همسات للأمن والحراك...راتب يوسف عبابنة
راتب يوسف عبابنة
كثرت الأحداث والصدامات بين مكونات الحراك الشعبي والحزبي لدرجة القلق والتوجس مما قد يحصل في قادم الأيام. هناك من يدعو بنية صادقة للإصلاح ومحاربة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة من الوطن. جميل جدا. وآخرون يتظاهرون بالدعوة للإصلاح وهدفهم خلق التوتر والفوضى والتصادم مع الدولة وإضفاء نوع من الغموض على مجريات الأحداث وأسبابها. خبيث جدا. وتلك كلمة حق يراد بها باطل وعلى الدولة والأجهزة الأمنية التنبه لهؤلاء. وفريق آخر يعرقل عملية الإصلاح حتى لا تطاله يد العدالة التي نراها واضحة تمتد شيئا فشيئا للذين تحوم حولهم شبهات الفساد. وهذه العرقلة شروع بقتل الوطن إن لم يقتلوه بعد وقيادته الشيء الذي تستحيل عنده المهادنة والمجاملة والرحمة.
فالصدامات التي نعيشها سواء بين الحراكيين أنفسهم أو بين الحراكيين والأمن قد شكلت إنطباعا عند الناس من شأنه أن يقتل نظرة الإعتزاز التقليدية للأمن في دولة يضرب المثل بأمنها، بل وللأسف نرى الكثير يتحدث عن اهتزاز هيبة الدولة الشيء الذي يشجبه شرفاء الوطن والغيورون على سمعة أمنه. وليعلم الذين يستوردون مصطلحات من دول يتم التنكيل بشعوبها ليعلموا أن مصطلحاتهم لا أرضية لها في الأردن, فلتكن مناداتكم محصورة بالإصلاح ومحاربة الفساد وصانعيه ولا يُستغل مناخ الحرية وغض الأبصار من قبل الأجهزة الأمنية ليُترجم ضعفا يعصف بالوطن لا سمح الله وتتشكل مراكز قوى تتصرف بوحي الرخاء السياسي وموجة البيانات المتلاحقة المؤيد منها والمعارض. فهناك فريق يتمثل بالإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم لسان حاله يقول نريد إصلاح النظام ولا نريد إسقاطه, لكن واقع الحال يجعلنا نفكر مليا بصدقية هذا النهج. علينا أن نسقط كلمة "إسقاط" من حواراتنا وأدبياتنا. ربما كانت هناك إسقاطات من بعض كوادر الإخوان دفعت بآخرين للشعور بالطعن بثوابتهم وقناعاتهم التي ولدت معهم بالفطرة ولا يقبلوا المساس بها وربما شعر الإخوان بدورهم أن هناك مساس بثوابتهم وهنا يجب أن يتجلى الوعي ليحترم كلا الطرفين رأي الطرف الآخر.أما مبدأ الشاعر القائل:
أنا من غزيّة إن غوت غويت وإن ترشد غزيّة أرشد
فتلك شريعة حاربها ديننا ونسأل الله أن يبعدها عن الأردن وشعبه.
كان الأجدر بالإخوان من حيث المبدأ وهم حزب منظم ذو هيكلية مدروسة أن يكونوا أكثر واقعية وفهما للبيئة والتنشئة الإجتماعية للأفراد الذين يتظاهرون بينهم ويريدون ترويج أفكارهم وإعلان مطالبهم عندهم. وبالمقابل على الفريق الآخر الذي يتصدى لهم ان يجعل هامشا للرأي الآخر وأن لا يكون صلبا قاسيا فيسهل كسره ونأمل ان لا تاخذهم العزة بالإثم ويظنوا أن حب الوطن وقائده مُلكا لهم فقط وأن كل ما يأتي من الآخر مشكوك به ومدعاة للمحاربه. ليعلم كل الحراكيين أن التظاهر السلمي لا يعني فقط عدم حمل السلاح بل أيضا عدم الإيذاء والتخريب و لكن طرح المطالب بأسلوب حضاري بعيدا عن التعصب الأعمى والإنغلاق الفكري الذي لا يقبل الحوار مع الآخر بل يرفضه معتبرا شراكته هدما لمفاهيمه وثوابته. وهذا يقودنا للقول أن الحقيقة ليست مُلكا لأحد دون الآخر, بل الجميع شركاء بمسيرة الوطن والإصلاح ليس حكرا على فريق دون غيره.
وهنا لا يمكن إغفال ما قاله السيد ليث شبيلات وتحديدا بما يتعلق بما حصل بالمفرق. إحترامنا لشخص السيد شبيلات وتقديرنا لوطنيته لا يمنعنا من الإختلاف معه بالرأي. فحق لنا القول أن المعارضة الإيجابية عون للحكومة لتصحيح الأخطاء وليست كالقائل "عنزة ولو طارت" فقد نسبت كل ما جرى للأمن وأنه مدبر ومخطط له من قبل الأجهزة الأمنية التي نفتخر بها. وهذا تجني يخلو من التبصر بحقيقة تفاصيل الحدث فالمعارضة ليست رفضا لكل ما يصدر عن الدولة والتشكيك بما تقوم به وجعلها مشجبا لكل صغيرة وكبيرة. فاجعل هامشا للإلتقاء رحمك الله.
أقول للسيد شبيلات لماذا لا تبدي ترحيبا بما تقوم به الدولة من محاسبة للفاسدين؟ وهل المعارضة هي الإستمرار والإصرار على إبداء عدم الموافقة وعدم الرضا وإدانة كل ما تقوم به الحكومة؟ من الدين والمنطق أن ينسب الفضل لصاحبه وكما نشير للمسئ بإسائته علينا ان نشير للمصيب بصوابه لإعطاء كل ذي حق حقه ولخلق التوازن والإعتدال اللذان يحثنا ديننا عليهما واللذان يخلقا الإحترام والتقدير عند الناس للذي يعمل على إبراز الحقيقة بحلوها ومرها. أما إن استمر الحال بالشجب والإدانة والإتهام فسيضطر الآخر وهو هنا الحكومة بأن يثأر لمصداقيته التي يؤمن بها ولو على الاقل من وجهة نظره وبالتالي يحدث ما لا نتمناه ويحتدم الصراع الذي لا تحمد عقباه بين الطرفين.
وللأجهزة الأمنية نقول, نحترمكم ونجلكم ونباهي العالم بكم لأنكم الساهرون على أمن الوطن والمواطن ويردفكم بذلك جيش والحمد لله سطر معاني التفاني والإنضباط بظل قيادته المستنيرة. لكن عليكم ألا تغفلوا عن الذين يصطادون في الماء العكر بل يعكروا صفو مائنا الذي يروي كل من يتواجد على ثرى الوطن الطيب الذي يفديه أبناءه بأرواحهم.
هناك بعض الأصوات الناعقة بالسوء ترى أن الدولة تتراخى عن التدخل لفض الصدامات لكي تحتدم الخصومة ويبدأ الناس بمطالبة الأمن بالتدخل وعندها سيضرب بيد من حديد بحجة الفلتان والحفاظ على الأرواح والأمن. فنقول لهؤلاء الناعقون أن الأردن ونظامه وأمنه ليسوا بالقمعيين وليسوا بالدمويين وليسوا بالقتلة والتاريخ شاهد على ذلك.
فأعود وأقول لنحترم هامش حرية التعبير الذي نتمتع به دون غيرنا ولا نسيء تفسيره. وأقولها قولة حق وصدق أننا في الأردن أصبحنا نتمتع بمستوى من حرية التعبير عن الرأي تتوق إليه شعوب الدول التي تمتعت بالحرية منذ عشرات السنين. وها هو البعض يجيّر هذه الحرية لخلق الفتنة لتفتيت التماسك وخلق ثغرة لتمرير السموم التي تقتل مكونات هذا التماسك فدعونا لا نهدم حريتنا بأيدينا واتقوا االحليم إذا غضب حتى لا نعفر رؤوسنا ونعمي عيوننا بالتراب الذي نحفر به بحجة البحث عن رزقنا. دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها حيث أن الأمن لديه استراتيجية وخطط وسياسة مرسومة يتقيد بها ويعمل على أساسها ولا ننسى أن الأجهزة الأمنية بضباطها وأفرادها هم أبناءنا وإخواننا ولم يأتوا من كوكب آخر بل هم من مكونات هذا النسيج المتماسك, وإن حصل ما تم تفسيره بالتهاون كما يبدو للبعض فهذا ليس ضعفا ولاتغليبا لجهة على أخرى بل حِلما وحكمة علينا احترامهما وتقدير من قام بهما. ولا يستطيع الأمن أن يخصص لكل مواطن رجل أمن يحرسه ويرصد كل تحركاته كما هو لسان حال المشككين. وأسأل المزايدين إذا استدعى الحال رجل أمن لمنع "مواطن" بالقوة عما يقوم به من تخريب أو اعتداء على الآخرين ولحق ذلك المواطن أذى, هل ستقرون بخطأ ذلك المواطن وصواب إجراء رجل الأمن ؟ أم ستطبّلون وترتفع أصواتكم بانتهاك حقوق الإنسان لتحميل الأمن وزر أهوائكم؟
فيا إخوتي يا من تشكلون مكونات الحراك لنعود لرشدنا وليكن الإعتدال وحب الوطن وخدمته ورفعته هي المحرك لمطالبنا واجتهاداتنا وليس خلق التوتر والقلق والريبة أهدافا تسعى فئة ربما مغرر بها أو ربما تعي ما تصنع لخلق الفوضى وخلط الحابل بالنابل لتنفيذ أجنداتها المستوردة التي لا تخدمنا بل تخدم قوى نعرفها تستهدف هذا الوطن وقيادته التي نحب ونحترم والتي تسعى وبشفافية للإصلاح وغربلة الوطن حتى يسقط من غربالها كل من هو غير مؤهل للبقاء والصمود في الغربال.
أخلص إلى القول أن الحراك الذي دافعه مصلحة الوطن فأهلا به وسهلا أما الحراك الذي دافعه خلق الفوضى وتعطيل المسيرة وطمس الحقيقة فلا أهلا به ولا سهلا.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
كثرت الأحداث والصدامات بين مكونات الحراك الشعبي والحزبي لدرجة القلق والتوجس مما قد يحصل في قادم الأيام. هناك من يدعو بنية صادقة للإصلاح ومحاربة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة من الوطن. جميل جدا. وآخرون يتظاهرون بالدعوة للإصلاح وهدفهم خلق التوتر والفوضى والتصادم مع الدولة وإضفاء نوع من الغموض على مجريات الأحداث وأسبابها. خبيث جدا. وتلك كلمة حق يراد بها باطل وعلى الدولة والأجهزة الأمنية التنبه لهؤلاء. وفريق آخر يعرقل عملية الإصلاح حتى لا تطاله يد العدالة التي نراها واضحة تمتد شيئا فشيئا للذين تحوم حولهم شبهات الفساد. وهذه العرقلة شروع بقتل الوطن إن لم يقتلوه بعد وقيادته الشيء الذي تستحيل عنده المهادنة والمجاملة والرحمة.
فالصدامات التي نعيشها سواء بين الحراكيين أنفسهم أو بين الحراكيين والأمن قد شكلت إنطباعا عند الناس من شأنه أن يقتل نظرة الإعتزاز التقليدية للأمن في دولة يضرب المثل بأمنها، بل وللأسف نرى الكثير يتحدث عن اهتزاز هيبة الدولة الشيء الذي يشجبه شرفاء الوطن والغيورون على سمعة أمنه. وليعلم الذين يستوردون مصطلحات من دول يتم التنكيل بشعوبها ليعلموا أن مصطلحاتهم لا أرضية لها في الأردن, فلتكن مناداتكم محصورة بالإصلاح ومحاربة الفساد وصانعيه ولا يُستغل مناخ الحرية وغض الأبصار من قبل الأجهزة الأمنية ليُترجم ضعفا يعصف بالوطن لا سمح الله وتتشكل مراكز قوى تتصرف بوحي الرخاء السياسي وموجة البيانات المتلاحقة المؤيد منها والمعارض. فهناك فريق يتمثل بالإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم لسان حاله يقول نريد إصلاح النظام ولا نريد إسقاطه, لكن واقع الحال يجعلنا نفكر مليا بصدقية هذا النهج. علينا أن نسقط كلمة "إسقاط" من حواراتنا وأدبياتنا. ربما كانت هناك إسقاطات من بعض كوادر الإخوان دفعت بآخرين للشعور بالطعن بثوابتهم وقناعاتهم التي ولدت معهم بالفطرة ولا يقبلوا المساس بها وربما شعر الإخوان بدورهم أن هناك مساس بثوابتهم وهنا يجب أن يتجلى الوعي ليحترم كلا الطرفين رأي الطرف الآخر.أما مبدأ الشاعر القائل:
أنا من غزيّة إن غوت غويت وإن ترشد غزيّة أرشد
فتلك شريعة حاربها ديننا ونسأل الله أن يبعدها عن الأردن وشعبه.
كان الأجدر بالإخوان من حيث المبدأ وهم حزب منظم ذو هيكلية مدروسة أن يكونوا أكثر واقعية وفهما للبيئة والتنشئة الإجتماعية للأفراد الذين يتظاهرون بينهم ويريدون ترويج أفكارهم وإعلان مطالبهم عندهم. وبالمقابل على الفريق الآخر الذي يتصدى لهم ان يجعل هامشا للرأي الآخر وأن لا يكون صلبا قاسيا فيسهل كسره ونأمل ان لا تاخذهم العزة بالإثم ويظنوا أن حب الوطن وقائده مُلكا لهم فقط وأن كل ما يأتي من الآخر مشكوك به ومدعاة للمحاربه. ليعلم كل الحراكيين أن التظاهر السلمي لا يعني فقط عدم حمل السلاح بل أيضا عدم الإيذاء والتخريب و لكن طرح المطالب بأسلوب حضاري بعيدا عن التعصب الأعمى والإنغلاق الفكري الذي لا يقبل الحوار مع الآخر بل يرفضه معتبرا شراكته هدما لمفاهيمه وثوابته. وهذا يقودنا للقول أن الحقيقة ليست مُلكا لأحد دون الآخر, بل الجميع شركاء بمسيرة الوطن والإصلاح ليس حكرا على فريق دون غيره.
وهنا لا يمكن إغفال ما قاله السيد ليث شبيلات وتحديدا بما يتعلق بما حصل بالمفرق. إحترامنا لشخص السيد شبيلات وتقديرنا لوطنيته لا يمنعنا من الإختلاف معه بالرأي. فحق لنا القول أن المعارضة الإيجابية عون للحكومة لتصحيح الأخطاء وليست كالقائل "عنزة ولو طارت" فقد نسبت كل ما جرى للأمن وأنه مدبر ومخطط له من قبل الأجهزة الأمنية التي نفتخر بها. وهذا تجني يخلو من التبصر بحقيقة تفاصيل الحدث فالمعارضة ليست رفضا لكل ما يصدر عن الدولة والتشكيك بما تقوم به وجعلها مشجبا لكل صغيرة وكبيرة. فاجعل هامشا للإلتقاء رحمك الله.
أقول للسيد شبيلات لماذا لا تبدي ترحيبا بما تقوم به الدولة من محاسبة للفاسدين؟ وهل المعارضة هي الإستمرار والإصرار على إبداء عدم الموافقة وعدم الرضا وإدانة كل ما تقوم به الحكومة؟ من الدين والمنطق أن ينسب الفضل لصاحبه وكما نشير للمسئ بإسائته علينا ان نشير للمصيب بصوابه لإعطاء كل ذي حق حقه ولخلق التوازن والإعتدال اللذان يحثنا ديننا عليهما واللذان يخلقا الإحترام والتقدير عند الناس للذي يعمل على إبراز الحقيقة بحلوها ومرها. أما إن استمر الحال بالشجب والإدانة والإتهام فسيضطر الآخر وهو هنا الحكومة بأن يثأر لمصداقيته التي يؤمن بها ولو على الاقل من وجهة نظره وبالتالي يحدث ما لا نتمناه ويحتدم الصراع الذي لا تحمد عقباه بين الطرفين.
وللأجهزة الأمنية نقول, نحترمكم ونجلكم ونباهي العالم بكم لأنكم الساهرون على أمن الوطن والمواطن ويردفكم بذلك جيش والحمد لله سطر معاني التفاني والإنضباط بظل قيادته المستنيرة. لكن عليكم ألا تغفلوا عن الذين يصطادون في الماء العكر بل يعكروا صفو مائنا الذي يروي كل من يتواجد على ثرى الوطن الطيب الذي يفديه أبناءه بأرواحهم.
هناك بعض الأصوات الناعقة بالسوء ترى أن الدولة تتراخى عن التدخل لفض الصدامات لكي تحتدم الخصومة ويبدأ الناس بمطالبة الأمن بالتدخل وعندها سيضرب بيد من حديد بحجة الفلتان والحفاظ على الأرواح والأمن. فنقول لهؤلاء الناعقون أن الأردن ونظامه وأمنه ليسوا بالقمعيين وليسوا بالدمويين وليسوا بالقتلة والتاريخ شاهد على ذلك.
فأعود وأقول لنحترم هامش حرية التعبير الذي نتمتع به دون غيرنا ولا نسيء تفسيره. وأقولها قولة حق وصدق أننا في الأردن أصبحنا نتمتع بمستوى من حرية التعبير عن الرأي تتوق إليه شعوب الدول التي تمتعت بالحرية منذ عشرات السنين. وها هو البعض يجيّر هذه الحرية لخلق الفتنة لتفتيت التماسك وخلق ثغرة لتمرير السموم التي تقتل مكونات هذا التماسك فدعونا لا نهدم حريتنا بأيدينا واتقوا االحليم إذا غضب حتى لا نعفر رؤوسنا ونعمي عيوننا بالتراب الذي نحفر به بحجة البحث عن رزقنا. دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها حيث أن الأمن لديه استراتيجية وخطط وسياسة مرسومة يتقيد بها ويعمل على أساسها ولا ننسى أن الأجهزة الأمنية بضباطها وأفرادها هم أبناءنا وإخواننا ولم يأتوا من كوكب آخر بل هم من مكونات هذا النسيج المتماسك, وإن حصل ما تم تفسيره بالتهاون كما يبدو للبعض فهذا ليس ضعفا ولاتغليبا لجهة على أخرى بل حِلما وحكمة علينا احترامهما وتقدير من قام بهما. ولا يستطيع الأمن أن يخصص لكل مواطن رجل أمن يحرسه ويرصد كل تحركاته كما هو لسان حال المشككين. وأسأل المزايدين إذا استدعى الحال رجل أمن لمنع "مواطن" بالقوة عما يقوم به من تخريب أو اعتداء على الآخرين ولحق ذلك المواطن أذى, هل ستقرون بخطأ ذلك المواطن وصواب إجراء رجل الأمن ؟ أم ستطبّلون وترتفع أصواتكم بانتهاك حقوق الإنسان لتحميل الأمن وزر أهوائكم؟
فيا إخوتي يا من تشكلون مكونات الحراك لنعود لرشدنا وليكن الإعتدال وحب الوطن وخدمته ورفعته هي المحرك لمطالبنا واجتهاداتنا وليس خلق التوتر والقلق والريبة أهدافا تسعى فئة ربما مغرر بها أو ربما تعي ما تصنع لخلق الفوضى وخلط الحابل بالنابل لتنفيذ أجنداتها المستوردة التي لا تخدمنا بل تخدم قوى نعرفها تستهدف هذا الوطن وقيادته التي نحب ونحترم والتي تسعى وبشفافية للإصلاح وغربلة الوطن حتى يسقط من غربالها كل من هو غير مؤهل للبقاء والصمود في الغربال.
أخلص إلى القول أن الحراك الذي دافعه مصلحة الوطن فأهلا به وسهلا أما الحراك الذي دافعه خلق الفوضى وتعطيل المسيرة وطمس الحقيقة فلا أهلا به ولا سهلا.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com