لا تستغرب ما يجري .. انت في الاردن !!
... هناك مقوله يتداولها الناس في مدينة بومبي الهندية الى حد ان تغنى بها فنانون كثر يستخدمونها في اغانيهم واشعارهم ، وتتعلق تلك المقولة بكلمة " يهي بومبي " وتعني هذه بومبي ، بحيث تقال لمن يستغرب حادث أو سلوك او مفسده او قتل او اي شيء خارق للعاده ولا يمكن تخيله ، كل شيء في مدينة بومبي الهندية مباح ومتوقع ولا يعرف تلك المقولة إلا ابناء المدينة ومن إعتاد على زيارتها ، فأن سرقت سيارة او منزل أحد أو قتل أحدهم في الشارع قالوا له " يهي بومبي " اي لا تستغرب هذه بومبي ...
الاردن بات قاب قوسين او أدنى ان يتطابق ما يجري به من احداث ومظاهر وتجاوزات بما يجري في بومبي ، لكن الفارق هنا ، أن ما يجري في بومبي الهندية من اعمال وسلوك وتجاوزات ينفذها اناس عاديين بحكم الحاجة والفقر والبطالة والجوع ، فيما تتميز الاردن هنا أن من يمارسون السرقات الكبيرة والاعتداءات والتعد على القانون وحتى الدستور هم الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد ، ولنثبت ذلك على عدة أمثلة نتناولها هنا للتوضيح ، فالحكومات وعدت الشعب والملك بإعداد قانون انتخاب عصري برلماني وبلدي ولم ينجز منذ عامين ، وقد لا ينجز قبل عام ثالث ، لأن الحكومة الحالية منشغلة في قضايا أخرى لا تمت لعملية الإصلاح بشيء ولا يثيرها الاحتقان الذي يزداد بفعل تلك المماطلة ، ولو كان صحيحا أن تيار الشد العكسي المعادي للإصلاح يريد التشويش على نشاط الرئيس الخصاونه ومنعه من إكمال برامج ملاحقة الفساد وإحالتها للقضاء فأنه لم يرد عليهم بما هو مناسب للاسراع في اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون المطلوب باجماع كافة القوى ، واما السلطة التشريعية بمجلسيها الاعيان والنواب فهم يتقاسمون الصلاحيات ، لكن الفرق ان هذا منتخب من الشعب ، وذاك معين من الملك ، والمجلس المعين "الاعيان " قادر على إبطال اي قانون يتعارض مع مصلحة المؤسسات التي يديرونها أو تتعارض مع مصالح المتحالفين معهم ، ولا يملك المنتخبون من الشعب " النواب " سلطة او قوة لمواجهة ذلك ، وكثيرا ما ألغى وأعاد مجلس الاعيان قوانين تم إقرارها من قبل مجلس النواب وسارت كما يريد الاعيان وليس النواب وهذا لا يحدث في اي برلمان في أو سلطة تشريعية في العالم وهنا نتميز نحن ! كما تستطيع ان تعيش حالة التناقض بين مواقف مجلس نوابنا حين يتحرق ويتشدق إعلاميا لمحاسبة الفساد امام ناخبيه ، وحين يجد الجد وتعرض عليهم ملفات تلك القضايا يتهربون ويعطلون الجلسات بشكل جماعي متقن التخطيط !
في الاردن يمكنك ان تتولى حقيبة وزارية أو منصب رفيع حتى لو لم تكن مواطنا أردنيا او تحمل الجنسية الاجنبية ، فلا زال في الطاقم الحكومي والسفرا والاعيان والنواب من يحملون جنسيات اجنبية يرفضون الاعتراف بها في ظل صمت رسمي غير مبال بالمواد الدستورية التي تحرم ذلك ، والمشكلة أن من يحملون تلك الجنسيات هم الأكثر تنديدا بحملة تلك الجنسيات ! ولو أرادت الحكومة لكشفت عن اسمائهم حال سريان القانون ، وفي الاردن ، تصرف الجوازات والجنسيات لمن يملك علاقة طيبة مع متنفذ دون العودة للقانون مقابل بضع الاف من الدنانير ، وفي الاردن ، المناصب العليا توزع تبعا لمقياس مختلف عن مقاييس العالم وحتى بومبي نفسها ، ويؤخذ بعين الاعتبار فقط معايير الجهوية والشللية والفئوية وليس تبعا للكفاءة والقدرة والانتماء ، وحتى اولئك الذين يتولون تلك المناصب و يملكون القدرات والكفاءات فهم سرعان ما يتبدلون بمواقفهم ومعاييرهم وحتى افكارهم التي أوصلتهم للموقع ، فمن السهل ان يتنقلوا من فكر قومي او اسلامي الى فكر تحرري معاد لافكاره ومنقلب عليها وعلى من يتبناها من رفاقه وإخوانه ! ونتميز هنا في الأردن ان معظم المناصب التي توكل للنساء مرتبطة بجهة أو شلة واحدة تتبادل فيها اربع نساء فقط منذ اكثر من عقد تلك المناصب دون غيرهن من 3 ملايين امرأه في البلاد ، وهذا تميز فريد !
في الاردن تستطيع ان ترى عمارة أو قصر أو مصنع او مؤسسة تجارية يملكها مواطن بسيط التعليم يعمل سائقا أو مراسلا او في اي وظيفة دنيا في مؤسسة حكومية خاصة ذات خدمات مالية ، فيما يقبع معلم مدرسة يحمل الماجستير او الدكتوراه وأسرته في طابق التسوية !! ويمكنك كذلك أن تتفاوض مع كبار سارقي السيارات في جنوب او شمال عمان لإستعادة سيارتك التي سرقت منك بوضح النهار مقابل مبلغ مالي يقدم لهم بطيب خاطر منك دون الحاجة لتدخل الأمن ، ويمكنك على مستوى أكبر أن تسرق أموال الدولة ومن ثم تجري معها تسوية إعادة بعض منها للخروج من الأزمة وتحتفظ بما امكنك من مال ! وإن اصابتك العله أو تمارضت فلا ضير من إخراجك من السجن والسماح لك برحلة علاجية الى الخارج .
في الاردن تستطيع ان تدخل الجامعة أو تدرس على نفقة إحدى مؤسسات الدولة الرفيعة حتى خارج البلاد ومعدلك في الثانوية لا يزيد على 55 % ، فيما يحرم الطلبة المتفوقين من الحصول حتى على منحة أو بعثة دراسية حرموك منها بسبب غرابة تلك الاجراءات ، ولا يمكن لاي طالب مواصلة دراسته الجامعية إلا بشروط تعجيزية لا تضعها جامعة هارفارد ، وفي الاردن يفصل الطالب الجامعي إن إعتصم بشكل سلمي وطالب بحقوق وخدمات جامعية ، فيما يمنح حملة الاسلحة النارية والادوات الحادة وابطال المشاجرات فرصة كل فصل دراسي ! وتستطيع ان تشاهد طالبا تخرج قبل يومين أو اسبوع وُيعين مستشارا براتب 2000 دينار وزميله المتفوق ينتظر ديوان الخدمة مدة 10 سنين قبل التعيين بوظيفة متواضعه ! وهل سمعتم بمقولة لا تسمعها إلا في الأردنوهي أن ابن فلان الذي كان والده رئيسا للوزراء وجده رئيسا للوزراء يدرس في بريطانيا او امريكا تخصص : رئيس وزراء !
لا يوجد في بومبي الهندية سلوكات وظواهر تتعلق بتحالفات التجار والساسة وحكم العائلات كما هي في الأردن ، ففي بومبي لم تبيع الدولة مواردها وثرواتها للأجنبي ومن ثم تمنح إعفاءات ضريبية وجمركية طويلة الأمد ومن ثم تشكو عجزا تجاريا كان يمكن تغطيته بتلك الإعفاءات ، و في بومبي كذلك لا تكتب الاتفاقيات والمعاهدات بلغة غير اللغة الأم ، فيما نصيغها نحن بلغات العالم ماعدا العربية ، وفي بومبي ، لا يوجد تاجر واحد فقط يحتكر تجارة المواد الغذائية وتاجر اخر يحتكر تجارة اللحوم ويسيطر على معظم قرارات الدولة الأقتصادية ، ولا يوجد تاجر واحد " متضمن ومحتكر " تزويد المؤسسات الاستهلاكية بكل ما يلزمها من مواد وأغذية دون غيره من ابناء او مؤسسات الوطن .
واخيرا وليس اخرا ، ففي الاردن وليس في اي مدينة في العالم هناك من ينتظر ضعف الدولة ليستل سكين التقسيم والخصخصة والتمهيد لوطن بديل ، يطالب بحقوق ليست حقوقه ، ويهاجم مؤسسات الدولة وينعتها بالإرهابية التي يستوجب تدميرها ، بل ويثير الفتن بين ابناء الشعب الواحد والعشيرة الواحده في ظل صمت جبان من معظم مؤسساتنا الفاعلة ورموزنا الرسمية .
نقول كل ذلك لأننا نحب الاردن شعبا وترابا ونظاما ، ولم نرد ان يكون على تلك الحال ، ولكنه القدر الذي جمع الناس من كل المنابت الى تلك القصعة التي لازالت تعمّ باللبن والخبز ، ولازلنا رغم ذلك نقدم خدا من طين وخدا من عجين ولكننا وبكل أسف وحسرة عند البعض كرغيف شعير مأكول ومذموم ، هذه هي الأردن ، فنحن لسنا مختلفون فقط ، بل ومميزون في كل شيء والمخفي اعظم لم يتسع المجال لسرده .
الاردن بات قاب قوسين او أدنى ان يتطابق ما يجري به من احداث ومظاهر وتجاوزات بما يجري في بومبي ، لكن الفارق هنا ، أن ما يجري في بومبي الهندية من اعمال وسلوك وتجاوزات ينفذها اناس عاديين بحكم الحاجة والفقر والبطالة والجوع ، فيما تتميز الاردن هنا أن من يمارسون السرقات الكبيرة والاعتداءات والتعد على القانون وحتى الدستور هم الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد ، ولنثبت ذلك على عدة أمثلة نتناولها هنا للتوضيح ، فالحكومات وعدت الشعب والملك بإعداد قانون انتخاب عصري برلماني وبلدي ولم ينجز منذ عامين ، وقد لا ينجز قبل عام ثالث ، لأن الحكومة الحالية منشغلة في قضايا أخرى لا تمت لعملية الإصلاح بشيء ولا يثيرها الاحتقان الذي يزداد بفعل تلك المماطلة ، ولو كان صحيحا أن تيار الشد العكسي المعادي للإصلاح يريد التشويش على نشاط الرئيس الخصاونه ومنعه من إكمال برامج ملاحقة الفساد وإحالتها للقضاء فأنه لم يرد عليهم بما هو مناسب للاسراع في اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون المطلوب باجماع كافة القوى ، واما السلطة التشريعية بمجلسيها الاعيان والنواب فهم يتقاسمون الصلاحيات ، لكن الفرق ان هذا منتخب من الشعب ، وذاك معين من الملك ، والمجلس المعين "الاعيان " قادر على إبطال اي قانون يتعارض مع مصلحة المؤسسات التي يديرونها أو تتعارض مع مصالح المتحالفين معهم ، ولا يملك المنتخبون من الشعب " النواب " سلطة او قوة لمواجهة ذلك ، وكثيرا ما ألغى وأعاد مجلس الاعيان قوانين تم إقرارها من قبل مجلس النواب وسارت كما يريد الاعيان وليس النواب وهذا لا يحدث في اي برلمان في أو سلطة تشريعية في العالم وهنا نتميز نحن ! كما تستطيع ان تعيش حالة التناقض بين مواقف مجلس نوابنا حين يتحرق ويتشدق إعلاميا لمحاسبة الفساد امام ناخبيه ، وحين يجد الجد وتعرض عليهم ملفات تلك القضايا يتهربون ويعطلون الجلسات بشكل جماعي متقن التخطيط !
في الاردن يمكنك ان تتولى حقيبة وزارية أو منصب رفيع حتى لو لم تكن مواطنا أردنيا او تحمل الجنسية الاجنبية ، فلا زال في الطاقم الحكومي والسفرا والاعيان والنواب من يحملون جنسيات اجنبية يرفضون الاعتراف بها في ظل صمت رسمي غير مبال بالمواد الدستورية التي تحرم ذلك ، والمشكلة أن من يحملون تلك الجنسيات هم الأكثر تنديدا بحملة تلك الجنسيات ! ولو أرادت الحكومة لكشفت عن اسمائهم حال سريان القانون ، وفي الاردن ، تصرف الجوازات والجنسيات لمن يملك علاقة طيبة مع متنفذ دون العودة للقانون مقابل بضع الاف من الدنانير ، وفي الاردن ، المناصب العليا توزع تبعا لمقياس مختلف عن مقاييس العالم وحتى بومبي نفسها ، ويؤخذ بعين الاعتبار فقط معايير الجهوية والشللية والفئوية وليس تبعا للكفاءة والقدرة والانتماء ، وحتى اولئك الذين يتولون تلك المناصب و يملكون القدرات والكفاءات فهم سرعان ما يتبدلون بمواقفهم ومعاييرهم وحتى افكارهم التي أوصلتهم للموقع ، فمن السهل ان يتنقلوا من فكر قومي او اسلامي الى فكر تحرري معاد لافكاره ومنقلب عليها وعلى من يتبناها من رفاقه وإخوانه ! ونتميز هنا في الأردن ان معظم المناصب التي توكل للنساء مرتبطة بجهة أو شلة واحدة تتبادل فيها اربع نساء فقط منذ اكثر من عقد تلك المناصب دون غيرهن من 3 ملايين امرأه في البلاد ، وهذا تميز فريد !
في الاردن تستطيع ان ترى عمارة أو قصر أو مصنع او مؤسسة تجارية يملكها مواطن بسيط التعليم يعمل سائقا أو مراسلا او في اي وظيفة دنيا في مؤسسة حكومية خاصة ذات خدمات مالية ، فيما يقبع معلم مدرسة يحمل الماجستير او الدكتوراه وأسرته في طابق التسوية !! ويمكنك كذلك أن تتفاوض مع كبار سارقي السيارات في جنوب او شمال عمان لإستعادة سيارتك التي سرقت منك بوضح النهار مقابل مبلغ مالي يقدم لهم بطيب خاطر منك دون الحاجة لتدخل الأمن ، ويمكنك على مستوى أكبر أن تسرق أموال الدولة ومن ثم تجري معها تسوية إعادة بعض منها للخروج من الأزمة وتحتفظ بما امكنك من مال ! وإن اصابتك العله أو تمارضت فلا ضير من إخراجك من السجن والسماح لك برحلة علاجية الى الخارج .
في الاردن تستطيع ان تدخل الجامعة أو تدرس على نفقة إحدى مؤسسات الدولة الرفيعة حتى خارج البلاد ومعدلك في الثانوية لا يزيد على 55 % ، فيما يحرم الطلبة المتفوقين من الحصول حتى على منحة أو بعثة دراسية حرموك منها بسبب غرابة تلك الاجراءات ، ولا يمكن لاي طالب مواصلة دراسته الجامعية إلا بشروط تعجيزية لا تضعها جامعة هارفارد ، وفي الاردن يفصل الطالب الجامعي إن إعتصم بشكل سلمي وطالب بحقوق وخدمات جامعية ، فيما يمنح حملة الاسلحة النارية والادوات الحادة وابطال المشاجرات فرصة كل فصل دراسي ! وتستطيع ان تشاهد طالبا تخرج قبل يومين أو اسبوع وُيعين مستشارا براتب 2000 دينار وزميله المتفوق ينتظر ديوان الخدمة مدة 10 سنين قبل التعيين بوظيفة متواضعه ! وهل سمعتم بمقولة لا تسمعها إلا في الأردنوهي أن ابن فلان الذي كان والده رئيسا للوزراء وجده رئيسا للوزراء يدرس في بريطانيا او امريكا تخصص : رئيس وزراء !
لا يوجد في بومبي الهندية سلوكات وظواهر تتعلق بتحالفات التجار والساسة وحكم العائلات كما هي في الأردن ، ففي بومبي لم تبيع الدولة مواردها وثرواتها للأجنبي ومن ثم تمنح إعفاءات ضريبية وجمركية طويلة الأمد ومن ثم تشكو عجزا تجاريا كان يمكن تغطيته بتلك الإعفاءات ، و في بومبي كذلك لا تكتب الاتفاقيات والمعاهدات بلغة غير اللغة الأم ، فيما نصيغها نحن بلغات العالم ماعدا العربية ، وفي بومبي ، لا يوجد تاجر واحد فقط يحتكر تجارة المواد الغذائية وتاجر اخر يحتكر تجارة اللحوم ويسيطر على معظم قرارات الدولة الأقتصادية ، ولا يوجد تاجر واحد " متضمن ومحتكر " تزويد المؤسسات الاستهلاكية بكل ما يلزمها من مواد وأغذية دون غيره من ابناء او مؤسسات الوطن .
واخيرا وليس اخرا ، ففي الاردن وليس في اي مدينة في العالم هناك من ينتظر ضعف الدولة ليستل سكين التقسيم والخصخصة والتمهيد لوطن بديل ، يطالب بحقوق ليست حقوقه ، ويهاجم مؤسسات الدولة وينعتها بالإرهابية التي يستوجب تدميرها ، بل ويثير الفتن بين ابناء الشعب الواحد والعشيرة الواحده في ظل صمت جبان من معظم مؤسساتنا الفاعلة ورموزنا الرسمية .
نقول كل ذلك لأننا نحب الاردن شعبا وترابا ونظاما ، ولم نرد ان يكون على تلك الحال ، ولكنه القدر الذي جمع الناس من كل المنابت الى تلك القصعة التي لازالت تعمّ باللبن والخبز ، ولازلنا رغم ذلك نقدم خدا من طين وخدا من عجين ولكننا وبكل أسف وحسرة عند البعض كرغيف شعير مأكول ومذموم ، هذه هي الأردن ، فنحن لسنا مختلفون فقط ، بل ومميزون في كل شيء والمخفي اعظم لم يتسع المجال لسرده .