شاي بالحليب
أجمل وأصعب الدقائق هي التي أقضيها مع صغيري قبل وصول باص المدرسة.
تبدأ المعاناة عندما نبدأ بإيقاظه قرابة السادسة والنصف صباحا. تبدأ والدته بإزاحة أكوام البطانيات عنه. مع تكرار عبارة «إصحَ يا مّا». لكن « دلّوع العيلة « يماطل في الصحيان، على أمل أن نقول له: خلّيك نايم». مع انه في أيام العُطَل يستقيظ مبكرا وفي نفس التوقيت.
ولكي يتعب بالي، يطلب من والدته أن أتولى أنا «الأب أو السفن أب» إيقاظه. فأقوم مكرها؛ لا بطلا. وعلى الفور يقفز الارنب ويعتلي أكتافي واسير به نحو باب الحمّام، ليُكمل هو باقي الرحلة.
ثم تبدأ مشكلة اللبس وتناول الحليب ونص البيضة المسلوقة وتفقد حقيبة المدرسة من قارورة الماء الى حبة الفاكهة الى المصروف الى علبة العصير.
كل ذلك وعين الصغير متعلقة ببرنامج « السيد بارع» على قناة الجزيرة للاطفال.
أتولى أنا نقل حقيبته والبحث عن حذائه وتهديده كلما « عصلج» مزاجه، باعتباري رجلا والرجال قليل والولد عادة ما بخاف الا من « أبوه» طبعا الاصح « أبيه «.
ثم ننتقل الى المرحلة التالية وهي الخروج من المطبخ الى باب العمارة حيث الكائنات والجارات:
واحدة تخرج ومعها « ساندويشة جامبو» ضخمة وبيدها الثانية تحرّك سيارة «الجيب».
الجارة الثانية تسير مثل النسمة بلا صوت وبلا سندويشة.
الجارة الثالثة ـ اكتشفتها حديثا ـ تحرص كل صباح على حمل كاسة شاي بالحليب. وهو «تقليد» تحرص عليه كثير من النساء «الموظفات» وهدفه « كسر «مادة « الكافيين « التي في الشاي.
«خالد» لا يحب المبالغة في مودة الجارات والجيران الذكور. دائما يريد من أبيه ان يظل على الحياد. وهذا « مستحيل «. فالطبع يغلب التطبع وانا طول عمري «عِشري» بحب التبسّط مع الكائنات وخاصة الرقيقة.
مش الجار للجارة.
في اليوم التالي، اقترحتُ ان نشرب انا والطفل « شاي بالحليب». لكن الصغير رفض ذلك. ربما تذكر « شاي» السيدة وخشي أن يصبح « بينا شاي بالحليب».
لمين هالولد!!.