واشنطن : صفقة الاسلحة للسعودية رسالة قوية لمنطقة الخليج

 اكدت الولايات المتحدة ان توقيع صفقة الاسلحة التي تبلغ قيمتها ثلاثين مليار دولار لتزويد السعودية ب84 مقاتلة جديدة, تشكل خطوة توجه "رسالة قوية الى منطقة الخليج.
وياتي الاعلان عن هذه الصفقة بينما يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وايران التي هددت باغلاق مضيق هرمز في وجه ناقلات النفط في حال فرض عقوبات جديدة عليها بسبب برنامجها النووي.
وقال مسؤولون اميركيون ان العقد الذي تبلغ قيمتها 29,4 مليار دولار ووقع السبت في الرياض, يقضي ببيع السعودية 84 طائرة من صنع بوينغ من طراز "اف-15 اس ايه" وتحديث سبعين طائرة اخرى موجودة لديها.
كما ينص على عقود تشمل تسليم ذخائر وقطع غيار وتدريبات وصيانة, كما اضاف المسؤولون.
من جهتها, اكدت السعودية انها قررت شراء 84 طائرة مقاتلة من طراز "اف-15" لتوفير "افضل القدرات الدفاعية" لقواتها المسلحة من اجل "حماية شعبها واراضيها".
وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية ان العقد يهدف الى "ضمان حصول المملكة على اعلى مستوى ممكن من القدرات الدفاعية لحماية شعبها واراضيها".
واضاف ان هذا العقد جاء "حرصا" من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على "توفير افضل القدرات الدفاعية للقوات المسلحة السعودية بكافة قطاعاتها".
وقال اندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية العسكرية ان هذه الصفقة "ستحسن قدرات الردع والدفاع لدى السعودية ضد اخطار خارجية تهدد سيادتها".
والعقد الذي اعلن عنه رسميا الخميس في هاواي حيث يمضي الرئيس الاميركي باراك اوباما عطلة نهاية العام, كشف اولا في تشرين الاول/اكتوبر 2010 في اطار صفقة لبيع السعودية اسلحة بقيمة ستين مليار دولار.
وفي هونولولو, قال جوش ارنست مساعد المتحدث باسم اوباما ان "هذا الاتفاق يعزز العلاقات المتينة والقديمة بين الولايات المتحدة والسعودية ويظهر التزام الولايات المتحدة (بتأمين) قدرات دفاعية سعودية قوية", معتبرا انها "عنصر مهم في الامن الاقليمي".
واضاف ان العقد سيساهم في احداث اكثر من خمسين الف وظيفة اميركية بينما تشهد الولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في معدل البطالة, وسيؤمن 5,3 مليارات دولار من العائدات السنوية للاقتصاد الاميركي.
وقال مسؤولون في الدفاع ان العقد سيمتد بين 15 وعشرين عاما ويشمل مروحيات هجومية من طراز بلاك هوك واباتشي.
وتوعدت طهران في الايام الاخيرة باغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره ما بين ثلث و40 بالمئة من حركة النقل البحري للنفط العالمي في حال فرض عقوبات جديدة عليها على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.
وتدرس الولايات المتحدة والدول الاوروبية فرض عقوبات جديدة على قطاعي ايران النفطي والمالي بسبب برنامجها النووي المثير للجدل, غير ان الدول الاوروبية منقسمة بشأن مسألة فرض حظر على الصادرات النفطية الايرانية.
وقد رأت واشنطن ان تهديد ايران باغلاق مضيق هرمز "غير عقلاني".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ردا على اسئلة الصحافيين ان تهديدات طهران "تشير الى ان العقوبات الدولية بدات تأتي مفعولها وتشديد الضغط وعلى الاخص على قطاعهم النفطي بات يدفعهم الى تبني مواقف هجومية".
من جهته, اكد شابيرو ان العقد مع السعودية مرتبط الى حد ما بالتهديد الايراني.
وقال ان السعوديين يواجهون "قضايا حدودية وتهديدات في الخليج واحدى الدول التي يواجهونها في المنطقة هي ايران".
الا انه اكد ان هذا العقد "ليس موجها الى ايران وحدها بل ابرم من اجل تلبية الاحتياجات الدفاعية لشركائنا السعوديين", مشددا في الوقت نفسه على ان الصفقة لن تؤثر على الوضع النوعي العسكري لاسرائيل.
من جهته, قال المسؤول العسكري الكبير في وزارة الدفاع الاميركية جيمس ميلر ان طائرات "اف-15" الجديدة ستكون "الاقدر في سلاح الجو السعودي".
واوضح ان "طائرات (الاف-15 اس ايه) ستزود بآخر جيل من القدرات المعلوماتية وتقنيات الرادار واللواقط تحت الحمراء وانظمة حربية الكترونية".
وتابع ان هذه الطائرات "ستكون قادرة على ضرب اهداف في الليل والنهار وفي كل الاحوال الجوية بذخائر متنوعة موجهة بدقة".
واكد ميلر ان انظمة الاتصالات في المقاتلات الجديدة ستسمح للطيارين السعوديين والاميركيين بالعمل "بفاعلية" معا في الجو.
وستسلم اولى هذه الطائرات الى السعودية مطلع 2015 بينما سيبدأ تحديث الطائرات الموجودة حاليا في 2014.
لكن تسديد اولى الدفعات المترتبة على الصفقة يفترض ان يتم في الاسابيع او الاشهر المقبلة.
وكانت هذه الصفقة احيلت على الكونغرس الاميركي في نهاية 2010 فلم يبد اعتراضها عليها.
وقد اشادت شركة بوينغ المصنعة لطائرات اف 15 بهذا الاعلان.
وقال المدير العام للشركة جيم ماك نيرني في بيان "بالنسبة لبوينغ, هذا الاتفاق يمثل استمرارا للتعاون القديم بين المجموعة والمملكة (العربية السعودية) الممتد منذ العام 1945".
واضاف "نقدر جهود ادارة اوباما والثقة التي اظهرتها حكومة الملك عبد الله من خلال انجاز هذا الاتفاق الذي سيوجد عشرات الاف الوظائف الاميركية وسيساعد المملكة على تعزيز قدراتها الدفاعية وتنويع طاقمها البشري".
واوضح متحدث باسم بوينغ ان ما بين 18 و20 مليار دولار هي عائدات الشركة من اصل ال29,4 مليار دولار التي تشكل قيمة العقد, اما الباقي فسيعود الى شركاء صناعيين وحتى الى الادارة الاميركية التي ستتولى مهام التدريب.
وتابع ماك نيرني ان "بوينغ تعتبر السعودية سوقا ذات امكانيات هائلة ولديها اولوية للاستثمار في قطاع الطيران السعودي مع العمل في الوقت عينه على تعزيز البرامج والمؤسسات التي تتولى التدريب التقني والمهني على الارض".
وارتفع سعر سهم شركة بوينغ 1,15% مسجلا   74,10دولارا قبل ربع ساعة من اغلاق بورصة نيويورك.