صحوة ضمير ضد الابرتهايد

اخبار البلد -
 

يتمادى وزير خارجية المستعمرة يائير لبيد على منظمة العفو الدولية امنيستي رداً على تقريرها التوثيقي بوصف سلوك المستعمرة وسياساتها نحو: 1-فلسطيني مناطق 48، 2-فلسطيني مناطق 67، 3-نحو اللاجئين الفلسطينيين سكان المخيمات المشردين عن وطنهم، يصفها على أنها «مجرد منظمة راديكالية تردد دعاية دون أن تفحصها بجدية» ويقول «لو لم تكن إسرائيل دولة يهودية، فإن أحداً من آمنيستي، لم يكن يتجرأ على الادعاء ضدها بأنها دولة الابرتهايد»، ويتطرق لبيد إلى أبعد من ذلك ويذهب بعيداً حينما يصف تقرير أمنيستي أنه» يقدم الضوء الأخضر للمس ليس فقط باسرائيل بل أيضاً باليهود في أرجاء العالم».

تصوير يائير لبيد وتأكيده أن المستعمرة ومشروعها ضحية الكره والحقد، ووصفه أن كل من ينتقد سلوك المستعمرة وسياساتها، يعود سببه العداء للسامية، هذه الرؤية وهذا التوصيف الإسرائيلي بات مهزوزاً، كما أن استغلال مأساة يهود أوروبا وما تعرضوا له من ظلم، بات باهتاً، فاقعاً، فاقد القيمة أمام كل من يسمعها، حتى لدى قطاعات يهودية إسرائيلية داخل فلسطين، أو يهودية من بلدان العالم.

الكاتب الصحفي الإسرائيلي عكيفا أل دار، كتب مقالاً يوم 6/2/2022، نشرته هآرتس العبرية، يدحض فيه وخلاله تقرير خارجية يائير لبيد، ويقول:

«-إذا كان وصف الوضع في المناطق منذ عام 1967 لاسامية، فإنني لاسامي.

-إذا كان وصف الادعاء أن إسرائيل تعاني من ظواهر اخذة في الانشداد للابرتهايد لاسامية، فإنني لاسامي.

-إذا كان عدد لا يحصى من المقالات التي تصف السيطرة على السكان الفلسطينيين في المناطق المحتلة على أنه تمييز، ويعتبر لاسامية، فأنا لاسامي.

-إذا كان التظاهر ضد عائلات فلسطينية وطردها من بيوتها في الشيخ جراح من أجل توطين اليهود مكانهم فيها، هو لاسامي فإنني لاسامي «.

ويصل إلى نتيجة وتساؤل مشروع بقوله: إلى متى تستطيع سياسة الاتهام للاخرين أنهم ضد السامية قادرة على إخفاء عار الابرتهايد؟؟.

ليس عكيفا أل دار وحده من يخجل من سياسة الاحتلال، والاضطهاد للفلسطينيين، وممارسة الفصل العنصري والتطهير العرقي، وينبذها، بل تتسع مساحة وحجم وعدد الإسرائيليين الذين ينبذون هذه السياسة الاستعمارية، وتذكرهم بما عاناه اجدادهم على يد القيصرية والنازية والفاشية، ومن العار ممارسة نفس السياسة من قبل الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني أصحاب البلاد وأهلها الأصليين.

صحيح أن الشعب الفلسطيني يدفع الثمن، ويتحمل تبعات هذه السياسات العنصرية والإجراءات القمعية القاسية بهدف ترحيلهم وجعل أرضهم طاردة لهم، ولكنهم يتحملون، يصمدون، رغم معاناتهم، ودفع ثمن صمودهم على أرض وطنهم الذي لا وطن لهم غيره، ولكنهم يكسبون الإنحيازات التدريجية لصالحهم في إبراز الوجه البشع الحقيقي لمشروع المستعمرة، وإبراز الوجه الحقيقي المشروع لعدالة مطالبهم وحقوقهم وقضيتهم، سواء لدى قطاعات مستنيرة لدى المجتمع الإسرائيلي التعددي الممزق، أو لدى الرأي العام الدولي، خاصة الأوروبي والأميركي، نظراً لكون المستعمرة هي ثمرة الإنجاب المشوه غير الشرعي بين الصهيونية صاحبة الفكرة ومرجعية المستعمرة، وبين أوروبا سابقاً والولايات المتحدة لاحقاً.

يائير لبيد عملياً يواجه المنظمات الثلاثة المستقلة: 1-بتسيلم الإسرائيلية، 2-هيومن رايتس الأميركية، 3-أمنستي البريطانية، التي اجمعت على وصف مشروع المستعمرة وسلوكها على أنه «ابرتهايد».

لقد نجحت المستعمرة بدعم ونفوذ الولايات المتحدة في إلغاء قرار الأمم المتحدة الذي يصف الصهيونية على أنها «شكل من أشكال العنصرية»، كما نجحت في تجميد تقرير جولدستون الذي وصف أيضاً سياسة المستعمرة نحو الفلسطينيين أنها تمارس سياسة التمييز العنصري، وأنها تستحق نقل قياداتها مخفورة إلى محكمة الجنايات الدولية، فهل تنجح في إلغاء قرارات المنظمات الدولية الثلاثة؟؟.