16 عشر عاما على انطلاقة إذاعة حياة اف ام

أخبار البلد-

 

لم تكن إذاعة حياة مشروعا تجاريا استثماريا أسس ليحقق الأرباح المالية أو غير ذلك بل كانت مؤسسة إعلامية حملت مضامين وأهداف عديدة من أجل خدمة الأمة ونبل رسالتها وأهدافها وقيمها في الحفاظ على المجتمع الصحيح والداعمة لكل السلوكيات المجتمعية القويمة والاخلاقية ورسالة إعلامية تعمل بكل احترافية معيارها الدقة والموضوعية والواقعية ذات طروحات سامية مثلما كانت بيتا للخبرات في مختلف المجالات وقدمت التدريب والاستشارات في شتى المجالات ولا ننسى دورها الإنساني في المسؤولية المجتمعية ومساعدة الإف الأسر والعائلات على امتداد الوطن مثلما وصلت مساندتها بمتابعيها وإدارتها في الوقوف سندا حقيقيا للأهل في فلسطين.

جاءت فكرة إنشاء هذه المؤسسة الكبيرة من مؤسسها، رئيس هيئة المديرين، المهندس موسى الساكت وذلك لرؤيته في حاجة المجتمع الأردني لوسيلة إعلام ذات أهداف قيمية تحمل الرسالة الإسلامية والاعتدال في مضامين خطابها خصوصا أن في تلك الفترة لم تكن إذاعات متخصصة بهذا المجال المجتمعي المبني على رؤيا واستراتيجية تستند إلى بناء المجتمع السليم وتقديم القيمة الخبرية والرسالة التوعوية القائمة والممتدة من الشريعة الإسلامية.
تم تأسيس إذاعة حياة وانطلقت في مشروعها الإعلامي الإنساني وفي كل عام شهدت حياة تطورا كبيرا لمسه المستمع والقارئ على حد سواء خصوصا مع وجود الثورة التكنولوجية حيث تمتلك الإذاعة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثلما أصبحت تمتلك موقعا إخباريا إلكترونيا حمل اسم أخبار حياة.

تنوعت برامج الإذاعة ما بين البرامج الإخبارية والدينية والبرامج المتخصصة سواء في الاقتصاد والمرأة والطفل وبرامج حملت هموم المجتمع وسلطت الضوء على أبرز قضاياه ولا ننسى برامج كبار العلماء أمثال الدكتور محمد راتب النابلسي وزغلول النجار وتنوعت ما بين البرامج المسجلة والبرامج المباشرة على الهواء مثل برنامج صوت حياة الذي يعد الأشهر أردنيا وتناوب على تقديمه مجموعة من كبار الإعلاميين وأيضا برامج سياسية وصناعية وشبابية وبرنامج بيت حواء إضافة إلى البرامج الإخبارية التي تنقل الحدث على مدار الساعة وتتابعه في برامج التحليل من خلال استوديو التحليل الذي يبث يوميا وكثير من البرامج الترفيهية مثل ترويحة وغيره وجميع هذه البرامج أو الدورة البرامجية استندت إلى القيم وسمو الرسالة الإعلامية في بناء مجتمع سليم.

في الجانب الآخر أطلقت حياة إف إم عديد من المبادرات الإنسانية وتقديم الدعم للمجتمع الأردني بشكل شبه يومي ومنها ما هو منتظم بالتعاون مع كثير من الهيئات والنقابات وصلت قيمتها إلى الملايين من الدنانير جميعها كانت مدروسة الاتجاه في الإنفاق ولعبت دورا أساسيا في التضامن ومساندة الأشقاء الفلسطينيين من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي من خلال الحملات التي زادت عن الملايين من الدنانير أشهرها مساندة وإعادة إعمار بيوت المقدسيين وتقديم الاجهزة الطبية وإغاثة أهالي الشيخ جراح وكذلك تقديم الإغاثة المادية والعينية للأهل في قطاع غزة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية ووصلت مساعداتها إلى كل المناطق والمدن في فلسطين.

في الجانب التعليمي انبثق عن الإذاعة صندوق لدعم الطلاب من العائلات الفقيرة وغير المقتدرة لتعليم أبنائها حيث يقوم الصندوق بالتكفل بكافة النفقات الدراسية حتى التخرج من الجامعة وذلك بعد تقديم طلب من قبل الطالب للصندوق ويتم دراسته من ضمن لجنة متخصصة بهذا المجال وقد وصل عدد الخريجين إلى الآلاف واليوم هم من قادة وصفوة المجتمع وعادوا كمتبرعين ليقدموا الدعم لأمثالهم ممن هم يحتاجون لهذه المنح.

إذن فإن احتفال إذاعة حياة بمرور ستة عشرا عاما على انطلاقتها يمثل احتفالا بإنجازات كبيرة تمت وانعكست آثارها على مختلف شرائح المجتمع واستطاعت تحويل شعارها "من عمان نبض القدس" حقيقة واضحة للعيان ومترجم فعليا برسالتها كما أسلفت سابقا ويشهد بذلك جمهورها الكبير الذي يمثل رأسمال هذه الإذاعة وكافة المؤسسات المنبثقة عنها وهم من تعمل الإذاعة وإدارتها لتقديم قمة العطاء من أجلهم.

شكرا للمهندس موسى الساكت على هذه الفكرة الرائدة على مستوى العالم والتي نفتخر بها اليوم كمنجز أردني ناجح ومثمر وشكرا لأعضاء هيئة المديرين والشكر الموصول لكل العاملين في إذاعة حياة إف إم من إعلاميين وإداريين وفنيين والشكر الكبير للملايين من جمهور هذه الإذاعة ومتابعينها الذين منحوها ثقتهم وأصبحوا شركاء في النجاح والإنجاز لهذه المؤسسة الفريدة والرائدة وكل عام وحياة اف ام حياة لنا جميعا.