صناعة الفتنة في الاردن .. من المسؤول ؟؟ .. نشأت المجالي



اكتب اليوم مجددا عن الفتن ماظهر منها ومابطن واجارنا الله منها ومن مثيريها ويجب ان اقف امام الفتنه من جهة النص القراني والحديث النبوي الشريف الذي بين ان الفتنة العامة المتمثله باختلاط الأحكام، واضطراب الأمور، وتوتر الدخائل، وانتشار الشعارات، والاختلاف تحت الرايات، وإعجاب كل ذى رأى برأيه( الخبير والرويبضة، الأمين والخائن، من يعرف ومن لا يعرف).
واتساءل هل يمكن أن يرى شخص مسؤول أو غير مسؤول يحترم رايه ويحب وطنه مايدور في هذا الوطن من صناعة للفتنه ؟؟ وهل له ان لا يغضب ويقلق ويبادر ويناشد ويتحرك، ويكون ذا موقف تجاه ما يدور؟؟,لان مايحدث في بلدنا الامن المستقر لاشك انه ( فتنة)، و(ابتلاء)، و(تمحيص)، و(تمييز للمبطل من المصلح)، و(الصادق من الكذوب).
وهذا النوع من الفتن شر كامن غاف، ينبغى ألا يُحرك ولا يثار، محافظة على الأمة وعافيتها، فقد ورد (الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ) ,والمعروف ضمنا أن الأمة لو دخلت طريقا من الطرق الوعرة فربما ظلت فيه سنوات طويله تتيه فى الأرض،وربما خمسمائة سنة ، أو أكثر نتيجة لسيطرة الأهواء، والموازنات، والأفكار المريدة غير الحميدة، ولا المفيدة إلا لأصحابها, ورسولنا الكريم تعوذ من الفتن بانواعها كما ورد في الحديث الشريف " اللهم اني اسالك فعل الخيرات , وترك المنكرات , وحب المساكين , وان تغفر لي وترحمني , واذا اردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون ".
ان التحريض على الفتنة او العصيان المدني يعكر السلم الاجتماعي ويثير المشاكل في المجتمع الواحد ويؤدي الى امور لاتحمد عقباها لان الفتنة يجب ان يقضى عليها في مهدها قبل ان تصبح واقعا مؤلما وتنازعا بين اعضاء المجتمع الواحد, والفتن اشر انواع المشكلات على الاطلاق واسوأ انواع التخريب والتفرقة بين ابناء العشيرة الواحدة والمدينة الواحدة والقرية الواحدة والوطن الواحد .
والفتنة التي يسير على طريقها نفر عطل اعمال العباد واشاع الفوضى في البلاد تحت عباءة الدين تارة والعروبة والقومية تارة اخرى وتحت شعار الموالاة مرة اخرى هي اساس التاويل الظالم المبني على عدم وجود الدليل والاثبات لاي قضية والظلال والاثم المضل عن الحق والبعيد عن الواقع وصولا لاغراض مشبوهه ورخيصة رخص من يقومون بها , لان الفتنة التي يتعاطى اسرارها اولئك الظالون المظللون تشير اشارة صريحة الى انها افة وعادة مدمرة ناجمة عن سلوك عدائي عند بعض رموز تلك الجهات التي اقلقت راحة العباد لانهم فقدوا حسهم الوطني ومايهمهم هو تحقيق مصالحهم الدنيوية بعيدا عن معتقداتهم الدينية التي ولجوا للناس من خلالها وضحكوا عليهم للوصول الى مارب رخيصة رخصهم ودنيئة دناءتهم لان كل من لايحترم القانون والنظام واراء الاكثرية هذه صفاته كونه يمتهن صناعة الفتنة في مجتمعه الذي ينتمي اليه والذي يريد بسبب فسقه واصراره على انكار امنه واستقرارة تحويلها الى بلاء على نفسه وعلى الاخرين وجرهم الى هلاك العباد وخراب البلاد .
ان صناعة الفتنة خراب ودمار للافراد والمجتمعات لان منطلقاتها بغيضة وفاسدة وظاهرها وباطنها شر ونتائجها مؤلمة كونها تخلف الويلات والكراهية بين الاهل والعشيرة والحقد المتبادل بين ابناء المجتمع بشكل عام لان دلالات التحريض على الفتنة في المجتمع واضحة ولا يمكن تبريرها أو الدفاع عنها ,تحريض عامة الناس على بعضهم البعض, و تقليل أهمية أحترام القانون والتشجيع على التشكيك بنوايا المواطنين الآخرين, و تقطيع اوصال الرحمة والمودة بين أعضاء المجتمع الواحد عبر تفريقهم أحزاباً وفئات متصارعة, يعتبر محاولة وأد الحس الوطني في أفئدة عامة الناس عبر طرح ولاءات ثانوية كبدائل للولاء الوطني المتفق عليه, وأبراز سبل ووسائل
التحريض على الفتنة هو حض العامة على الكفر بنعم الأمن والأمان والوحدة الوطنية وتشويه الواقع المحلي عبر بث
الاشاعات المغرضة بهدف حقن القلوب وبغية حض الأفراد على تجاهل المسؤوليات والواجبات الوظيفية والوطنية.
وعلى المجتمع تكريس الحس الوطني لدى الجميع عبر اعلاء شأن الوطن وتوضيح علاقته المباشره بممارسة المواطنه الصالحة والحريصة على تقوية الوحدة الوطنية والفخر بالهوية الوطنية الاردنية التي يعتز بها كل من ينتمي اليها فعلا لاقولا والتي يجب الدفاع عنها لا اتهامها باتهامات كثير ة للنيل منها من خلال التثقيف والتوعية حول الثوابت الوطنية المشتركة والبدء فعليا من المدرسة والجامعات التي تشهد انفلات ليس له مثيل وتشهد اساءات للوطن ومؤسساته ارضاء لاهداف حزبية رخيصة تعمل من اجل تدمير وخراب الوطن .
وعلى العاقل رفض الفتنة اسبابها ومسبباتها واجتنابها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب ينقل التراب وهو يقول " لولا انت ما اهتدينا , ولاتصدقنا ولا صلينا , فانزل السكينة علينا , وثبت الاقدام ان لاقينا , ان الالى قد بغوا علينا , ارادوا فتنة ابينا , " ومن الفتنة ضرب الدين بعضه ببعض، واجتزاء النصوص، والتلبيس بها على العامة كما ورد في الحديث " اذا رايتم الذين يتبعون ماتشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم "
ان المؤمن لايتورط في فتنة المؤمنين بالخلاف ولا فتنة الكافرين بالنموذج السيء كما يحدث ايامنا هذه خاصة ممن يدعون الايمان ويدعون الحكمة , قال تعالى في محكم تنزيله " ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين " وينبغي ان تتحد قلوب ابناء الامة وان لايسقطوا في فخاخ الانقسام والفوضى التي ارادها اصحاب الاجندة الخاصة لتفريقهم وبث الفتنة والاقتتال بينهم قال تعالى " والذين كفروا بعضهم اولياء بعض ا لاتفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير ".
نعم هناك صناع فتنة فعلينا جميعا ان نحذر منهم وهم متربصون بكل ماهو وطني ومتربصون بكل ماهو امن مستقر لانهم ترعرعوا على الفوضى وبث الفتنه , قال تعالى " واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك " نعم وهناك عشاق للفتن ومحبين لها تماما كما الذين حاولوا ويحاولون ان يبثوا الفوضى بين ابناء العائلة والعشيرة والمحافظة الواحدة لتكون فرصتهم في العمل المضاد الذي يريدون من خلاله صناعة الكراسي لانفسهم على حساب ارواح المواطنين واملهم الكبير في نزف الدم الاردني لاختلاق الفرص لتدخل الغير والاساءة لكل ماهو اردني ,واذا انهوا فتنة ارتكسوا في غيرها ,يقول تعالى "لو خرجوا فيكم مازادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة " .
ان المخادعون ولابسو الاقنعة من اسوأ اهل الفتنة اولئك الذين يختبئون تحت مسميات احزابهم التي تتعامل مع الكيانات الصهيونية والصفوية ويلهفون الاموال من اجل الفوضى والفتنة بين ابناء شعوبهم وصولا لما تريده تلك الجهات ولما جاء في الحديث " يخرج في اخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين , يلبسون للناس جلود الضأن من اللين , السنتهم احلى من السكر , وقلوبهم قلوب الذئاب ",
وهانحن في الاردن امام العلامات الدالة على ظهور الفتن كما ورد في الحديث " كيف بكم اذا لبستكم فتنة , يربو فيها الصغير , ويهرم فيها الكبير , وتتخذ سنة , فان غيرت يوما قيل : هذا منكر قيل : ومتى ذلك ؟قال اذا قلت امناؤكم , وكثرت امراؤكم , وقلت فقهاؤكم وكثرت قراؤكم , وتفقه لغير الدين ,والتمست الدنيا بعمل الاخرة .
وبعد على الدولة ان تتعامل مع صناع الفتن تعاملا غير الذي تتخذه حاليا بنعومة وانسانية وان تدعو رؤوس القوم منهم وتضعهم امام مسؤولياتهم وتحملهم مايحدث في اي موقع وعلى الدولة ايضا ان تتخذ الاجراءات الكفيلة بعدم وصول الفتنه الى المواقع العشائرية كما حدث في المفرق وبرما وغيرها حيث وقف ابناء تلك المناطق صفا واحدا في وجه الفوضى الخلاقة التي ارادها عدد قليل من دعاة الاصلاح ودعاة الموالاة ظاهرا ودعاة الباطل باطنا .. وايجاد قوانين وانظمة فاعلة لوقف المزاودات على الوطن والانفلات الكلامي الذي اصبح مسلسلا تركيا لاينتهي الا لاسمح الله باسوأ الامور .
اللهم اصلح حالنا ونقي سرائرنا واجعل وطننا الاردن امنا مستقرا , واخرج الفاسدين والمفسدين من بيننا انك انت السميع المجيب .