حول «المركز الإسلامي»


في الأصل، كان قرار السيطرة الحكومية على جمعية المركز الاسلامي خاطئاً، وتجاوزاً على أساسيات العمل الاجتماعي والسياسي، لهذا فتصويب الأمور الذي تقوم به حكومة الخصاونة بإعادة المركز لأصحابه يُسجّل لها، ويضيف لسجلها في الإصلاح نقطة جديدة.

وإلى ذلك، فالقرار الجديد يسحب فتيل أزمة متجدداً، ويُفرّغ عامل توتّر من مضمونه، وهذا في حقيقة الأمر فَهم متقدّم للأمن الاجتماعي، كنّا نفتقده في الماضي حين كانت القرارات نزقة، وتتعامل مع شكل الأزمات لا مع مضامينها الحقيقية، وتعتبر شعار عنزة ولو طارت عنواناً دائماً للعمل.

أثبتت الأحداث في غير مكان من العالم العربي ضخامة الحيز الذي يحتله الأخوان المسلمون في المجتمعات، كما أثبتت الأحداث في الأردن أن أسلوب الاحتواء والمشاركة التقليدي هو الأنجع، وللأسف فقد اخترعنا ذلك ومارسناه عشرات السنوات، ولكننا عدنا عنه في التسعينيات، وكانت النتيجة توتيرات مستمرة.

في المقابل، على الحركة الاسلامية أن تُقابل الروح الإيجابية بأحسن منها، وان تعمل على توفير الأجواء المناسبة لتمرير المرحلة الانتقالية بسلاسة، وكلّ ذلك يجعلنا في حالة تفاؤل بالمرحلة المقبلة.