الأردن ,لماذا ؟ والى أين ؟
لماذا ؟ لأن حالنا حال ما يسمى بالربيع العربي هو صحوة في الشارع نتيجة حالة الفساد المالي والسياسي التى استشرت وتضاعفت في العقد الاخير عربيا وعالميا وعزز هذه الحالة تطور تكنولوجيا الاتصالات والاعلام عالميا , فحالة الضغط التى تعرضت لها المجتمعات العربية وخاصة الطبقة الوسطى التي تلاشت وما دونها ولدت الانفجار وهذه الحالة كانت تعيها الانظمة الغربية ومؤسسات دراساتها الرسمية المتخصصة والتي تضع حلول وبدائل للظروف المتغيرة وتعمل في اطار العمل المؤسسي .
للأسف أن بعض هذه الانظمة العربية اعتمدت الحكم المطلق وحكم الاسرة واستبدت بشعوبها مع سبق الاصرار وتآمرت مع الغرب للحفاظ على نفسها بكافة السبل وكانت النتائج كما رايناها انطلاقا من مشارف عام 2011 فقامت حركات شعبية يقودها الشباب المنهك وبعد انطلاقها ركبت موجتهم الحركات الاسلامية وبدعم وسائل اعلام عربية لاستثمار تضحيات هؤلاء الفتية وبالنتيجة بدا التوجه لاسلمة هذه الثورات فنرى الفضائيات تجرى حلقات من اللقاءات مع رموز اسلامية وتزرع الافكار في افواههم لاظهار دور الجماعات الاسلامية الغير واقعي في اطلاق هذه الثورات.
وتعود اسباب نجاح الجماعات الاسلامية في حمل راية هذه الحركات بعد انطلاقها الى عدة اسباب منها انها جماعات منظمة منذ عقود وفي السنوات الاخيرة كانت على تواصل مع الغرب وهيأت نفسها لهذه الحالة فحصدت على طبق من ذهب ما قام به المواطن والشاب الغير منظم نتيجة القهر والغاية وبأي شكل هو الوصول الى الحكم ولو حتى بمساعدة الغرب.
ومن الامثلة على ذلك عندما عاد قياديون في الجماعات الاسلامية الى ليبيا بعد قيام الثورة وتوليهم قيادة الثوار واقامة المجالس العسكرية , حيث اجرت احدى الفضائيات الرئيسية في العالم العربي عدة لقاءات مع احد القيادين وهو مهدي الحاراتي والذي كان يبدا في اول خمس دقائق بالصلاة والسلام على خاتم الانبياء والحديث عن الطاغية القذافي فمن هو مهدي الحاراتي؟؟
لقد شرعت الشرطة الإيرلندية في بدايت شهر تشرين ثاني من عام 2011 في التحقيق مع مهدي الحاراتي القيادي المعروف في "ثوار" ليبيا، الذي شغل منصب نائب رئيس المجلس العسكري لطرابلس، وهو أعلى هيئة قيادية "للثوار" في العاصمة الليبية، عقب تعرض منزله للسرقة في العاصمة الإيرلندية دبلن، واكتشاف حيازته مبالغ مالية ضخمة بالأورو. وأوضحت صحيفة ''صانداي وورلد''، في عددها الصادر أمس، أن مهدي الحاراتي الذي يحوز على الجنسيتين الإيرلندية والليبية وشارك في قيادة ثوار ليبيا خلال معركة طرابلس، كنائب للأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بلحاج، قد تعرض منزله العائلي في دبلن عاصمة إيرلندا، لعملية سرقة وسطو، من طرف مجهولين، استولوا على عدد غير معروف من المجوهرات الثمينة إلى جانب مبلغ 200 ألف يورو، كانت مخبأة بإحكام بمنزل الحاراتي بشكل يثير الشكوك حول مصدرها والغاية من عدم إيداعها البنك. وفي التفاصيل، قالت الصحيفة الإيرلندية التي كشفت الفضيحة، إن الحاراتي قام فور إبلاغه من طرف زوجته بتعرض منزله للسرقة بإبلاغ مصالح الأمن الإيلندية، التي شرعت في التحقيق معه والسماع إلى أقواله لمعرفة مصدر تلك الأموال، خصوصا أنها كانت ضخمة، قبل أن يفجر الرجل الثاني في ''ثوار'' طرابلس مفاجأة عندما اعترف للمحققين أن المبالغ المالية تلك كانت عبارة عن دعم مالي قدمه له عميل للمخابرات الأمريكية ''سي آي إيه''. وحسب نفس المصدر، فإن الحاراتي اعترف لمحققي الشرطة بأن المبالغ المسروقة من منزله كانت عبارة عن أوراق نقدية من فئة 500 أورو، تبلغ في مجملها قيمة 200 ألف أورو، كان يخبئها داخل علبة آلة كهربائية منزلية، مضيفا في معرض تبريره مصدر الأموال بأنه تلقاها من عميل للمخابرات الأمريكية، سبق أن تعامل معه ومده بأموال في إطار دعم مالي للثوار -على حد قوله.(مقتبس)
لقد فر حاراتي من ليبيا قبل مقتل القذافي عائدا الى دبلن لانكشاف امره ويمكن العودة الى الانترنت لمشاهدة لقاءاته ومقابلاته .
لقد سقنا هذه المقدمة لان الحالة في الاردن لايمكن سلخها عن الحالة العربية حيث ان من اهم أهداف المخطط الصهيو غربي هو اقامة دويلات اسلامية في المنطقة مرتيطة باجندة غربية واثارة حروب اهلية قومية عشائرية طائفية والسيطرة على ما تبقى من مصادر الطاقة والتخلص من اليهود وابتزازهم للغرب من خلال التثبيت والاعتراف بيهودية الدولة من كافة دول العالم بحجة أن المحيط اصبح عبارة عن أنظمة اسلامية وزيادة الدعم المادي بكافة جوانبه لاسرائيل اليهودية وطرد ما تبقى من الفلسطينيين الى الاردن واقامة الوطن البديل في ظل نظام غير مستقر مستشهدين بالانشطة الصهيونية في تهويد القدس وبناء المستوطنات وقرارات المحاكم الاسرائيلية في سحب الهويات والابعاد
أما الاخوان المسلمون في الاردن فهم يشعرون بانهم متأخرين عن رفقائهم في الدول التي شهدت أحداثاً رئيسة وزالت انظمة حكمها ويعملون بكافة الطرق والوسائل على اثارة الشغب حتى لو توجهت الدولة الاردنية من قيادة الى شعب بتعديلات دستورية واصلاحات واجراءات فعالة للقضاء على الفساد ومحاكمة كل من كان له ضلع في فساد مالي او سياسي.
وامثلة ذلك كثيرة منها الاعتصامات الطلابية في الجامعاتى خاصة ومهرجان سلحوب ومسيرة المفرق رغم رفض الغالبية من ابناء المناطق هذه لانشطة الاخوان فيها وتحذيرهم , وها هي الكرة في ملعب الاخوان بعد إعادة جمعيتهم لهم فما هي خطوتهم القادمة لابتزاز النظام والدولة والشعب ؟؟ فلا يعتقدون انه يمكن ابتزاز اركان الدولة فلن يتم تمرير مخططاتهم في وجود شعب وقائد.
اما الاسباب التي اوصلتنا الى هذه الحالة داخليا فاهمها تولي عدد ممن ليسوا اهل للمسؤولية مناصب حساسة في الدولة الاردنية فلم يكونوا على قدر من الامانة والمسؤولية في ضبط الايقاع السياسي والأمني لانشغالهم في جمع الثروة وتنفيذ اجندات خارجية بشكل مباشر أو غير مباشر وتقديم تقارير غير واقعية لهرم السلطة وتنفيذ قرارات موهمين الشعب اعلاميا أيضا بشكل مباشر او غير مباشر بانها صدرت من رأس هرم وحتى أنه كان لهم دور كبير في تحفيز البعض على الهتاف ضد القيادة الشرعية والتاريخية للدولة الاردنية واسرته لخلق حالة من عدم الاستقرار واتخاذا قرارات بتحييد العديد من الوطنيين المخلصين للوطن والقيادة ,ولا زال جزء منهم وهم خارج المسؤولية يعملون على خلق حالة عدم الاستقرار من خلال انفاق جزء من الاموال المنهوبة على ابواقهم .
أذاً هناك عنصران مسببان اساسيان للحالة الاردنية واحداث الشارع اليومية لتعطيل اي توجه لمكافحة الفساد ووضع العصا في عجلة الدولة الاردنية سواءاً لمقاضاة الفاسدين او التنمية او العمل السياسي والأمني للحفاظ على استقرار الوطن.
لقد جنى كثير من المسؤولين الكثير من المناصب والجاه ولا نجدهم ينطلقون في الاتجاه الصحيح وكأنهم يقولون في أنفسهم فلننظر ونرى ويمارسون الدور السلبي متناسين ما قدمته لهم الدولة الاردنية ناكرين جميل النظام عليهم وهؤلاء لن يغفر لهم التاريخ وهٌم الكثير منهم فقط الاطاحة بأي حكومة قادمة مهما كانت تركيبتها وتوجهاتها.
إن الاردنيين الاشراف على قدر من المسؤولية وأقول جازما أن آل البيت الاطهار في قلوبهم فهو النظام العربي الوحيد الذي لم يحكم بالمطلق فمتى كان في الاردن رئيس وزراء او وزير داخلية او مدير مخابرات او او او من العائلة الحاكمة, لقد كان جميعهم من ابناء الوطن ومن مختلف الاصول والمنابت ولكن منهم من كان قدر المسؤولية ومنهم من خان الامانة للأسف وكما ذكرنا وكان سببا رئيسا فيما نعيشه الآن.
على الحكومة الاردنية وكافة الاجهزة والاذرع الرئيسة في الدولة الاردنية الاستمرار الفاعل في توجهها لمقاضاة الفاسدين واسترداد ما تم سلبه من اموال الشعب وكرامته ومؤسساته الاقتصادية وسد الطريق امام كل صاحب أجندة خاصة وداخلية وخارجية للاضرار في الوطن وتنمية المناطق كافة واعادة الهيبة للدولة ومؤسساتها الامنية والتعليمية والاقتصادية
أما الى أين ؟ فسيبقى الاردن قويا شامخا بشعبه الواعي وقيادته الهاشمية والمخلصين من ابناء الوطن بإذن الله