انطلاق "حوار الأجيال" في الكرك.. الشباب مفتاح المستقبل

أخبار البلد ــ في عصر تموج في فضائه الأفكار والمعلومات والانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى، بما لم يسبق له مثيل، تتجدد الضرورة بمحاورة الشباب وتبادل الخبرات بين الأجيال السابقة واللاحقة، وسبر أغوار رؤيتهم وأفكارهم، ومعرفة ما يدور في عقولهم من رؤى حول الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة أمامهم ليعبروا عن ذاتهم في كافة القضايا التي تمس مستقبلهم.

من تلك الضرورة الملحة، تتأتى أيضاً أهمية تفعيل دور الجمعيات والمبادرات الشبابية بتحفيز ومشاركة الشباب في كل الموضوعات الفكرية والثقافية والوطنية والسياسية، وإثارة الفضول لدى الجيل الجديد بالتعرف على لغتهم وثقافتهم العربية.

وللتقارب بين الأجيال، ولضمان الحفاظ على الإرث، والمضي نحو الإبداع والتجديد، وفتح باب المناقشة والمكاشفة، عملت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) على إطلاق سلسلة "حوار الأجيال" في المحافظات، وكانت الانطلاقة الأولى من محافظة الكرك، ضمن سلسلة حوارات ستجوب المملكة لاحقاً.

اللقاء الأول، والذي عقده ملتقى النهضة العربي الثقافي وشبكة شباب النهضة في منظمة النهضة العربية (أرض)، جاء بالتعاون مع جمعية السلم والتضامن الثقافية ومديرية ثقافة الكرك، وتضمن عرض فيلمي "الأرض تورث كاللغة" و"ونويت الهجرة"، وهما من نتاج اللجنة الثقافية لشبكة شباب النهضة، ونفذهما الفنان زهير النوباني للتعريف بقضايا اللغة العربية والهجرة، وفتح باب الحوار مع الشباب في المحافظة.

رسائل كثيرة ومتعددة، أكدها اللقاء الذي حضره مجموعة من الشباب والمبادرات الشبابية مثل مبادرة بـ "الخير نحيا"، وأولى تلك الرسائل، تمثلت بضرورة اعتزاز الشباب بلغتهم وهويتهم العربية، التي هي أساس التجديد والتحرر من الانغلاق والجمود ومن الأزمات المزمنة التي تفتك بالعالم العربي، ومن ناحية أخرى، قضية هجرة الناس من بلدانهم بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

من جهته؛ أكد رئيس ملتقى النهضة العربي الثقافي في منظمة النهضة العربية، باسل الطراونة، أن المنظمة تعمل على التوعية في المجالين الثقافي والوطني وتمكين المجتمعات، لذا؛ قررت إطلاق سلسلة حوارات مع الأجيال في المحافظات، لما لقضية اللغة العربية وهجرة الشباب من أهمية بالغة في حياتنا.

وبشأن فكرة الفيلمان؛ أكد النوباني أن الناس تتداول هذه الأفكار في الإطار الاجتماعي العام، ففكرة الهجرة باتت مسيطرة على الشباب، وكذلك النظرة السلبية تجاه اللغة العربية وعدم تعلمها واتقانها، مؤكداً أن هناك حالة ضياع بين الشباب.

واعتبر النوباني أن ما بين التغيير والأمل بتحسين الأوضاع، نحتاج إلى صبر وإرادة وحسن إدارة للثروات في المملكة، متسائلاً في هذا السياق: لمصلحة من يتم تغييب دور الشباب في الحياة العامة؟

الشاب صدام العويسات، أكد على ضرورة أن تستثمر الحكومة بطاقات الشباب، وتشجع مشاركتهم في العملية السياسية وصناعة القرار، حتى لا يفكروا بقضية الهجرة التي باتت اليوم حديث الساعة.

كما أعتبر أن اللغة العربية ستكون أقوى من خلال الاهتمام بجودة التعليم، والتعرف على جماليتها من خلال القراءة والاستماع للمحاضرات وحضور اللقاءات والمنتديات الفكرية والثقافية والأدبية.

بينما تذهب الشابة فداء النوايشة، إلى أن اللغة العربية أساس نهضة الأمم، لكنها تعتقد أن تعلم اللغات الأجنبية الأخرى يساعد الشباب على إيجاد فرص العمل والاندماج في الثقافات والتعرف على أبناء الجيل الواحد من مختلف الدول.

وكانت مديرة ثقافة الكرك، عروبة الشمايلة، رحبت بهذا التعاون مع المنظمة وجمعية السلم والتضامن، من أجل تنفيذ البرامج الثقافية والفنية المختلفة، خدمة للعمل الثقافي بالمحافظة.

الحوار أصبح الوسيلة الفضلى لعلاج القضايا والموضوعات الهامة ولكل المشكلات العالقة والخافتة في عصرنا الراهن، وهو المنهج الصحيح لمعرفة ما يدور في أذهان وعقليات هذه الأجيال وتطلعاتهم تجاه المستقبل، وعليه؛ فإن مسؤولية الجهات الحكومية والمدنية والتعليمية تجاه الشباب كبيرة اليوم وتقتضي المراجعة والتغيير.