الشركات الكبرى والمواطن: علاقة غير متكافئة!

اخبار البلد - 
 

أثار انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة من عمان خلال الموجة الثلجية الأخيرة تساؤلات حول قدرة المواطن على تحصيل تعويض جراء الأضرار التي لحقت به.
ليست هذه المرة التي تحدث فيها مثل تلك الأعطال في ظروف جوية مشابهة بل طبيعية، لكني لم أعثر في السيد "غوغل" ما يفيد بحصول مواطن على تعويض من هذا النوع.
الأعطال لا تتعلق بالظروف الجوية السيئة، بل إن أعطال الكهرباء تحدث مرارا في ظروف طبيعية جدا، ثم يأتي التيار فجأة فتعطب بعض الأجهزة الكهربائية، ولا يجد المواطن سوى قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبنا الله ونعم الوكيل".
لا يقف الأمر على شركة الكهرباء، بل على الشركات الكبرى خصوصا شركات الاتصالات؛ فمن يعبأ بشكاوى ضعف خدمة الانترنت؟!
خرج علينا رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة ليخبرنا أن المواطن يحق له الشكوى عند تعرضه لضرر ناتج عن انقطاع الكهرباء!! هذا نظريا، لكن التطبيق غائب، والمواطن ضعيف جدا أمام تلك الشركات الكبرى.
يستغرب المواطنون عندنا من الأخبار التي تأتي من العالم الآخر التي تتحدث عن تعويضات يحصل عليها أشخاص من شركات عالمية كبرى، ويضعونها في خانة "أمور لا تصدق"!
دعونا نقول إنه في العالم الآخر هناك ميزتان نفتقدهما هنا؛ الأولى: حرص المواطن عندهم على أخذ حقه وعدم الإهمال به، والثاني: أن هناك أنظمة وقوانين ودولة تقف إلى جانب المواطن لتعادل قوة الشركات الكبرى.
شخصيا تعرضت لمشكلة مع إحدى شركات الاتصالات، وقد ترتب علي فواتير لقاء خدمة لم أتلقها أصلًا، ورغم اعتراف الشركة بذلك، ورغم تقدمي لشكوى لدى هيئة تنظيم الاتصالات، إلا أنني كل فترة أتلقى اتصالًا من أنه يجب عليّ دفع تلك الفواتير.