بين المواطنين والمخربين ، الذين يفكرون انفسهم مصلحون وهم سقط القوم والمذمومين بين أقرانهم وابناء مجتمعهم وجيرانهم .
يجب نأخذ العبر من غيرنا من الدول الذين سبقونا بالحراكات ونسير السياسات ونغير الأفكار يا أعداء الحرية والعدل ، وناكري مفهوم العدالة التي وصفت بالأساس (العدل أساس الملك) وبدون عدل يهلك الملك، ويذهب المالك والمملوك ويبقى رب المالك والمملوك.
وهو ملك الملوك جل في علاه الذي أكرم البشر وأنزل على الأرض المطر ، وجعل فصل الربيع أخضر وليس كربيع العرب ولونه الأحمر كما نشاهد من حولنا.
لقد مضى عام أقشر أغبر أشعث بعض أوقاته ، حيث انتشرت الحراكات بين القرى والمدن وبعض المحافظات ، فمنها مطلوب ومنها الذي تعرض لبلطجة وهو المغلوب ، ومنهم من هو غير مرغوب والذي لا يشارك لدى الحكومة مذموم وغير محبوب.
ومن محطات العام السوداء التي لا تمحى من ذاكرة المواطنين أحداث الداخلية و أعمال البلطجية فيها وسلحوب والمفرق وحرائقه
ومساندة الدولة من بعض الجهلة من المواطنين، الذين شمخت نفوسهم وكثرت فلوسهم واندثرت طقوسهم.
فهم مثل الذي بلع المنجل لا يستطيع إخراجه ولا يقدر بلعه، فهذه الفئة أعانها الله على ما هي عليه من إبتلاء ووباء ، وبالتالي يربح الوطن وتخسر هي لأنها لا صيفة صيفت ، ولا ناله بياض الوجه وستر عرضها للأحداث .
ومن المحطات التي أثرت على الوطن وسمعته أحداث منارات العلم ومستودع علومه وعلمائه ، وهي الجامعات التي كان لها النصيب الأكبر من سلبية العشائرية ، التي لا نود ان تكون مقار الجامعات هي من يغذيها وينميها ، فالمطلوب حيادية الجامعات بدون أدنى
شك في ذلك الأمر.
ومن المحطات الأكثر آلاما ً للحكومة ومن معوقات التقدم وهي الإعتصامات على أتفه الأسباب ، خاصة حينما تكون الفئة المحتجة من المحسوبين ومقربين على النظام مباشرة ، والأكثر تأثيرا ًالحراكات العشائرية التي تطالب بالواجهات العشائرية ، التي أختلقت في وقت نحن بأمس الحاجة للحظة هدوء وسكينة .
بين المواطنيين لا للساعات فتنة وتسكير خطوط وقطع طرق لا يجوز إغلاقها بالمطالبة بواجهات عشائرية ، زور وبهتان مطلبها لأن كل الأردنيين بحاجة ، وحقهم بالمطالبة بواجهات عشائرية لتحقيق العدالة بين الجميع ويسود الأمن على الجميع
ويسعد الجميع في أردن الهوا شم.
ومن محطات العام المنصرم بعض المحطات التي لا نعرف حلوها من مرارتها ، وهي اندثار بعض أباطرة العهر العربي والقهر الشعوبي والدمار العروبي .
الذي أوصل الأمه لأحط مرحلة في تاريخها ولا تحسد عليه ، وقد قضى من قضى نحبه قتلا ً بلا رحمة كما كان مع شعبه يحكم بلا رحمه .
ومنهم من هرب بدون وعي وخلسة ً ومنهم من تنحي في وسط ذهول وهذيان وممكن كان يتعاطي الحشيش حينها ، وراحت السكرة وجاءت الفكرة ، ومنهم من حرق منه اليديين ومازال يكابر وهو هائم على وجهه لا أحد يعرف مصيره .
ومنهم من فتح سيول الدماء على مصارعها وقطع الرؤوس وكسر الجماجم ، وهتك الأعراض وهشم العظام ودمر المساجد وما زال لغير الله ساجد وما دام في غيه صاعد ولم يتراجع عن قرار أتخذه بعض مقربيه ونفر من مسؤوليه.
ولكن النهاية يعلم بها الله وعبيده البعيدين عن الله وهم نفر العصاة الذين تسلموا الأمور وزمامها وأقادوا النيران، الدماء سالت في حمامها ومن الذي يوقفها ، سوى بنوا صهيون ومن خططوا لها وسيكون وطن عن فلسطين بديل.
بعد أن يخمد حراكها ويطيب بيدرها ويفوز من فاز وسينال بعض من شذوا عقابها ، والكل سيدفع في الثمن من عقالها وجهالها ، ولا يستفيد سوى من كان في ميادينها عارف ما يدور في كواليسها.
ومن محطات عام انصرم بياضها زيارات متكررة من قائد ملهم وملك في مدارس الهاشميين تعلم ، فكانت الزيارات المفاجئة تعطي أكلها حيث زار البوادي والقرى والمدن والمحافظات والمخيمات والمرافق .
والأبرز في الزيارات كانت محطة رام الله الأشهر في الزيارات والأكثر تأثرا ً لدى كل مواطن حر شريف ، فهي زيارة تركت الأثر الذي لا تمحى بصماته ولا تمسح آثاره فلها وقعها على النفس العربية ، ولها تأثيرها في الأمة الإسلامية وأتباعها من شعوب ومواطنين بالله مؤمنين .
عام مضى وعام أتى فيا حبذا أن يكون عامنا الجديد كما هو عامنا الذي مضى ، لأننا لم نعهد بأن اليوم الذي قضى أن يأتي أفضل منه لا بل أسوء منه بكثير وهكذا لقنتنا الحياة الدروس والعبر لمن أعتبر ومن لا يعتبر، فنحن من الذين ننسى اليوم الذي مضى ولا نؤمن بنار تنتظرنا لظى... لأننا لم نعرف ما الي جري