انتخابات "رابطة الكتاب" بين الوضع المعيشي والسياسة

اخبار البلد - 
 

غالبا ما يخطئ أي مرشح لرئاسة أو لعضوية مجالس النقابات والجمعيات والروابط أو أية مسميات أخرى من هذا القبيل، حين يستنفدون وقتهم وطاقتهم في الحديث في الديباجة اللغوية المنمقة بدلا من التركيز على الخدمات.
يوم الجمعة 2/25 في المركز الثقافي الملكي ستكون انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين، وهي انتخابات مهمة في هذه الأوقات المتعبة ماديا ومعنويا، وإذا التقيت أي مرشح أو عضو في الرابطة سيبدأ معك حوارا لا ينتهي عن المشهد الثقافي والحريات، وكلام ليس أوانه في حملة انتخابية.
صديقتي، صديقي، المرشح، حدثني في موسم الانتخابات عن الخدمات، عن التأمين الصحي، عن المقاعد والمنح الجامعية لأبناء أعضاء الرابطة، عن البطالة في صفوف أعضاء الرابطة، عن مستقبل أعضاء الرابطة العاملين في الصحف الورقية الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ أشهر، عن الناشر الذي يأخذ ثمن الطباعة من المؤلف من أجل نشر كتابه ولا يعطي الكاتب سوى 100 نسخة تذهب جميعها للإهداء، حدثني عن صندوق التقاعد، حدثني عن الخدمات الأخرى.
هذا ما يحب أن يسمعه أعضاء الهيئة العامة من قبل من يتقدم لخدمتهم.
نحن نعمل في نفس المهنة، ونُشرت لنا مؤلفات، ونقرأ كل شيء في كل لحظة تمر علينا، ولا نحتاج إلى استعراض قدراتنا اللغوية أو مؤلفاتنا، ونعي تماما الواقع الثقافي وواقع الحريات ومشاكل النشر والتوزيع.
نحب أن نسمع كلاما يتحدث به الجميع، المثقف والعامل وبائع الخضار والمهني وغيرهم، وهو الواقع المعيشي واليومي ونكد الدنيا على الحر.
بالطبع دون أن ننسى الملفات الأخرى التي لا تقل أهمية عن الوضع المعيشي وفي مقدمتها تحصين الخطوط الدفاعية للثقافة الأردنية والعربية فيما يتعلق بمحاربة التطبيع والاختراق الصهيوني المقلق لعدد من الدول العربية.
التطبيع بات مؤرقا لكل إنسان حر فهو سياسة تهدف إلى طمس الحقوق العربية في فلسطين ومصادرة الأرض وطرد سكانها، وإنهاء كل ما يتعلق بحقوق الشغب الفلسطيني، كما أنه يزيد من معاناة الفلسطينيين،
التطبيع خيانة لأن المطبع يصبح جزءًا من المشروع الاستيطاني الصهيوني التوسعي، ويصبح جزءًا من آلة الحرب الصهيونية.