مجلة "نيفرتيتي" تكشف اللحظات الاخيرة في حياة المرحوم "محمود صايمة "

*محمود صايمة غائب ما غاب ...

اخبار البلد_ لقد خسرت الساحة الفنية الاردنية احدى قاماتها الابداعية الفكاهية التي لطالما امتعت الجمهور الى ان استحق عشقها ...حيث خفة دمه تدخل قلب من لا يشتهي الضحك وتجبره على الابتسامة ، وروحه الجميلة بصمة ابداع بحد ذاتها إذ كانت خفيفة الظل اينما حلت وترحلت ........ كان يؤمن برسالته السامية التي جعلت له هوية خاصة تميزه عن غيره، كيف لا وهو من رسم الفرحة والبسمة وشق طريقها على وجه من لا يعرفها ، إذ كان همه بالدرجة الاولى ايصال هم الوطن والمواطن برسالة فكاهية تحجز مكانها لدى السامع والمسؤول  قبل ان يرسلها وعلى الرغم من خصوصية فنه وندرة موهبته وخبرته الا انه انسان متواضع بسيط خفيف الظل والدم قريب من الناس على قدر طيبته وسريرته البيضاء ، لذلك كان حالة ابداعية خاصة ولدت معه وبقيت على الرغم من رحيله ....

نيفرتيتي التقت نجله الاكبر عبد الرحمن وكان الحوار التالي......

 

  • نيفرتيتي : كيف كانت اللحظات الاخيرة في حياة محمود صايمة ؟

عبد الرحمن :  اعتقد ان اللحظات الاخيرة في حياة اي شخص ما هي الا ملخص لما كان عليه طوال ايام عمره..فقد رأيت في لحظاته الأخيرة إبتسامة تجاه اختى الصغرى مريم..وجبين متعرق..وشربة ماء..وذكراً لله تعالى..فوفاة..فإبتسامة لم تفارق محياه الى ان وري الثرى..ولا نزكي على الله احداً..رحمك الله يا والدي

  • نيفرتيتي : كيف تلقت اسرة محمود صايمة خبر وفاته  وكيف كان اثره على المجتمع الاردني بشكل عام ؟

عبد الرحمن : كان والدي رحمه الله تعالى يردد عبارة دوماً في الاوقات الصعبة التي قد تمر على اي انسان (( الدنيا مش مستاهلة ))..فزرع في اسرته الصغيرة ان البقاء لا يصح لاي كان الا لله تبارك و تعالى..كان خبر وفاته مفزعاً لكل الاسرة..ولكل من عرفه..وانا لله وانا اليه راجعون..اما عن المجتمع الاردني..فله حق الاجابة

  • نيفرتيتي : هل من وصية تركها محمود صايمة ؟

عبد الرحمن : ((ان تشعل شمعة خير من ان تلعن الظلام )) وصية رددها على مسامعنا كل يوم..ولا زالت..

  • نيفرتيتي : كيف تلقى زملاء صايمة من الفنانين صدمة خبر وفاته ؟ وخاصة رفيق دربه الفنان حسين طبيشات؟

عبد الرحمن : حقيقة ان اول شخص قمت بالاتصال به لاخبره بوفاة والدي هو الفنان حسين طبيشات..لم يصدق في البداية..ثم اتى الى المشفى..وصافحني..وبكى..اما باقي الزملاء الفنانين فقد تراوحت ردود افعالهم بين الحزن و الغضب.. حال الفنانين بشكل عام..

  • نيفرتيتي : هل مازالت تلك العلاقة المتينة مع الفنان حسين طبيشات  قائمة بعد رحيل صايمة؟

عبد الرحمن : نعم واعتقد انها توطدت زيادة.. فالعم حسين .. او العم غافل..ليس بغافل عنا..وهو دائم الاطمئنان على عائلتنا بشكل عام..

  • نيفرتيتي : كيف تقرأ حضور رئيس الوزراء وبعض الشخصيات الهامة  الى بيت العزاء  وما مدى صدى تلك الوقفة مع الفن والفنانين الاردنيين بشكل خاص؟

عبد الرحمن  : حقيقة كانت هذه اللفتة الانسانية لها بالغ الاثر في نفوس عائلة المرحوم بإذن الله..ولكنني وللحظة تمنيت لو كان هذا موقف الدولة مع اية فنان في حال حياته..وليس مع والدي فقط..ولكنني اشك ان يكون لذلك صدى على الحالة الثقافية و الفنية الاردنية على المدى الطويل..  

  • نيفرتيتي : كونك الابن المقرب للمرحوم  مالذي تعلمته منه،  حيث كما علمنا كان يتعامل معك كصديق وليس ابنا فقط ؟

عبد الرحمن  : اكاد اقول انني تعلمت كل شيء من والدي مع انني لم اكن اتفق معه في كل شيء..الا انه رحمه الله كان عنده حيز للخطأ..فلم يكن يلعب علي دور الاب الذي لا يخطأ في شيء..بل كان يقتنع بسهولة ان كان ما تقوله منطقياً..الامر الذي جعلني صريحاً معه في كل شيء..اخبره عن امور لا يتكلم بها الا الصديق لصديقه المقرب جداً..

  • نيفرتيتي : برأيك هل وقفة الحكومة مع الفن وفنانيه بعد رحيل الفنان  تسقط مسؤوليتها تجاهه على حساب حياته التي مضت؟  وهل الحكومة تنتظر رحيل الفنان حتى تكرمه؟

عبد الرحمن : اسألوا  الحكومة..

  • نيفرتيتي : على حساب من كانت تنفق مصاريف علاجه اثناء فترة مرضه ؟

عبد الرحمن : بصراحة ,, على حسابه الشخصي..

  • نيفرتيتي : عبد الرحمن  صايمة بعد ان دخل التفزيون الاردني هل سيسير على خطى ومنهج والده المرحوم ؟

عبد الرحمن : شخصياً اتمنى ان اكون جزءاً ولو صغيراً في مشروع اعادة الروح والهيبة للتلفزيون الاردني..هذه المؤسسة العريقة..التي خرجت اجيالاً واجيالاً من كبار الفنانين الاردنيين و العرب..

  • نيفرتيتي : ما زال يعرض بعض الاعلانات بالصوت والصورة ما الشعور الذي ينتابك عندما تسمع صوت والدك مجددا؟

عبد الرحمن : شعور بالخسارة... لا يقدر بثمن ..

 

  • نيفرتيتي : سمعنا عن انتقالكم من منزلكم القديم بعد رحيل المرحوم "محمود صايمة " ، هل ذلك له علاقة بالهروب من الذكريات التي قضيتموها معاً؟

عبد الرحمن : على العكس..نحن نهرب باتجاه الذكريات التي كانت معه..لكن العبرة في النفس وليس في المكان...