السنة الماضية من يغادر من..؟؟؟ ... بقلم د حسين محادين - جامعة مؤتة
بعد يومين سنة 2011ستغادرنا أو نغادرها نحن لا فرق ؛ لكنها ستبقى السنة الأم الولودة بالمعاني في رزنامة التاريخ العربي المعاصر ،فقد اختلفت هذه السنة جذريا عن سابقاتها منذ عقود كما توكد الشواهد التاريخية . لقد أعادت هذه السنة الاعتبار والتأثير ابتداء لكل من معاني الجهاد الأكبر مع النفس والى الروح الجمعية واللغة والأشعار والجماهير العربية وأفعالها الحياتية فقد زهرت على أشجار شهدائها ورذاذ دمائهم الملونة ثمارا حارة مطلعها أن الشهادة في مسيرتنا العربية الإسلامية هي الأصدق إنباء عن الفعل التحرري من الظلم على طريق التقويم الإصلاحي مثلما هي الفعل ألتطهيري والنهضوي في مسيرة أمتنا من الجوع إلى الماء على الدوام.
· في هذه السنة فقط اعيد إحياء الشعر العربي باعتباره كهرباء العرب فقد توهج مجددا شعر أبو قاسم ألشابي العربي من تونس بعد أن اعتقد البعض باندثاره أو كاد.."إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.." أو العودة الموروث ألشفاهي والغنائي الحماسي كما نسم من وجدان اهلنا في مصر وسوريا واليمن كل ضمن خصوصيته .
· في هذه السنة عمت لغة الأخذ بالأسباب وضرورة الاتعاظ والمفاوضة والمحاكاة مع ما قررته وصنعته الجماهير المعتصمة والثائرة في ساحات الحرية والتحرير العربية التي كادت أن تفقد دلالاتها الوجدانية لدى المواطنين لكثرة ما زيفها وتاجر بها الحكام والمسئولين ولكنهم هذه المرة نوعان جديدان من التصنيف بين الحكام والمسئولين العرب أنفسهم سواء الذين غادروا أو من ينظر منهم من قِبل الجماهير الثائرة وبدرجات التي لطالما غيبوها وزورا صناديق اقتراعاتهم الصورية منذ عقود أيضا.
· هذه السنة على وشك العبورالى شقيقة أخرى هي 2012 لتجسد بحق معنى رفض التوريث السياسي والمالي القائم على سلب ثروات الشعوب ومواردها إلى حد وصلت فيه ثروة بعضهم بالمليارات الكبيرة رغم أن حكمه الفردي وأفراد عائلته لم تتجاوز ثلاثة عقود بالمتوسط.
· السنة الجديدة مرشحة للاستمرار على هيئة بوابة احتمالات وبأن تتسع القاعدة الأم أيضا أن الجماهير عائدة إلى مسرح حضورها في الاختيارات الديمقراطية الحرة نسبيا و كذا في المتابعة والتشريع الذي يعبر عن توقها الغائب للان في محاسبة الفاسدين وتحقيق العدالة وإعادة الحرمة للمال العام وسيادة دولة القانون والتعددية بعد أن فقدت ثقتها كجماهير في مجالس النواب أو الشعب الصورية التي عينتها الحكومات السابقة في الأقطار العربية وساهم جل الناخبين البسطاء في التصويت لها إما بالاكراة أو التزوير عبر استفتاءات صورية أيضا لحكام سقطوا أو هزموا في السنة الأم 2011تحديدا .
· أخيرا من سيغادر مع 2011 أهي الممارسات الموذية الي سبقت السنة الموشكة على مغادرة بعقود سواء أكانت أوجاعنا ومديونياتنا ونسب بِطالاتنا المهولة بعد أن خصصوا وجداننا التكافلي المفترض إنسانيا بين دولة المواطنين مع أمانيهم وحقهم في الحياة الكريمة إضافة لاعتدائهم على حقنا كمواطنين في العمل والتفكير الحر كبشر وفي الذروة منها إصرارهم على تجميد لغتنا كمنظومة ثقافية عند حدود التمجيد بالقادة الملهمون أو الواحديون..ام سننطلق صوب الغد الحداثي الديمقراطي بالمعنى العربي المسلم بحق وهو يحاكي وجداننا الطوعي متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟؟