2012

2012

لا انكر بأن اقتراب نهاية العام 2011 وأقتراب العام الجديد 2012 مني ، أوقعني في حيرة ، فأنا بصدد البحث عن رسالة تهنئة صادقة لأتمكن من ارسالها الى أصدقائي ، ولكني وبصراحة لم اتمكن من ايجاد رسالة واحدة ، صادقة ، للآن .

لم يبقى موقع من المواقع الالكترونية الا وزرته ، لم يبقى صديق الا وسألته ، لم اترك عابري الطريق من شري وسألتهم . وجميع التهاني – وان كانت بتنفع – الا انها غير صادقة – ما بتحسها من القلب .

مثلا ...

1- "سنة ورا سنة وحبي لك يزيد وما أدري هالسنة بشوفك والا مكتوب أحبك من بعيد" شاعرها مش صادقة كثير ، صح بتنفع مع واحد لساته بستنى دوره في ديوان الخدمة المدنية ، لكن .. هل تناسب محمد الوكيل بصفته صديقي في الفيس بوك .

2- أشار علي أحد الرايقين بالعبارة التالية " من بكرة بنبدى العد العكسي ولأن حبك بعروقي يسري بقلك كل عام وانت بخير " ، لكن .... هل نحن فقط من بكرة بس ، متعودين على العد العكسي ؟! ، أم ان العكسية نهج متواتر لدينا .

3- رسالة أخرى تقول " مرت سنة واجت سنة وراحت سنين وبتيجي سنين وحبك بقلبي محفوظ وامين وكل عام وأنت بخير " ، ترى من هم محفوظ وامين ؟! ، لا أظنها مناسبة ، الا اذا أزلنا الكلمات من عند ( وحبك ) الى (وأنت بخير) ووضعنا محلهم عبارة (واحنا على حالنا) .

مللت من هذا النوع وكان علي ان أبحث عن رسائل الأماني في العام الجديد ، ولكني أيضا لم اجدها صادقة وحقيقية .

مثلا ....

1- " أمنياتي في هذا العام أن يعم السلام وتسود المحبة وأن تكون أيامه أفضل من الأيام السابقة وكل عام وانتم بخير " ، اظنها أمنية العام الماضي والعام الذي قبله ، وللأسف كانت الايام جميعها متشابهة ان لم تكن أسوأ .

2- أشار علي عابر طريق بالامنية التالية " أتمنى أن يكون العام الجديد عام تحقيق الأحلام والآمال وأن تحقق فيه ما تبقى من احلام وآمال العام السابق " ، أظنها غير مناسبة ، أصلا ماذا حققنا العام الماضي من احلامنا حتى نستكمل التحققات في هذا العام ؟! ، الا اذا كان القصد أن نبدأ من الصفر .

لا توجد عبارة أو رسالة أو أمنية صادقة بكل معنى الكلمة ، كلها سرد حكي وكلام عابر . لذا سأرتجل وليسمح لي الجميع بقبول هذه التهئنة .

أيها الصابرون على الفقر والجوع ، أعلم بأنكم رضيتم بالهم والهم ما رضي فيكم ، وأعلم بأن أحلامكم لا تتعدى كيس الخبز ، وأعلم بأنكم طحنتم في رحى الفساد ، وأن يديكم على قلوبكم مثل العام الماضي وأن أمانيكم لا تتعدى ان تبقى الأسعار على حالها.. لذا ... أيها الصابرون .... كل عام وأنتم صابرون .

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com