النصب والاحتيال عبر منصات التواصل الاجتماعي

اخبار البلد -
 

تحذيرات عديدة وشديدة أصدرتها جمعيات حماية المستهلك، وجمعيات اجتماعية واقتصادية، في كل من أوروبا وأميركا حول توسع عمليات النصب والاحتيال عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تنوعت طرق الإيقاع بمستخدمي وسائل التواصل من قبل أشخاص يمتهنون الوصول لحسابات ومعلومات المستخدمين المالية والشخصية والبنكية.

في أميركا أظهرت التقارير توسع عمليات النصب المالية خلال العام 2021 إلى أرقام غير مسبوقة؛ حيث بينت تقارير حماية المستهلك أن أكثر من 95 ألف شخص داخل أميركا خسروا حوالي 770 مليون دولار نتيجة عمليات نصب واحتيال عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ وهذه الأرقام أظهرت أن هذه العمليات تضاعفت بواقع 18 ضعفاً عما كانت عليه في عام 2017، فيما شكلت 25% من حجم عمليات النصب المالية بشكل عام! التوسع في عمليات النصب والاحتيال عالمياً، صاحبه تنوع في غايات الأشخاص الذين يقعون ضحية لتلك العمليات، حيث كانت عمليات النصب الناجحة التي تمت عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ هي التي لها علاقة بالرغبة بالاستثمار بحجم وصل إلى ٣٧٪ من مجموع عمليات النصب، فيما شكلت عمليات النصب المتعلقة بالحب ما نسبته ٢٤٪، أما عمليات النصب المتعلقة بالتسوق الالكتروني فقد وصلت إلى ١٤٪.

وقد تبين أن غالبية عمليات النصب تمت عبر الفيسبوك والإنستغرام، وكانت الملاحظة الغريبة المشتركة بين التقارير التي تحذر من عمليات النصب الالكتروني، أن غالبية الأشخاص الذين تعرضوا للنصب تتراوح أعمارهم ما بين 18 – 39 عاماً، أي أنهم ليسوا من كبار السن مثلاً، الذين قد تنقصهم الخبرة في التكنولوجيا ودهاليزها بشكل عام.

طرق النصب والاحتيال أصبحت تتغير وتتنوع بين فترة وأخرى، وقد أصبحت العملات الرقمية الوهمية، والألعاب الالكترونية، والتجارة الالكترونية (غير المنظمة)، وعروض المشاركة والمساهمة والاستثمار في مشاريع تدر أرباحاً شهرية خيالية، وعروض شراء الأسهم في شركات وهمية تحت مسميات كاذبة، من أكثر وسائل النصب والاحتيال على المستخدمين والمتفاعلين على منصات التواصل، وبدأت الدول تتشدد في وضع قوانين وتشريعات للراغبين في إطلاق مثل هذه الأعمال بشكل عام، ومع ذلك فإن هناك طرقاً وأساليب جديدة كل يوم يستخدمها (الهكرز)، وأصحاب الخبرات المالية البنكية، والعالمون في الاستثمارات الوهمية.

قد تكون الأوضاع الاقتصادية السيئة، وتعلق البعض بحب المال، ورغبة البعض في الاستثمار والمغامرة، وقلة الخبرة والمعرفة، والفراغ الذي يعاني منه البعض، وقلة الخبرة؛ من أكثر الأسباب التي توقع في هذه المشاكل، ولكن من الضروري أن يحتاط الجميع، ويتعامل مع معلوماته المالية والبنكية الخاصة بكل حذر، ولا يتجاوب مع الإعلانات المغرية المبالغ فيها.

تحذير قوي وجاد وشديد اللهجة نوجهه للجميع.. عمليات النصب والاحتيال الالكتروني متنوعة، وأشكالها وطرقها تتغير وتزداد يوماً بعد يوم، وتكنولوجيات النصب تتطور، وقلة الخبرة والطمع قد توصل بعض الأشخاص إلى الهاوية.. والقرار لكم!