توجهات الرئيس الخصاونة

اخبار البلد - 
 

كان من المناسب أن يلتقي الرئيس الخصاونة مع نخبة من الكتاب ورؤساء تحرير الصحف المطبوعة إيماناً منه بأهمية هذه الصحف وسط ضجيج وصخب الإعلام وغير الإعلام الافتراضي أن هذه الصحف هي الأقدر على إيصال الرسائل وممارسة النقد بموضوعية.

استفاض الرئيس في اللقاء وشرح توجهات حكومته وقال ان هذه الحكومة ستعمل كأنها باقية أبدا.

الرئيس فسر عدم قناعته بعدم وضع خطط لا تمويل لها فقط لإشباع رغبة الرأي العام والنقاد وقال إن الناس ملت الخطط على الورق وسنتحدث عندما يكون هناك ما يستحق وسنعمل على برامج واقعية ملموسة.

هذا الحديث لا يشفي غليل الرأي العام، لكنه في ذات الوقت واقعي وسيحتاج الأمر من الحكومة إلى تعزيز الثقة في أوساط الرأي العام، ووضعه في صورة خطواتها المقبلة وهو ما سيحتاج لان تصبح وزارة الدولة لسؤون الاعلام والناطق الرسمي مؤسسة قائمة بذاتها لها فريق ومراكز بحث ومتابعة تتولى مهمة الاشتباك مع الرأي العام وتتابع كل كبيرة وصغيرة وليس مطلوبا من الرئيس ان يظهر على الناس بمناسبة وبلا مناسبة.

المهم مواجهة التحديات الاقتصادية وخلق حالة من التفاعل مع ما يجري، وتحسين المزاج العام. الرئيس الدكتور بشر الخصاونة أعطى جرعة تفاؤل, وتحدث عن مشاريع تحظى باهتمام خليجي مثل السكك الحديدية وغيرها.

ما يلفت الانتباه أن وباء كورونا تراجع في أجندة الحكومة فهي لا تريد له أن يبقى شماعة تعلق عليها ضعف وتباطؤ العمل، وأن لا تبقى احصائياتها من الإنجازات، وأن تصبح خلف ظهورنا كأولوية، فهذا الوباء سيعيش معنا إلى وقت ليس قصيراً.

توزيع اللقاحات والتطعيم والوقاية هي الحلول الموضوعية والإغلاق لم يعد مجدياً، والاقتصاد الذي يعاني يحتاج ليبدأ رحلته في انفراجة واسعة ونشطة، والناس ملت من الانتظار. والحل في عودة الحياة إلى طبيعتها كاملة غير منقوصة عندما نتحدث عن السياحة ونمو الصادرات وحوافز للنمو الاقتصادي ومنها تخفيض التعرفة الجمركية وأسعار الكهرباء وزيادة الصادرات وزيادة الإنفاق الرأسمالي الضروري لتحفيز النمو.

التواصل بين رئيس الحكومة والجمهور مطلوب ليس فقط لمحاولة بناء الثقة، بل لشرح توجهات الحكومة على أساس الشراكة مع المواطن، ومع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وبطريقة تفاعلية.

من وجهة نظر كثير من المحللين وبينهم كاتب هذا العمود بدا الرئيس متفائلاً وربما كان يقتضي الأمر منه أن يكون حذراً, لأن الخروج من آثار الانكماش الاقتصادي يحتاج إلى وقت ومال ليس متوفراً لكن البديل هو منح دفة القيادة للقطاع الخاص.

ما قاله رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إن الحكومة لن تزيح المسؤولية عن كاهلها وستتصدى للتحديات بكل ما تستطيع.. اقترحنا على الرئيس أن يدخل بالأردن إلى مشروع وطني ضخم حتى لو اقتضى الأمر اللجوء إلى الاستدانة، وكاتب هذا العمود يؤيد زيادة الدين شريطة أن يذهب المال إلى مشروع يقفز بالاقتصاد عقدين قادمين، وليس أفضل من المدينة الإدارية الجديدة.

قبل ذلك أو معه بالتوازي يجب أن تشتد وتيرة الإصلاح الإداري، والتخلص من مؤسسات مستقلة لا لزوم لها بل هي عبء، ومن وزارات لا حاجة لها أيضاً، ولإعادة توزيع القوى البشرية في القطاع العام..