القيصر يصفع النعسان ..؟؟!!

اخبار البلد -
 

لا ندري كيف ستتطور ازمة اوكرانيا.. ونحن نكتب هذا المقال ودفعه للنشر يوم الخميس 24 الجاري، ولكننا في هذا الصدد نشير الى حقيقتين تؤكدهما سيرورة الازمة وهما:
الاولى: ان هذه الازمة التي شغلت كل العالم لن تؤدي اى حرب ، كما يتوقع كثيرون وخاصة المحللين والمختصين المتابعين لهذا الشأن،ومن المرجح ان يلجأ الفريقان الى حوار.. يؤدي الى سحب فتيل الانفجار،و حل سياسي ، بعد ما تاكد الجميع بان الحرب ستدمر الجميع، ولن ينتصر أحد..
الثانية: ان المنتصر في هذه الازمة حتى الان -كما يجمع المتابعون- هو الرئيس الروسي «بوتين»، فلقد تمكن من معالجة الازمة بكل حكمة واقتدار وحصافة ، ولم يستطع الغرب وخاصة واشنطن،ان توقع به .. وتجره الى الفخ-كما جرت صدام حسن- حينما احتل الكويت .. فقامت بتدمير العراق وتدمير الامة كلها .
معالجة الرئيس الروسي للازمة اثبتت انه قائد فذ ، ورئيس دولة من طراز رفيع .. يرفض التنازل .. في الوقت الذي يمسك فيه بكل خيوط اللعبة .. يتقن المناورة..كما يتقن ممارسة سياسة حافة الهاوية، دون ان يرتجف قلبه ،او ترتعد فرائصه،..
ازمة اوكرانيا اكدت ان الاستراتيجية الاميركية لم تتغير ..ولن تتغير ، وهي تقوم على الانفراد بالعالم ، وتوظيف القوة للسيطرة عليه رافضة من حيث المبدأ تعدد الاقطاب .. وهذا هو سر حقدها على روسيا والصين الدولتين اللتين اخذتا تنافسان اميركا .. وتكاد الصين ان تتفوق عليها اقتصاديا في حين ان روسيا تزاحمها في انتاج وبيع السلاح المتطور جدا ..
سبب المشكلة هو ان واشنطن ترفض التقيد باتفاقية «منسك»، وهي الاتفاقية التي وقعها غورباتشوف وريغان وتنص على عدم ضم اوكرانيا وبيلاروسيا ومالدوفيا الى حلف الناتو،فضم هذه الدول المحاذية تماما لروسيا يعني تطويقها والدخول الى صدر البيت والسيطرة على المفاصل الاستراتجية لشل حركتها.
المستشار الالماني كان الاوضح عندما دعا الرئيس الاميركي الى الالتزام باتفاقية «منسك»، وعدم ضم اوكرانيا الى حلف « الناتو» وايده لرئيس الفرنسي .. وكلاهما يرفضان زج اوروبا في حرب لا احد يعرف متى تنتهي .. لكنهم جميعا يعرفون انها ستدمر اوروبا، وربما العالم اذا خرجت من تحت السيطرة.
بايدن الرئيس النعسان كما يطلق عليه خصمه « ترامب» وجد في ازمة اوكرانيا فرصة لتلميع نفسه بعد ان فشل في العديد من القضايا في الشان الداخلي الاميركي .. وهو حتما سيفشل لانه امام خصم عنيد .. مثقف.. مجرب .. يرفض ان يهزم، ويصر على اعادة الهيبة والاعتبار لروسيا..
وقبل ان نختم نلفت الانتباه الى ان العدو الصهيوني عمل من وراء الستار لتأجيج الازمة، بهدف تهجير «200» الف يهودي مقيمين في اوكرانيا،
باختصار:
ازمة اوكرانيا اكدت ان واشنطن مستعدة لتدمير اوروبا والعالم من اجل مصالحها .. وانها لا تزال تعتبر روسيا عدوها الاول.. رغم زوال الخطر الشيوعي.