ستون عاماً ... وبيارق مسيرتنا عالية
أخبار البلد - حينما نَذَرَ الراحل الملك الحسين -رحمه الله- ميلاد الملك عبدالله الثاني المعظم للوطن وللأمة كان الوعد بهذا النذر في مكانه .
من عُمر أبي الحسين مضى ستون عاماً ، والأردنُ يكبر في عين مواطنيه من جهة ، وفي عين العالم ،فعلى الصعيد المحلي تجلت عناية سيدنا ورعايته بإنشاء المزيد من المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية والشاملة والمصانع والمؤسسات الحكومية وفتح الأسواق أمام المواطنين من ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى ، وتوفير كل الخدمات التي يحتاجها المواطنون ؛إيماً منه بقيمة الإنسان الأردني وحفاظاً على كرامته وأهميته في
البناء والعمل والبذل والعطاء.
وظل الإنسان الأردني محط اهتمام سيدنا في كتب التكليف السامية عند تشكيل الحكومات جميعها منذ تسلمه سلطاته الدستورية ولغاية يومنا هذا في المجالات الحيوية كالاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والعلمية والتعليمية والتعلمية ،وكل غاياته بأن يلمس هذا الإنسان الأثر الإيجابي في حياته ،وأن ينعكس على مستوى معيشته بالدرجة الأولى ،وجلالته يواصل نهاره بليله لتحقيق هذه الغاية.
وظلت آفة الفقر والبطالة أمام ناظريه ، يدعو للتخفيف من آثارها السلبية قدر الإمكان لغاية الخلاص منها عبر توجيهاته لترسيم الخطط والاستراتيجيات اللازمة لمعالجة هذه الآفة الخطيرة في أسرع وقت ، داعياً إلى التوّجه نحوالتدريب المهني والتعليم التقني وتطوير خططه وبرامجه وآليات تنفيذها من خلال التعليم التقني في الجامعات التقنية ومراكز التدريب المهنية ، والتخلص من ثقافة عيب المهنة عبر الإعلام الوطني والتربوي والرقمي .
ستون عاماً ، ونحن الأردنيون على العهد ،عهد الأجداد والأباء ،مستمرون ومسيرتنا مستمرة وبيارقها وإعلامها وراياتها خفاقة فوق الجغرافية ومحطات التاريخ الذهبي لميلاد القائد الرائد ، رائد حركة الإصلاح الوطني ، ففي المجال السياسي وتحديث منظومته السياسية تجلّى الإنجاز الكبير والنجاح العظيم معاً ، فالتعديلات على الدستور وقانوني الأحزاب والانتخاب معاً، وتمكين الشباب والمرأة والإدارة المحلية نشاط وجهد أساسه الاهتمام بالدولة التي تطور نفسها لأن الدولة التي تطور نفسها هي دولة حية ومفعمة بالحيوية ،وتؤمن بالتحديث والتطوير ومواكبة العصر والتأثر بتجارب الآخرين والتثاقف معها دون أن تلغي نفسها أو تؤجل تقدمها ،ناهيك عن الإرادة الملكية السامية بالتحديث الاقتصادي والإداري عبر الورشة الوطنية التي تحدث عنها سيدنا لوضع خطة وطنية عابرة للحكومات المقبلة في ديوانه الملكي الهاشمي العامر .
هذا الاهتمام الملكي السامي بهذا التحديث والتطوير من شدة عشقه لوطنه ومحبته ولمواطنيه ولشعبه الكبير ،الذي يبادله بالمشاعر نفسها ، هذا الشعور الشعبي العظيم استندت على ثقة الشعب بقائدهم ،ومحبتهم وإخلاصهم وولاءهم وانتماءهم له، تورثناه يا سيدي جيلاً بعد جيل .
أمام الصعيد العربي و الإسلامي والعالمي ، فالأردن لا يغيبُ عن أي مناسبة عربيةولا إسلامية ولا عالمية ، التزاماً من سيدنا بأن الأردن جزء لا يتجزأ من الأمة العربيةو الإسلامية ، و غدا الأردن نصاً حاضراً على المستوى الدولي والعالمي في كل المجالات ، وفي هذا العيد الميمون نرفع رؤوسنا عالياً بكل الإنجازات العظيمة على الصعيد المحلي والعربي والدولي والعالمي،يصعب حصرها .
وسيبقى الأردن قلعة حصينة تتحطم على وجناته كل التحديات وكل الصعوبات ،وسيبقى حراً عزيزًا صامداً أمام كل العاتيات ، وستبقى الرايات مرفوعة خفاقة ، بهمة أبي الحسين ، وعمره المديد ،وولي عهده الأمين .