لماذا تدعم الشركات والأندية الكروية المثلية ومجتمع الميم؟

أخبار البلد - ربما أنت مصدوم لأن الشركات والعلامات التجارية المختلفة مثل آبل ونادي برشلونة وجوجل وفيس بوك ونايكي ونادي ليفربول وأرسنال ونتفليكس وعلامات تجارية صينية وكورية ويابانية كلها تدعم المثلية ومجتمع الميم.

وربما سمعت بنظرية المؤامرة التي تقول، بأن هذه جهود من الشركات والإعلام من أجل نشر المثلية والتشجيع عليها، لكن من يعرف جيدا كيف تفكر الشركات لن يصدق تلك النظريات التي تحاول تفسير الظواهر سطحيا.

ما الذي تريده الشركات والأندية الكروية؟
كي نفهم القضية ببساطة، يجب أن نعود لإعادة التعرف على السبب الأساسي لهذه المؤسسات والشركات، وهو سبب بسيط يشجع عليه المستثمرين، زيادة عدد العملاء أو الشعبية وبالتالي زيادة المبيعات وهامش الربح والأرباح.

لن يشتري أحد سهم شركة آبل، إذا لم يكن لديها قدرة على بيع منتجاتها وتحقيق مبيعات وشعبية كبيرة ضمن الفئات التي تستهدفها، بدون تحقق ذلك لن ينمو السهم ولن يحقق المستثمرين والمشاركين أرباحا.


 
بناء على ذلك يجب على الشركة أن تفعل أي شيء مباح من الناحية القانونية لزيادة المبيعات والأرباح وتتبع أساليب تسويق مباشرة وغير مباشرة، تقليدية وغير تقليدية.

أندية كرة القدم التجارية هي الأخرى تبحث عن زيادة العائدات والأرباح، ما يفيد المستثمرين ويشجع المزيد من المعلنين على دفع أموال طائلة في مباريات تلك الفرق.

تجارة دعم الأقليات والفئات ومشاركة الناس أحزانهم وأفراحهم
من الأكيد أنك لاحظت أن مختلف العلامات التجارية في بلدك تحتفل بشهر رمضان طيلة الموسم، وتتمنى في اعلاناتها ورسائلها في البريد شهرا مباركا لعملائها.

كذلك الأمر في بقية المناسبات بما فيها الأعياد الوطنية والدينية، وتشارك أيضا في المناسبات الإقليمية والدولية، وتقوم بمبادرات اجتماعية مثل دعم بناء المدارس أو تمويل برامج وأكاديميات لصناعة المواهب، وكذلك في الأحزان تبحث هذه الشركات عن مكاسب من خلال استغلال التريند والقضايا التي تهم الرأي العام من خلال خطوات تساهم فيها بحل المشكلة.

في كل مرة تخاب الشركات والعلامات التجارية فئة من الفئات التي تستهدفها وتكسب من خلال ذلك المزيد من العملاء الأكثر ولاء لها.


 
بينما قد تكلف هذه المبادرات تلك الشركات أموالا طائلة، إلا أنها تعوض ذلك من خلال المبيعات على المدى المتوسط والطويل.

والأندية الكروية التجارية في أوروبا مثل برشلونة وبايرن ميونيخ كلها تبحث عن زيادة شعبيتها، وواحدة من أفضل الطرق هي المشاركة في الأيام المهمة لفئات من الفئات المتابعة لكرة القدم.

المثلية ومجتمع الميم ينفق أموالا طائلة على الترفيه
أظهرت مجموعة متزايدة من الأبحاث في السنوات الأخيرة أن الشركات التي تروج للتنوع الجنساني والعرقي تميل إلى الأداء المالي بشكل أفضل، لكن التحليل الجديد خارج فنلندا يقدم الآن دليلاً على أن الشيء نفسه ينطبق على الشركات التي تدافع عن سياسات صديقة للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية.

قام أكاديميون في جامعتين في دولة الشمال بتقييم الأداء المالي لـ 657 شركة أمريكية مطروحة للتداول العام بين عامي 2003 و 2016، ووجدوا أن الشركات التي لديها سياسات صديقة للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية تميل إلى التمتع بربحية أعلى وتقييمات أعلى لسوق الأوراق المالية.

لأغراض الاستطلاع، تم تحديد صداقة المثليين على أساس مؤشر المساواة في الشركات الذي أنشأته حملة حقوق الإنسان، وقد نشرت أكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمثليين في مجلس حقوق الإنسان بالولايات المتحدة مؤشر الشركات الأمريكية الكبيرة سنويًا منذ عام 2002.

في السنوات الأخيرة، تعهدت بعض أشهر وأكبر الشركات في الولايات المتحدة، بما في ذلك آبل و كوكاكولا و Goldman Sachs و جوجل و Hewlett-Packard و Walt Disney، بتقديم دعمها للأقليات الجنسية، مما جعلها تحصل على أعلى التقييمات في مؤشر مساواة الشركات HRC.

في مايو من العام الماضي، نشرت شركة الاستشارات العالمية McKinsey & Co تقريرًا شاملًا يستند إلى تحليل وجد أنه في عام 2019، كانت الشركات في الربع الأعلى للتنوع بين الجنسين في الفرق التنفيذية أكثر عرضة بنسبة 25 في المائة لتحقيق ربحية أعلى من المتوسط ​​من الشركات النظيرة في الربع الرابع، ارتفع هذا الرقم من 21 في المائة في عام 2017 و 15 في المائة في عام 2014.

فيما يتعلق بالتنوع العرقي والثقافي، كانت استنتاجات McKinsey & Co مقنعة بنفس القدر، ووجدت الاستشارات أن الشركات في الربع الأعلى تفوقت على الشركات في الربع الرابع بنسبة 36 في المائة من حيث الربحية في عام 2019، بارتفاع هامشي من 33 في المائة في عام 2017 و 35 في المائة في عام 2014.


 
أحد التفسيرات لكل من هذه النتائج والعلاقة التي حددها الباحثون الفنلنديون من كلية إدارة الأعمال بجامعة آلتو وجامعة فاسا، هو أن الاحتفاظ بالموظفين ورضاهم يميلان إلى أن يكونا أعلى في الأعمال التجارية التي يتم فيها تعزيز التنوع بشكل صريح، بغض النظر عما إذا كان ذلك يتعلق بالجنس أو العرق أو النشاط الجنسي أو أي خاصية تعريفية أخرى.

إقرأ أيضا: