اليمن: 35 جريحا باشتباكات بين المحتجين في ساحة التغيير بصنعاء

أصيب 35 شخصا على الاقل بجروح صباح امس في اشتباكات بين الشباب المحتجين في ساحة التغيير بصنعاء لا سيما بين شباب التجمع اليمني للاصلاح (اسلاميون) وشباب الحوثيين، حسبما افادت مصادر متطابقة.
وقال خالد المداني المسؤول عن "شباب الصمود" اي الشباب الحوثيين في ساحة التغيير، إن الذي حصل هو "هجوم من قبل مجموعات من شباب الاصلاح وعناصر من الفرقة الاولى مدرع" التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر.
وبحسب المداني، فان شباب "مسيرة الحياة" القادمين من تعز (جنوب صنعاء) ارادوا اعتلاء المنصة الرئيسية بعيد وصول مسيرتهم الى صنعاء "وحصل اعتداء عليهم، فقرروا ان يذهبوا لبناء منصة" بالقرب من خيام الشباب الحوثيين الشيعة الذين يقومون بحمايتهم على حد قول المداني.
وذكر المداني أن الشباب هوجموا مرتين على الاقل، خصوصا بعد صلاة الفجر امس، مشيرا الى ان "مجموعة كبيرة من حوالي ألفي شخص هاجموا الشباب ولم يسلم شيء من هذا الهجوم بما في ذلك خيام الصمود" اي خيام الحوثيين.
وبحسب ناشطين، فان شباب الاصلاح يرفضون اقامة منصة ثانية في الساحة.
وذكر المداني أن المواجهات اسفرت عن "35 إصابة من طرفنا وطرف شباب مسيرة الحياة من تعز" دون ان تتضح حصيلة الجرحى في صفوف شباب الاصلاح.
وقد أكد هذه الحصيلة مصدر طبي.
ويسود توتر في ساحة التغيير في صنعاء بين الشباب الحزبيين، خصوصا الموالين للتجمع اليمني للإصلاح، والشباب الذين يصفون انفسهم بالمستقلين، وبينهم الحوثيون، وهم الاكثر تشددا في رفض المبادرة الخليجية ورفض حكومة الوفاق الوطني التي تشارك فيها احزاب المعارضة.
وغالبا ما يردد هؤلاء "المستقلون" شعارات مثل "يا مشترك يا اصلاح، ارحلوا مع السفاح"، في اشارة الى اللقاء المشترك (تحالف المعارضة) والتجمع اليمني للاصلاح، وهو المكون الرئيسي لهذا التحالف، والرئيس علي عبدالله صالح.
وتبذل في اليمن حاليا جهود حثيثة لتنفيذ الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية.
وقد تم تشكيل حكومة وفاق بالمناصفة بين الحزب الحاكم والمعارضة، كما تمت الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة في 21 شباط(فبراير).
لكن بالرغم من ذلك، يستمر الآلاف بالاعتصام في ساحة التغيير وفي ساحات اخرى في اليمن للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح ورفض منحه حصانة.
واعلن صالح نيته السفر الى الولايات المتحدة "ليختفي عن الانظار" والعلاج، الا ان مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنيست قال اول من امس، إن بلاده لم تقرر بعد استقبال الرئيس اليمني.
وقال ارنيست من هونولولو حيث يمضي الرئيس باراك اوباما اعياد نهاية السنة ان "المسؤولين الاميركيين ما يزالون يدرسون طلب الرئيس صالح للمجيء الى بلادنا فقط لتلقي العلاج الطبي لكن المعلومات التي تحدثت عن ان الموافقة قد تمت غير صحيحة".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت نقلا عن مسؤولين في الادارة الاميركية لم تكشف هويتهما، ان واشنطن وافقت "مبدئيا" على السماح لصالح بالتوجه الى الولايات المتحدة بشروط. وأوضحت نقلا عن مسؤول اميركي اخر ان الرئيس اليمني سيعالج في احد مستشفيات نيويورك.
الا ان مسؤولا أميركيا كبيرا اعلن ان مكتب الرئيس اليمني اتصل بالسفارة الاميركية في صنعاء لانه بحسب هذا المصدر ينوي صالح الخضوع "لعلاج طبي متخصص".
ومن غير المعروف متى ستتخذ الادارة الاميركية قرارا نهائيا بشأن طلب صالح الذي يضعها في موقف حرج.
وترغب واشنطن في ان تتم المرحلة الانتقالية في اليمن بعد انتخابات شباط(فبراير) بدون عقبات، ويرى مراقبون ان ذلك سيجري بسهولة اكبر اذا غادر صالح البلاد.
لكن اذا قبلت ادارة اوباما استقباله فانها ستتعرض لانتقادات شديدة اذا ما تبين انها تحمي مسؤولا متهما بقتل مئات الاشخاص الذين تظاهروا ضد نظامه.
ولذا يشدد المسؤولون الاميركيون على انه لن يتم استقبال صالح في الولايات المتحدة الا لاسباب صحية مشروعة.