رائحة الحرب تفوح في أوكرانيا.. ودول تطالب مواطنيها المغادرة.. تفاصيل
أخبار البلد - يتزايد عدد الدول التي تطلب من رعاياها مغادرة أوكرانيا خشية من غزو روسي مُحتمل، وذلك وسط تصاعد التوتر واستمرار التحضيرات العسكرية من قبل موسكو وكييف، في وقت يتوقع فيه مسؤولون أمريكيون أن روسيا قد تبدأ هجومها على جارتها خلال الأيام القليلة المقبلة.
كان عدد من الدول أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية قد حثت مواطنيها على الخروج من أوكرانيا، وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، السبت 12 فبراير/شباط 2022، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إن "واشنطن تستعد لإخلاء سفارتها في كييف قبيل غزو روسي محتمل لأوكرانيا".
تحذير أمريكا لمواطنيها أثار قلق دول أخرى، إذ حثت وزارة الخارجية النيوزلندية مواطنيها إلى المغادرة فوراً، وقالت إن "نيوزيلندا ليس لها تمثيل دبلوماسي في أوكرانيا وبالتالي فإن قدرة الحكومة محدودة للغاية فيما يتعلق بتقديم مساعدة قنصلية للنيوزيلنديين في أوكرانيا".
أشارت الوزارة إلى أن الوضع الأمني في أوكرانيا "قد يتغير بغضون فترة قصيرة، وأنه يجب "ألا يعتمد النيوزيلنديون على على الدعم بالإجلاء في مثل هذه الظروف"، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
بالموازاة مع ذلك، دعا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، اليوم السبت، مواطني بلده الذين يعيشون في أوكرانيا إلى المغادرة "بأسرع ما يمكن" قائلاً إن الوضع هناك يزداد خطورة.
موريسون قال في إفادة صحفية: "نصيحتنا واضحة، هذا وضع خطير، عليكم السعي للخروج من أوكرانيا".
كذلك حثت بريطانيا رعاياها على مغادرة أوكرانيا "فوراً"، ودعت وزارة الخارجية البريطانية في بيان نشرته الجمعة، 11 فبراير/شباط 2022، مواطنيها لعدم السفر إلى أوكرانيا.
لندن أشارت إلى أن مواطنيها الذين سيقررون البقاء في أوكرانيا، "عليهم أن يلتزموا باليقظة والحذر طوال الوقت بسبب عمليات القتال المحتملة".
كانت كل من الدنمارك والنرويج قد دعتا أيضاً أمس الجمعة، رعاياها في أوكرانيا لمغادرة البلاد، بسبب التوتر المتصاعد مع روسيا.
سبق ذلك طلب الاتحاد الأوروبي من موظفيه الدبلوماسيين مغادرة أوكرانيا، باستثناء الذين لهم أولوية قصوى، بحسب وكالة الأناضول.
أجواء حرب في أوكرانيا
وسط هذه المخاوف، تخيم أجواء الحرب في أوكرانيا، هذه الحرب التي لا يستبعد مسؤولون أمريكيون أن تبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، قالت نقلاً عن مسؤولين أمريكيين "مطلعين"، إن روسيا قد تبدأ بغزو الأراضي الأوكرانية يوم الثلاثاء المقبل.
بدوره، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض أمس الجمعة، إن هجوماً روسياً على أوكرانيا قد يحدث في أي يوم من الآن، وسيبدأ على الأرجح بهجوم جوي.
أضاف سوليفان، الذي كان يتحدث في إفادة بالبيت الأبيض، أن أي أمريكيين ما زالوا في أوكرانيا عليهم المغادرة في غضون 24 إلى 48 ساعة، لأن وقوع هجوم جوي روسي سيجعل المغادرة أمراً صعباً.
تتحدث واشنطن عن أن روسيا حشدت ما يكفي من القوات بالقرب من أوكرانيا للقيام بغزو واسع النطاق، وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية ونشرتها شركة أمريكية خاصة عمليات انتشار جديدة للجيش الروسي في عدة مواقع بالقرب من أوكرانيا.
كانت رويترز قد نقلت عن مصدرين مطلعين -لم تذكر اسميهما- قولهما إن "بايدن اجتمع مع مستشاريه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض مساء الخميس 10 فبراير"/شباط 2022″، وأوضح المصدر أن لهجة موسكو تزداد شدة، وأن روسيا سيرت ست سفن حربية في البحر الأسود، وأضافت المزيد من المعدات العسكرية في روسيا البيضاء، ما دفع المسؤولين الأمريكيين للاعتقاد بأن الأزمة وصلت فيما يبدو إلى مرحلة حرجة.
في سياق متصل، قال أربعة مسؤولين أمريكيين لوكالة رويترز أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة سترسل 3000 جندي إضافيين إلى بولندا خلال الأيام القادمة، في مسعى لطمأنة أعضاء حلف شمال الأطلسي.
ستضاف هذه القوات إلى القوات المتأهبة بالفعل للانتشار في أوروبا إذا دعت الحاجة، وقوامها 8500 جندي، وكذلك ما يقرب من 3000 جندي قالت الإدارة الأمريكية في وقت سابق من الشهر الجاري إنها ستنشرهم في بولندا ورومانيا.
تثير تحركات القوات الأمريكية قلقاً وانزعاجاً لدى روسيا، وقالت موسكو إن الردود التي أرسلها الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي على مطالبها الأمنية هذا الأسبوع تنم عن "عدم الاحترام".
يُشار إلى أن روسيا حشدت بالفعل أكثر من 100 ألف جندي قرب أوكرانيا، وبدأت الأسبوع الفائت مناورات عسكرية مشتركة في روسيا البيضاء المجاورة ومناورات بحرية في البحر الأسود، ورغم كل هذه التحركات تنفي موسكو أي نية لغزو أوكرانيا.